رمضان مدرسة الصبر، فهلا تخرجت منها بامتياز
ترى كيف ودعت رمضان هذا العام ؟
وكيف تنوي أن تخطط لحياتك بعده في سائر الأيام ؟
تعلمت في رمضان هذا العام أن تصبر على الطاعات،
فتوالت الخيرات وعمت البركات،
وصارت الركعتان ركعات، والصدقة صدقات،
والمسارعة إلى الخير استباقا للخيرات.
وتعلمت أن تصبر عن المعاصي،
فغُض البصر عن المحرمات،
وعف اللسان عن الخوض فيما لا يليق من غيبة أو نميمة أو كذب أو قذف للمحصنات.
وتعلمت الصبر في طلب العلم،
وأنت تتدبر قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر وما جاء فيها من عبر وعظات.
وتعلمت الصبر في الدعوة،
وأنت ترتل الآيات عن صبر النبيين على أقوامهم وما لاقوه في سبيل دعوتهم من إيذاء
وابتلاء وامتحانات، فلم يثنهم ذلك عن تبليغ رسالات ربهم أو عن عمل الصالحات.
وتعلمت الصبر على البلاء والقلب راض كل الرضا،
من سيدنا يعقوب وسيدنا يوسف وسيدنا أيوب
وسيدنا محمد عليهم وعلى الرسل جميعا أفضل السلام وأزكى الصلوات.
فهل يا ترى يسقطك الشيطان في حبائله بعد شهر الفضل والخير واليمن والبركات ؟
ولمن كنت تعد العدة إذن، حينما صفدت الشياطين وغلقت الجحيم وفتحت الجنات؟
ألم تكن تحصن نفسك بالطاعات حتى تعتادها في سائر الأوقات؟
وتستعين بالصبر والصلوات لساعة البلاء والامتحانات؟
لا تحدثنك نفسك بعد رمضان بعصيانه في الخلوات،
ووطن نفسك أن تتخرج من مدرسة الصبر وقد أحرزت أعلى الدرجات.
واعلم أن الجنة حفت بالمكاره وحفت النار بالشهوات،
فهيهات هيهات لمن آثر اجتراح السيئات أن يبلغ درجة السابقين بالخيرات .