جاسوس في بيت الزوجية !!
هذا زمن التكنولوجيا والثورة الإلكترونية، زمن سيادة العلم والآلة، العلم الذي يستخدم في الخير ويستخدم في الشر وفي غير صالح الإنسان في الوقت نفسه، الخير والشر اللذان يصبحان قيمتين أخلاقيتين نسبيتين أكثر من كونهما قيمتين محددتين ومتفق عليهما، وذلك بحسب الزاوية التي ينظر منها لموضوع معين، أو بحسب النافذة التي نطل منها على الأمر، ففي الوقت الذي نعتبر فيه الصراحة والشفافية قيماً إنسانية عالية جداً، نحترمها ونجلها وننادي بها، فإن الصراحة يمكنها أن تدمر بيتاً وأن تخرب علاقة كبيرة بين شخصين، الأمر صعب وليس من السهل الحكم فيه بسهولة وبساطة.
بعث لي أحد القراء رسالة يقول فيها “إن المرأة في زماننا هذا قد وصلت إلى درجة من الغيرة على زوجها ما يجعلها تلجأ إلى طرق غريبة لتتبع مساره وحركته اليومية مستعينة بتكنولوجيات الاتصال الحديثة، فهي تستطيع أن تعرف كل حركة وكل كلمة وأحيانا كل همسة يقوم بها زوجها فقط بشراء جهاز هاتف لا تزيد قيمته 150 درهماً لا غير !!
تقوم الزوجة بضبط الهاتف بشكل ما، ومن ثم تضعه في مكان سري في الغرفة أو في الحمام أو في السيارة، وأيضا بطريقة ما شرحها القارئ بالتفصيل ولن نتطرق إليها هنا حتى لا نقوم بدور المروج لمثل هذه السلوكيات الخبيثة، فإذا ركب الرجل السيارة وبدأ في إجراء اتصالاته فإن الزوجة الجاسوسة تتصل بالهاتف السري الصامت الذي يجيب تلقائياً وتبدأ في الاستماع لكل ما يقوله ويتفق عليه أويخطط له !!
كل شيء يكون كالكتاب المفتوح إذن بالنسبة للزوجة، مع من تكلم، أين ذهب، مع من التقى، أين سيسهر ؟ لا شيء يمكن أن يكون خافياً، ولقد شاعت هذه الطريقة الخبيثة بين عدد من الزوجات وهن في طريقهن لنشر تقنية هذه الطريقة بين أكبر عدد ممكن وهذا مكمن الخطر.
التجسس على الزوج أو على الزوجة من أكثر السلوكيات خبثاً وخطراً، والتي تشكل جحر الزاوية في نهاية أي علاقة زوجية، حيث لا يمكن استمرار علاقة محكومة بالشك والريبة والتصرفات البوليسية، فالرقابة اللصيقة أو التقنية لم تخترع لهذه الأسباب، وهي إن قبلت لمراقبة مجرم أو جاسوس أو شخص يشكل خطراً على أمن البلاد والمجتمع فإن لذلك مبرراته القاهرة، أما أن تراقب الزوجة زوجها فإن الحياة التي يجتمعان فيها لا تعتبر حياة زوجية بل جحيماً من مصلحتهما إنهاؤه بأحد شكلين: إما المكاشفة والصراحة مهما كانت صادمة، وإما أبغض الحلال عند الله: الطلاق، فذلك أكثر لياقة واحتراماً لقيمة الحياة ولرباط الزوجية المقدس.
تفشي بعض الأعمال الدرامية والأفلام هذه السلوكيات وتبصر الأزواج بأساليبها للأسف خاصة أولئك الأشخاص من أصحاب الشخصيات التي ترتاب وتشك في كل شيء إلى درجة تدمر حياتها بهاتف نقال لا يساوي دقيقة سعادة في بيت الزوجية الهانئ، ثورة الشك لا يعالجها التنصت ولا يلبي مطالبها التجسس لكنها الصراحة والصدق والاستقامة أولاً وأخيراً !!
موضوع: جاسوس في بيت الزوجية 
16/7/2011, 12:26
