سكينة اصنيب (نواكشوط) - يعتبر قطار «نواذيبو» أطول قطار في العالم، حيث يبلغ طوله كيلومترين ونصف كيلومتر، ويجر 250 عربة، ويربط بين مدينة «أزويرات» بأقصى شمال موريتانيا وميناء نواذيبو ليشكل عصب الحياة في هذه المنطقة الصحراوية القاسية، ويمنح سكانها فرصة التواصل والسفر، ويمد الأسواق بالسلع والمواد الغذائية، ويؤمن للرعاة نقل مواشيهم من منطقة إلى أخرى بحثاً عن الماء والكلأ، وأسواق جديدة لمواشيهم.
عصب الحياة
لا تتوقف الأرقام القياسية لهذا القطار، الذي يطلق عليه الموريتانيون اسم «القارب» أو «قطار الصحراء» عند كونه الأطول في العالم، بل إنه يعتبر أيضاً القطار الأثقل والأبطأ في العالم فهو يقطع مسافة 700 كلم في 15 ساعة، وينقل إضافة إلى الركاب والمواشي، خامات الحديد، حيث تحمل كل عربة من عرباته الـ250 حوالي 80 طناً من أكوام الأتربة الحمراء، التي تحتوي على نسبة كبيرة من الحديد، بينما يبلغ وزن القطار أكثر من 32 ألف طن.
ويحظى هذا القطار، الذي ينطلق من عمق الصحراء الموريتانية، ويتجه نحو شاطئ المحيط الأطلسي، باهتمام سكان الشمال فرغم أنه «قطار الحديد» المخصص أساساً لنقل خامات الحديد من مناجم الشمال إلى ميناء نواذيبو، حيث يتم تصديرها إلى الأسواق الدولية، فهو يشكل عصب الحياة ليس فقط بالنسبة للقرى والتجمعات التي يمر بالقرب منها، بل أيضاً بالنسبة لمدينة ازويرات التي لا تربطها ببقية المدن طرق معبدة بسبب صعوبة تضاريس وانتشار الألغام والقنابل في المنطقة وتأثير عهود من الفساد وسوء التسيير.
وينطلق القطار في رحلة طويلة وشاقة يطوي مسافات شاسعة، ويخترق الصحراء القاحلة كاسراً صمتها، ويزداد ضجيج محركاته حين يمر قرب الجبال المحيطة بالمنطقة والتي ترجع صدى صوت المحركات منهية فترة الصمت والسكون للمنطقة القاحلة، ومنبهة المسافرين والمنتظرين في المحطات بقرب وصول القطار.
اختراق الصحراء ...