اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 كـــــيف لـنا أن نتذوق اللوحة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
دلع المنتدى

دلع المنتدى



كـــــيف لـنا أن نتذوق اللوحة Empty
مُساهمةموضوع: كـــــيف لـنا أن نتذوق اللوحة   كـــــيف لـنا أن نتذوق اللوحة Icon-new-badge17/7/2011, 16:10

فن التذوق(كيف لنا أن نتذوق اللوحة)/مصطفى رمضان

...دراسة لمحاولة كسر الحاجز بين المتلقى والفن الجميل....


الى متى تستمر حيرة المشاهد أمام بعض اللوحات التشكيلية ؟ ومتى يمكن لمن يستطيع تذوق الشعر والقصة والمسرح والسينما أن يتفاعل مع الفن التشكيلى والذى أصبحت بعض معروضاته لغزا محيرا ؟ ودائما تبدو الحيرة على وجوه أغلب المشاهدين وتثار أسئلة : ماهى هذه اللوحة؟ أين الجمال فيها ؟ أين الإبداع ؟ أين المضمون ؟.......
ولمحاولة الدخول الى عمق اللوحة التشكيلية وللتعايش معها وتذوقها إن أمكن...من المعروف أنه لكى تكتمل عملية الإبداع يجب أن يتوافر فيها ثلاثة عناصر:
الأول : الفنان التشكيلى
ثانيأ : المتذوق والمتلقى
ثالثا : العمل الإبداعى


الأول : الفنان التشكيلى الذى يمتلك موهبة الإبداع والإبتكار والمسلح بالوعى والإدراك لما يبدع والذى شحذ موهبته وصقلها بالإطلاع على تجارب الآخرين وثقافاتهم والقادر فى نهاية المطاف على إبداع اللوحة الفنية التشكيلية ، ولأننا لا نستطيع أن نصف كل من تصدى لملء فراغ أو مسطح أبيض بالخطوط والأشكال والألوان فنانا كما لا نستطيع أن نصف كل قطعة علقت على جدار أو فى صالة عرض لوحة فنية تشكيلية .
الثانى : المتذوق والمتلقى لهذه اللوحة الفنية التشكيلية والذى يفترض فيه أن يكون مهتما بالفنون الجميلة متابعا لمسيرتها مسلحا بأرضية ثقافية تؤهله للدخول الى عوالم اللوحة الفنية ، حتى ولو كان من حملة أعلى الشهادات ، ولأن تذوق اللوحة الفنية يحتاج الى تربية معينة وتدريب مستمر وثقافة متنامية وليس مجرد متعة وتسلية .
الثالث : العمل الإبداعى وبما فيه من عناصر ومقومات اللوحة الفنية.
وبتوافر الثلاث عناصر يمكن الدخول الى عوالم هذه اللوحة .


ماهية اللوحة الفنية : اللوحة الفنية التشكيلية - اصطلاحا - هى كل مساحة مسطحة رسمت فيها يد

الفنان خطوطا وأشكالا وسكبت فيها روحه وعواطفه ألوانا وضمنها عقله قيما وأفكارا وأهدافا تتحدث مع المتذوقين بلغة العيون والأبصار، مترجمة لهم أحاسيس الفنان ومشاعره ورؤاه فى فترة زمنية معينة ، فهى نتاج عمل عقلى وعاطفى مشترك ومتماسك ، كل منهما محرض للآخر ومكمل له فى حركة كروية دؤوبة ، فهى ليست نتاج عمل عاطفى بحت ولا نتاج عمل عقلانى بحت لأن الفن عصارة عمل حضارى والحضارة لا تقوم بالعاطفة وحدها ولا بالعقل وحده بل هى نتاج انصهار الإثنين معا فى بوتقة الإنسان المبدع .

