مي سكاف ويكيبيديا
دمشق: جان الكسان على الرغم من انها حققت نوعا من الابهار والتألق في دور (تيما) في مسلسل (العبابيد) مما لفت إليها الانظار، إلا ان موهبتها كانت بادية وواعدة منذ ان كانت تدرس في جامعة دمشق (قسم الادب الفرنسي)، حيث كانت تشارك زملاءها طلبة الجامعة في تقديم اعمال مسرحية في المركز الثقافي الفرنسي، وقد لفتت اهتمام المخرج السينمائي ماهر كدو، الذي اختارها لبطولة فيلمه (صهيل الجهات)، كان ذلك عام 1991 فتألقت من جديد في هذا الفيلم مما شجع المخرج السينمائي عبد اللطيف عبد الحميد الذي اختارها لفيلم (صعود المطر)، والمخرج نبيل المالح الذي اختارها في ما بعد لمسلسله السينمائي (اسرار الشاشة). هذه هي الفنانة الشابة مي سكاف التي يطلق عليها النقاد لقب (بطلة الادوار الصعبة والمركبة)، وهذا ما تؤكده الاعمال التلفزيونية العديدة التي شاركت فيها، بالاضافة الى اعمالها السينمائية التي ذكرناها.
من هنا، فإن الحوار مع هذه الفنانة المتميزة يصبح ذا نكهة مختلفة نظرا لغنى تجربتها على الشاشتين الكبيرة والصغيرة.
في مسلسل صامت
ماذا عن آخر الاعمال التي قدمت لك على الشاشة الصغيرة؟
ـ بعد دوري في مسلسل (البواسل) مع المخرج نجدت انزور، شاركت في مسلسل (بيت العيلة) من تأليف دلع الرحبي واخراج هند ميداني. اما العمل الذي تلاه فهو من نوع جديد ومختلف، انه مسلسل بعنوان (لشو الحكي) للمخرج رضوان شاهين.
بماذا يختلف هذا المسلسل عن غيره؟
ـ اؤدي في هذا العمل عدة ادوار، في حكايات منفصلة، الواحدة عن الأخرى، والمسلسل صامت، ومدة كل حلقة فيه لا تتجاوز العشرين دقيقة، وتشترك فيه مجموعة من الممثلين منهم على سبيل المثال بسام كوسا وكاريس.
ألم تجدي صعوبة في اداء مثل هذا العمل؟
ـ المفروض في الفنان ان يؤدي جميع الالوان.
أنطلق مع الجديد
بعد تميزك في دور (تيما) بمسلسل (العبابيد)، خشي البعض من ان تؤدي بعده دورا ليس في مستواه؟
ـ اولا، انا اعتز بهذا الدور، وكان بالنسبة لي فرصة ذهبية، لكني احب ان استدرك واقول ان مسلسل (العبابيد) كان مسلسل النجوم، وكان دوري ـ على تميزه ـ جزءا من مسلسل كبير ادى فيه جميع الفنانين ادوارهم بقدرة وبراعة. كان المسلسل بطولة جماعية بقيادة مخرج قدير هو بسام الملا. اما بالنسبة لدور ما بعد (تيما) فأنا أرى ان الفنان يجب ألا يقف عند دور معين ان كان دورا ناجحا او دورا فاشلا، يجب ان يتجاوز نفسه وقدراته الى الافضل، وان يعيش منطلقا مع الجديد في حالة من التحدي الايجابي.
هنا يدخل موضوع الاختيار. أليس كذلك؟
ـ طبعا، وانا لم انظر الى الدور التالي من حيث يجب ان يكون اكثر اهمية من (تيما) على الرغم من اعتزازي به، اذ ان الدور التالي سيكون حتما مغايرا للأسبق، وانا انظر الى الدور الجديد من خلال العمل الذي هو جزء منه وليس من خلال المقارنة مع دور (تيما).
هل تصرين على ادوار البطولة؟
ـ ابدا، فأهمية الدور ليست بطوله او بقصره، بل بأهميته، خاصة ان الاعمال الفنية هذه الايام لا تعتمد في معظمها على ممثل او ممثلة، بل على التناغم الجمالي في العمل.
ليسوا مثل أولادي
عندما يسأل الفنان عن الدور الذي يفضله من ادواره التي قدمها على الشاشة او على المسرح، يقول انه لا يفضل دورا على آخر، لأنه يحب جميع ادواره وكأنهم اولاده. ماذا تقولين انت؟
ـ لست مع هذا القول، فلكل دور نكهة خاصة تميزه، ولا يعني هذا انه افضل من غيره، فهناك الكثير من الادوار التي اديتها اشعر معها بالاعتزاز، مثل دوري في مسلسل (القلاع) للمخرج مأمون البني، ودوري في مسلسل (خان الحرير) للمخرج هيثم حقي، ودوري في مسلسل (الفوارس) للمخرج محمد عزيزية، والدورين اللذين اديتهما في (البواسل) و(رمح النار) للمخرج نجدت انزور، كما انني احن الى دوري في مسلسل شاركت فيه في بداياتي وهو مسلسل (جريمة الذاكرة) من اخراج محمد عزيزية.
النقد.. وليس الفرجة
هل تشاهدين الاعمال التي تشاركين فيها في ما بعد؟
ـ طبعا، انا اتفرج عليها ليس من باب (الفرجة)، بل من باب (النقد) في محاولة جادة لاكتشاف ما في ادائي من خلل ان كان في الالقاء او في الحركة او في التعبير.
كيف تنظرين الى نفسك في عالم الفن بعد مسيرة عشر سنوات؟
ـ ما ازال هاوية، وسأظل، فروح الهواية هي التي تثير في نفس الفنان الرغبة بالتفوق والاداء الافضل.
كيف تتعاملين مع الدور عندما يعرض عليك؟
ـ اقرأه من خلال العمل كاملا، ففي القراءة الاولى احاول ان استوعب فكرة العمل بصورة شاملة، وفي القراءة الثانية احاول ان اركز على الدور الذي اختاروني له.
هل يمكن ان ترفضيه؟
ـ نعم، اذا لم يكن ملائما لي، فأنا امارس الاختيار الصارم منذ البدايات، ولهذا قد ابدو مقلة في اعمالي.
هل صحيح ان انتشار الدراما السورية يعود الى واقع التسويق وحاجة سوق العرض والطلب؟
ـ في هذا القول اجحاف واضح على الرغم من عملية التسويق، فالدراما السورية تألقت في النصوص والاداء والاخراج وفي توجهاتها المدروسة.
ألا يؤثر ازدياد عدد شركات الانتاج بهذه الطريقة في مستواها؟