يرجع بعض المهتمين الى ان قلعة الكرك الشهيرة عبر التاريخ قد بنيت في عهد سيدنا سليمان بن داود ولكن الارجح ان هذه القلعة قد تم بناؤها زمن الملك المؤابي ميشع نحو الف سنة قبل الميلاد فقد جاء في نقش ميشع - انا الذي بنى المكان المقدس لكموش الاله في كركا - أي الكرك ومن المعروف ان الكرك وقلعتها كانت عاصمة لمملكة مؤاب القديمة جدا.
وفي عهد البيزنطيين كانت الكرك مركزا لرئيس اساقفة وكانت تضم كنيسة يوقرها الناس كثيرا هي كنيسة الناصرة وبلغت الكرك اعظم فترة في تاريخها زمن الصليبيين عندما اطلقوا عليها اسم جوهرة الصحراء او صخرة البادية بعد ان كان اسمها زمن الرومان قيرحارسة لكن وقبل احتلالها من الصليبيين الذين حصنوها جيدا كانت الكرك وقلعتها تحت حكم المسلمين لفترات طويلة وكان المسلمون ايضا قد اضافوا للقلعة التوسعات والتحصينات الاخرى اللازمة وبعد ان طرد القائد صلاح الدين الايوبي الصليبيين منها سنة 1188 للميلاد زاد في الاضافات والترميمات فيها ومع مرور الزمن ظلت وحافظت هذه القلعة الشامخة على القها ورونقها وفخامتها وشهرتها لانها تقع على مرتفع عال ومنحدر تجعل الواقف عليها يشاهد عجائب الجمال والمتعة من حولها وعلى مسافة بعيدة عنها ايضا مثل اجزاء من الشاطئ الجميل للبحر الميت والسهول والتلال والوديان المنبطحة تحتها حيث الجمال والاخضرار من الاشجار والكروم ومشاهد الافق الجميل قبيل غروب الشمس هناك في جهة فلسطين غربا حيث يمكن ايضا مشاهدة بعض اضواء مدينة القدس الخالدة ليلا.
متحف القلعة وداخل قلعة الكرك يوجد متحف ضخم واسع وكأنه تحت الارض في مكان مقبب قديم جدا وكان هذا المتحف الاثري قد افتتح عام 1980 برعاية الملكة نور ويتكون القسم الرئيسي من المتحف من قاعة كبيرة هي عبارة عن اصل الاقبية التي كانت تستعمل في السابق كعنابر - سكن معيشة للجنود خلال حكم المماليك في القرن 13 الميلادي وخلال حكم العثمانيين فيما بعد.
وتعود المعروضات الاثرية المتنوعة في هذا المتحف الى فترات تاريخية قديمة جدا منذ العصر الحجري الحديث أي الى حوالي 8000 - 6000 عام قبل الميلاد تلك التي وجدت في منطقة الكرك وقلعتها وحتى الفترات التالية صعودا الى العصور الحديث من نبطية ورومانية وبيزنطية واسلامية وصليبية ومملوكية وعثمانية.
ومعظم هذه الاثار والموجودات والادوات والتحف الفنية القديمة وجدت اثناء الحفريات الاثرية التي شهدتها تلك المنطقة الكرك والطفيلة في عقود ماضية مثل الادوات الصوانية التي كان يستعملها الانسان في العصور الحجرية من مطارق وازاميل بدائية بالاضافة الى الكثير من اواني الطعام والشراب والتخزين والعلاج ثم الهياكل العظمية البشرية ثم قطع النقود الاسلامية واليونانية والنبطية ثم الفخاريات بكميات كبيرة وفي المتحف ايضا توجد الاواني الزجاجية الملونة والنقوش والكتابات على قطع الحجارة واخيرا نموذج يمثل حجر او مسلة الملك المؤابي ميشع الذي طرد اليهود من هذه البلاد قديما حيث هذا مسجل عليه بفخر واعتزاز وكان هذا الحجر او المسلة المنقوشة قد تم العثور عليها قديما في ذيبان قرب مادبا وذلك لان المؤابيين كانت لهم عاصمتان في الشمال وهي ذيبان واخرى في الجنوب وهي الربة الكرك.
اما عن النسخة الاصلية من حجر ميشع الاثري الهام فانه موجود الان في متحف اللوفر الشهير في باريس وما هو موجود في بعض المتاحف الاردنية ومنها متحف الكرك ومتحف مادبا ومتحف القلعة في عمان الا نسخ مقلدة عنها بدقة كبيرة جدا.