مقومات اللوحة : لكل لوحة فنية تشكيلية أيا كان انتماؤها للمدرسة الفنية { شكل ومضمون }


أولا : الشكل فى اللوحة الفنية التشكيلية : يتكون الشكل فى أى لوحة تشكيلية من مجموعة مفردات


وعناصر متكاملة ومترابطة وهى :
ا- مساحة فارغة محاطة بإطار عام يحدد شكلها الخارجى وأبعادها ونسبها
ب- مجموعة الخطوط المتعانقة والمتشابكة والمتقاطعة المرسومة فى هذا الفراغ والأشكال والتكوينات التى تخلقها هذه الخطوط المحيطة بها
ج- محموعة الألوان المفروشة على سطح هذا الفراغ
هذه بشكل عام عناصر الشكل فى اللوحة الفنية التشكيلية أيا كانت المدرسة التى تنتمى اليها ، ماعدا بعض الأعمال التى حاول بعض الفنانين إضافة مواد جديدة عليها مأخوذة من الورق أو القماش أو سطوح جذوع بعض الأشجار أو النباتات المجففة ولصقها على سطح اللوحة وهى ما يسمى بطريقة القص واللصق ( الكولاج ).
يعتبر اختيار هذه العناصر بشكل دقيق ومدروس وواع وإتقان توظيفها بما يخدم مضمون اللوحة أهم ركيزة فى بناء اللوحة الفنية التشكيلية ،وكلما أدرك المتذوق ذلك واستوعبه وتشربه بدت له جماليات هذه اللوحة وروعتها أو تبدى له قبحها ورداءتها وإنحطاط مستوها .
أ - المساحة الفارغة والشكل الخارجى العام : لكل لوحة نسبها وأبعادها وشكلها الخارجى العام .
فمنها المستطيلة والمربعة والمستديرة ومنها الكبيرة والصغيرة ، ولكل شكل من هذه الأشكال الموضوع الذى يناسبه ويتلاءم معه ، وعلى سبيل المثال أن اللوحات التى تعبر عن الطبيعة الخلوية البحرية تنختلف نسبها وأبعادها عن اللوحات التى تمثل الطبيعة الصامتة أو تلك التى تعبر عن الصور الشخصية ( البورترية ) أو تلك التى تعبر عن الملاحم والبطولات، وكلما استشعر المتذوق الانسجام التام والتوافق بين المفردات والصيغ المرسومة داخل هذا الفراغ والمساحة الاجمالية لهذا الفراغ ،شعر بالمتعة والألفة لما يشاهده والعكس صحيح . وهذا يتطلب التدريب المستمر للعين بإعتبارها الحاسة التى ترتشف بواسطتها الملامح الجمالية للأشكال المرئية سعيا للإرتقاء بعملية التذوق...وعلى سبيل المثال أيضا : يستطيع المشاهد الذواقة أن يحكم من النظرة الأولى على أثاث غرفة بأنه غير منسجم مع مساحة هذه الغرفة وفراغها رغم فخامة هذا الأثاث وجماله ، فى حين ينبهر مشاهد آخر بفخامة هذا الأثاث وجماله دون أن يفطن الى عدم انسجامه مع مساحة الغرفة وفراغها لإفتقار هذا المشاهد الى العين المدربة وحس التذوق العام .



ب ـ مجموعة الخطوط المتعانقة والمتقاطعة والمتوازية المرسومة داخل هذاالفراغ:
لكل خط من الخطوط دلالاته وإيحاءاته وقيمته الجمالية والتعبيرية ، فالخط المنكسر يوحى بالحدة والصرامة والقسوة والشدة، بينما يوحى الخط المنحنى بالليونة والطراوة والوداعة والمرونة ، والخط المستقيم يوحى بالرسوخ والثبات والاستقرار والاستقامة ، بينما يوحى الخط الحلزونى بالحركة والإتساع والتسامى والحرية...وكلما أدرك المتذوق هذه الدلالات والإيحاءات والقيم الجمالية والتعبيرية لتلك الخطوط كان أكثر قربا من اللوحة وأكثر قدرة على الدخول الى عوالمها...

