كلمات جميلة عن الفقر
قلوبٌ فِي ضِيَافَةِ الحُزنْ
قلوبٌ أدمَاها الألمُ .. وأتعبَها النِسْيان ..
تركنُ تحتَ سطوةِ الفقرِ ..فيذيقُها أصنافاً مِن العذاب ..
يبللُهم الدمعُ على مشارفِ أبوابٍ صدئة ..
يستندون على جدارٍ متهرئ
ويذوقون الصبرَ مراً علقَما ..!
هُـنا مع موعدٍ مع ألمٍ منْ نوعٍ آخر ..
صفحاتٌ امتزجتْ برحيقِ أرواحِهم الموحِشة البَاحثة
عَن الأُنسِ , عن الأمل ,
عن إحساسٍ يمْنعه كبرياءٌ يُقتَلُ كلَ يومٍ
على أعتابِ اللامبالاة
يتلاشى أمامَ القسوة ..
ويلفظ أنفاسَه الآخيرة ..
الفقر كلمة مقيتة، كريهة تعافها النفوس ،
وتشمئز منها القلوب،
وهو متفشٍ في هذا العصر الظالم، عصر الثروات الهائلة والبؤس المزري ،
فبينما نجد أناساً يعيشون في ترف حياتي، يلعبون بالملايين وتقتلهم التخمة ،
نجد آخرين لا يكادون يجدون لقمة العيش وإن وجدوها كانت بشق الأنفس ،
يعيشون في أكواخ من الصفيح، بل وفي العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ،
يمزق أحشاءهم الجوع، ويهدُّهم المرض، يتجرعون مرارة الحاجة، وتغص حلوقهم بذلة المسكنة.
إن للفقر أبناءً كثيرين .. وإن له صوت يعلو ويرتفع .. وهناك أذن لا تسمع و عين لا تبصر !
فانظروا خلف الأبواب ,
واسمعواصوتَ الفَقْر ..
حارهـ اسكبَ الحزن عليها سودَاه ..
تلك الحارة وبيوتها المتهالِكة في سباقٍ مع الزمنِ
تقاومُ تصدّعه ببريقٍ خافتٍ من أملٍ
تحمله عينَ طفلٍ ممزقةً ثيابُه .
هنا في حارةِ البؤسِ ..مررنا , ثم خلفَِِ الأبواب وقفنا
..سمعنا صوتٍ خلفَ أبوابِ الفقر ..
خلف هذا الباب رأينا ملامح لرجل كهل عاجز عن الحركة يقبع في زاوية المنزل ضريرا ..
وبالقرب منه عكازُ يستخدمه حين يكون قادرا على المشي ,
حدثنا من يعرفه أن الله ابتلاه بالصرع فكان بين الحين والحين يصاب بنوبة.. تارة تكون قوية, وتارة ضعيفة ,,
يشفق عليه الجيران بوجبة غداء واحدة .. أما الطبيب فلا يملكون مالا ليذهبوا به للعلاج ؛
هذا العاجز كان له فضلٌ كبيرُ على كثير من المبصرين الذين علمهم كيف يمسكون القلم ,
ويقرؤون الكتب , هذا العاجز كان يوما من الأيام يُدعى معلم لكنه لا يملك شهادة ..
دارت به الحياة حتى أصبح في هذه الحارة .. يجاور البؤس ..
بعد أن أصبح بلا مال ولا أولاد ..
ينتظر الموت ..
هنا في هذا البيت ..وقفت ترقب الليل ..
صمتا أيها الليل.. ؟؟؟؟
كف عن توجعك .. فمن يشق عباءتك لينبلج الصباح ؟
وأنا مازلت ألقي إليك بالمودة..
وأنت تبسط خارطة الجرح أمامك لتوسع من حدودك في نفسي
وتطمح في امتداد أكبر يحوي عروقي ..ونبضي وتنفسي..
أنا هنا ألوك الوحدة ..
قالت لنا عيناه :
ذاكرتي تنوء على خدّ الحياة..! وحزني يسأل وجه الليل..
أينا أشد سوادا..؟
أتجرع الصبر كل يوم فلا عالم يدري.. ولا يكف الفقر عن
سخريته بي
لم يكن هناك شيئا مذكورا ليهتم به الناس .
.غير شيخ كبير مريض ولا دواء
..غير بيت من صفيح يتخذه الناس مقرا لدواجنهم ونتخذه مسكنا لأولانا
لا شيء يذُكر ليقف العالم أمامه ..
غير أطفال يتضورن جوعا ..تسكِّتهم بفرج قريب ..
رجل غني سيأتي وسيقدم لكم العطاء في رمضان
لكن رمضان لا يأتي إلا مرة واحدة في العام ..
لذا حكم علينا الطيبون أن نعيش شهرا واحدا
ونموت باقي الشهور
أيا فقــر.. أتيتني تكبو وتحبو..فعـشت حينا بين آهات قلبك.
.
وأوتار خاطرك..لأعرف أنك أكثر من كلمة..
فالفاء من الفاقة..والقاف هي القسوة..والراء من الرثاثة.
.لأقف بعد ذلك على رصيفك وقد داهمتني الجروح..
لأستشق نسائم الفرج القريبة..فأحصل على صدقة من غني..وأنعم بزوج بعد شفاء..
و شبع بعد طوى..واجتماع بعد نوى..
انتهت رحلتى.. وانتهى وقوفي على أبواب الفقر ..
اقتحم الخيالُ تلك الأبواب ..
وعلمنا أنَّها لاتزالُ تنتظرُ طارقاً ما ..يأتي بمالٍ ..أو بقايا طعام ..
إنِّها أبوابٌ تنتظرُ كل يومٍٍ زائرا ..
يحملُ لهم بعضَ أملٍ .. بأنّا لا زلنا بخير ..
أنَّا لا نزالُ بخير ..