وعكة في الصحة
المجالس والهيئات الخاصة، أنشئت أساساً لتجويد الخدمات وتحسينها، وتطوير العمل والارتقاء به وبالخدمات التي تأتي في المقام الأول، خاصة عندما تتعلق الخدمات بالمجتمع بشكل مباشر، كقطاع الصحة الذي يعتبر شريان حياة للجميع ولا غنى لكبير أو صغير رجلاً كان أو امرأة عنه، والله يعطي الجميع الصحة والعافية، ولكن لا أحد منا يستغني عن الخدمات الطبية والذهاب إلى العيادات والمستشفيات، وهناك جهود كبيرة نراها ونسمع عنها لهيئة الصحة بأبوظبي لتحسين المنتج وتقديم خدمات مميزة للمرضى، وآخر المبادرات ما قرأناه أمس الأول حول إطلاق نظـام إدارة البيئـة والصحـة والسلامـة في جميع المستشفيات المرخصة العاملة في إمارة أبوظبي، بهدف التقليل من المخاطر المحتملة التي قد تهدد صحة وسلامة العاملين في المستشفيات والمرضى والمقاولين والزوار، فضلاً عن المخاطر البيئية وغيرها.
وطلبت الهيئة من كافة المستشفيات العمل على تطوير نظـام إدارة البيئـة والصحـة والسلامـة الخاص بكل مستشفى، على أساس الأخطار والمخاطر المرتبطة بعمليات كل منها، على أن يقدم النظام للهيئة للموافقة عليه.
وبعد الموافقة النهائية من قبل الهيئة تقوم المستشفيات بتنفيذ النظام داخل مرافقها، على أن تقوم الهيئة بالتدقيق على هذه المنشآت للتأكد من امتثالها للنظام.
وسيساهم النظام الجديد حسب رأي هيئة الصحة بأبوظبي في تشجيع التنمية المستدامة في الإمارة من خلال خلق بيئة أكثر أماناً وصحة في المستشفيات، تعمل على تقليل الإصابات والأمراض المحتملة في أماكن العمل، وبالتالي تقليل ساعات العمل الضائعة وتحسين الكفاءة وتقليل المخاطر الصحية في المستشفيات، وقد نظمت الهيئة ورشتي عمل للتعريف بالنظام الجديد، نهاية العام الماضي وفي الربع الأول من العام الحالي، لإدخال مفهوم نظام إدارة البيئـة والصحـة والسلامـة إلى كافة المستشفيات.
وهنا أدعو المسؤولين في الصحة إلى التركيز على الخدمات المقدمة للمرضى، وتحسينها أولاً وقبل الانتقال لمراحل متقدمة ومتطورة جداً في المجال الطبي، فلا خلاف على أهمية وجدوى الخطة التي أقدمت عليها هيئة الصحة، لكن من باب أولى العمل على تأمين راحة المرضى، وتقليل الشكاوى التي لايجد المرضى إلى من يرفعونها ويكتفون بالشكوى إلى الله، فليس من المنطقي أن يظل طفل مريض مع والديه مثلاً في غرفة العلاج لأكثر من سبع ساعات، بعدها يقال لوالده أنت محظوظ لأن ابنك حصل على سرير بالمستشفى، بعد مدة انتظار سبع ساعات فقط، وهناك من الناس من ينتظرون لمدة عشرين ساعة وأكثر وهم في غرف العلاج حتى يحصلوا على غرف لتلقي العلاج، وقد ارتفعت الأصوات مؤخراً بسبب هذا الموضوع ووصل إلى حد لا يطاق، فليس هذا هو التميز المنشود في الخدمات الصحية التي يجب أن ترتقي وتكون أفضل حالاً بكثير، وعلى الهيئة مراجعة خدماتها وعلاج الخلل، فمشاكل المستشفيات والعلاج لاحصر لها، وإن ذهبت ستواجه معضلة تعكر صفوك وتزيد مرضك.