وعلى سبيل المثال : تبدو الزهور أكثر جمالا وفتنة عندما نحيطها بالخطوط اللينة بينما تبدو الصخور أكثر صلابة وقسوة وشدة عندما نحيطها بالخطوط المنكسرة ..
والمشاهد الذواقة هو الذى يحاول التحاور مع مفردات اللوحة وعناصرها ويلاحظ مدى الانسجام والتوافق بين خطوطها وأشكالها وألوانها وموضوعاتها ليصل الى حالة من حالات النشوة والإنبهار..والمتذوق المتابع لتطور الفنون الجميلة عبر مسيرتها الطويلة وماطرأ عليها من إضافات وإبداعات وقفزات يستطيع بحسه السليم وعينه المدربة إدراك المضامين الجمالية والتعبيرية والفكريةالتى حاول الفنان تجسيدها فى اللوحة وإرتشافها وتذوقها...وعلى سبيل المثال يستطيع المستمع الذواقة صاحب الأذن المدربة إدراك عبقرية العازف المبدع وهو ينتقل من نغم ومن مقام الى آخر بسلاسة وعذوبة وبراعة منتشيا معه محلقا فى عوالم الموسيقى حتى ولو لم يكن هذا المستمع يجيد العزف أو قراءة النوتة الموسيقية ..

وكما أننا نستطيع تدريب الأذن على الإستماع والإرتقاء بها من النغم البسيط ذى الرتم الواحد الى الأنغام والألحان المعقدة والمتداخلة وصولا الى السمفونية ...

كذلك يستطيع المشاهد الذواقة تدريب عينيه على مشاهدة اللوحات الحديثة واكتشاف مواضع الجمال والإبداع فيها إن وجدت عن طريق المواظبة على حضور المعارض الفنية التشكيلية والإحتكاك المستمر بالفنانين ومحاورتهم والإطلاع على الجديد فى عالم الكتب الفنية...

ج ـ مجموعة الألوان المفروشة على سطح هذا الفراغ :
الألوان : عالم غنى ساحر واسع فسيح الأرجاء ثرى الدلالات ، عظيم القدرة التعبيرية ، منها المنسجم المتناغم ومنها المتنافر المتباين ومنها الحار ومنها البارد ، منها ذو الشخصية القوية الطاغية ومنها الحيادى الهادىء الوديع ولكل منها رمزه ودلالاته وقوته التعبيرية ...فالأبيض : رمز النقاء والطهر والعفاف والبراءة ...والأحمر : رمز العنف والدم والحرارة والعواطف الجياشة ...والأخضر : رمز الخصب والغنى والأمل والسعادة...وألأصفر : رمز المرض والكراهية والحقد والنبل والنور.....الخ...
الضوء : والضوء هو مصدر الألوان ، نوجد بوجوده وتخنفى باختفائه ، ولذا فقد انبهر الانطباعيون بالضوء خاصة بعد انتشار نظرية العالم اسحاق نيوتن حول تحليل ضوء الشمس واكتشاف ألوان الطيف وبلغ عشقهم له حدا كبيرا لدرجة أن روادهم صاغوا معظم أعمالهم الفنية على شكل رعشات ضوئية متناثرة فى أرجاء اللوحة ، ودفع الإعجاب بالضوء بعضهم على تصوير الموضوع الواحد عدة مرات وفى فترات مختلفة من النهار لإظهار اختلاف الرعشات اللونية والضوئية بين فترة وأخرى ومدى تأثيرها على أحاسيس الفنان ومشاعره وعواطفه ورؤاه ...

والانسان مذ وجد على سطح الأرض مفتون بالألوان تسحره وتستهويه ، ولذا كان يلجأ الى تزيين وجهه وجسده بها ، ثم تطور فأخذ يزين ملابسه وأسلحته وأثاث منزله بها ، ولا نكاد نرى شيئا فى هذا العالم يخلو من عنصر اللون ، ولذا فإن لعنصر اللون الدور الأكبر فى بناء اللوحة الفنية التشكيلية لما يحمله من شحنات نفسية وقيم جمالية وقدرة تعبيرية ورمزية وتأثيرمباشر على بصر المشاهد المتلقى ونفسه ووجدانه ، والمتلقى الذواقة يحتاج الى تدريب عينيه على كل ذلك وتثقيف نفسه بكل جديد حول الألوان وما تتضمنه من قيم ...وهناك البعض من يعتقد أن هناك ألوانا جميلة وأخرى غير جميلة ، والحقيقة بخلاف ذلك..فكل الألوان جميلة وممتعة عندما توضع فى الأماكن المناسبة لها، وكلها تبدو غير جميلة عندما توضع فى غير ذلك..
وعلى سبيل المثال : اللون الأسود جميل جدا على العباءة السوداء والشعر الأسود والعينين الحوراوين ، ولكنه قبيح جدا عندما نطلى داخل غرفة الجلوس باللون الأسود أو نطلى مبنى كاملا باللون الأسود دون أن نحرك هذا اللون ونخفف من عتمته بألوان أخرى أكثر زهوا

والمشاهد المواظب على زيارة المتاحف ومعارض الفنون الجميلة يستطيع أن يرتقى بذوقه صعودا حتى يصل الى حالة من حالات النشوة والمتعة فى إرتشاف الألوان وتذوقها...
وعلى سبيل المثال : يميل الانسان الريفى دائما الى الألوان البكر القوية الصارخة الطاغية كالأحمر القانى والأصفر الفاتح والأخضر الزمردى والأزرق النيلى لإرتباط ذلك بمشاعره البكر الجياشة العارمة التى لم تهذبها يد المدنية ، بينما يميل الانسان الحضرى الى الألوان الهادئة الممزوجة والمطفية والمكسورة كالأبيض الحليبى والسكرى والسمنى والبيج والعسلى والرمادى ...ولو نقل ابن الريف الى المدينة ليعيش فيها لتدرج بذوقه وتذوقه من الألوان البكر الطاغية الى الألوان الهادئة المطفية ، ولا يفهم من هذا المثال أن الألوان الهادئة المطفية أكثر جمالا ورقيا من الألوان البكر القوية لأن الألوان كلها جميلة ورائعة عندما توضع فى أماكنها المناسبة وتوظف التوظيف الصحيح

...وهنا نتذكر حادثة الشاعر العربى البدوى الذى حضر الى أحد الخلفاء والذى يقيم فى المدينة مادحا فقال له
أنت كالكلب فى حفظك للود ****** وكالتيس فى قراع الخطوب

فعرف الخليفة بعقله الراجح وحسه السليم أن الشاعر لم يرى خيرا من الكلب مثالا للوفاء فى باديته ومحيطه ، ولم يرى أشجع من التيس فى الصراع ومقارعة الخصوم فى تلك البيئة الجرداء القاحلة وأنه استخدم هذه العبارات الخشنة الجافة لشدة ملازمته لأهل البادية وبعده عن أهل الحضر.
فأمر له بدار حسنة ومتاع وكساء ، وأمر بعضا من حاشيته أن يتعهده بالرعاية والعناية ومخالطة أهل الحضر ومجالستهم ومحاورتهم ليتأثر بهم ويأخذ عنهم ويقتبس من ألفاظهم وعباراتهم وأحايثهم فى التعبير.....حتى اذا ما مضت مدة من الزمن استدعاه الخليفة مجددا لينشده فحضر وقال

عيون المها بين الرصافة والجسر ***** جلبن الهوى من حيث أدرى ولا أدرى

فعجب الخليفة من رقة شعره ولطافته وعذوبة ألفاظه فقال..خشيت عليه أن يذوب رقة ولطافة ....
وهذه الحادثة شاهد على تأثير البيئة والمحيط على عملية التذوق لدى الفنان والمتلقى على السواء..
وأنه على المهتم بالفنون الجميلة الساعى الى تذوقها والتمتع بها أن يواظب على زيارة المتاحف والمعارض وأن يحتك بالفنانين والعارضين والنقاد يحادثهم ويحاورهم وأن يطلع على كل جديد فى عالم الثقافة الفنية لتتكون لديه ملكة التذوق الفنى ليصل فى نهاية المطاف الى متعة تذوق اللوحة الفنية التشكيلية ، ولكى لا يظل المشاهد المتلقى سلبيا وهامشيا فى عملية تذوق اللوحة الفنية



قراءة ممتعة أتمناها لكم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دلع المنتدى

دلع المنتدى



كـــــيف لـنا أن نتذوق اللوحة Empty
مُساهمةموضوع: رد: كـــــيف لـنا أن نتذوق اللوحة   كـــــيف لـنا أن نتذوق اللوحة Icon-new-badge17/7/2011, 17:02

لكى تكتمل عملية الإبداع يجب أن يتوافر فيها ثلاثة عناصر:
الأول : الفنان التشكيلى
ثانيأ : المتذوق والمتلقى
ثالثا : العمل الإبداعى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كـــــيف لـنا أن نتذوق اللوحة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: ترفيه :: فنون و هوايات-
انتقل الى: