فرس النهر
فرس النهر Hippopotamuses أو Hippos ويسمى في مصر بسيد قشطة. وموطنه الأصلي شرق وجنوب أفريقيا. وهو من الحيوانات اللبونة.
كانت ثلاثة أنواع من أفراس النهر تعيش في مدغشقر وقد إنقرضت جميعها خلال العصر الحالي (الهولوسين) و كان أخرها قد إستمر بالوجود حتى 1,000 سنة خلت. و كانت افراس النهر المدغشقريه أصغر حجما من تلك المعاصرة وقد يعود السبب في ذلك إلى الإنعزال على جزيره لوحدها بعيدا عن الفصائل الأخرى من البرنيقيات، و تظهر الأدلة من المستحثات أن أفراس النهر المدغشقرية كانت تصاد من قبل البشر و ربما ساعد ذلك على انقراضها.
يعتقد أنه من الممكن أن تكون بعض أفراس النهر هذه قد إستمرت بالتواجد في بعض الجيوب النائية و المعزولة، ففي عام 1976 أفاد بعض القروين بأنهم شاهدوا حيوانا يدعونه "كيلوبيلوبيتسفي" و الذي يحتمل بأن يكون فرس نهر مدغشقري.
الوصف
فرس النهر هو أحد أضخم اثدييات الموجودة في العالم حاليا ويعتبر من الحيوانات الكبرى المتبقية على قيد الحياة، إلا أنه تأقلم، حيث يفترض أن الوزن الطبيعي للذكور الناضجة يتراوح بين 1500 و 1800 كيلوغراما (3,300 - 4,000 رطلا).
تكون الإناث أصغر حجما و أقل وزنا من الذكور حيث يبلغ وزنها بين 1300 و 1500 كيلوغراما (2,900 - 3,300 رطلا) بينما تبلغ الذكور الأكبر سنا أحجاما أكبر بكثير إذ يصل وزنها إلى 3,200 كيلوغراما (7,100 رطل) على الأقل، و يظهر بأن ذكور فرس النهر يستمر حجمها بالنمو طيلة حياتها بينما تبلغ الإناث الحد الأقصى في حجمها عند بلوغها حوالي 25 سنة.
يبلغ معدل طول فرس النهر 3.5 أمتار (11 قدما)، و إرتفاعه 1.5 أمتار (5 أقدام) عند الكتفين، و يماثل وحيد القرن الابيض فرس النهر في الحجم تقريبا حيث أن استخدام مقاييس مختلفة لقياسهما يجعل من الصعب الجزم أيهما ثاني أكبر الثدييات البريّة بعد الفيل. تستطيع أفراس النهر العدو بسرعة أكبر من سرعة الانسان على الرغم من ضخامتها و تقدر سرعتها من 30 كيلومترا بالساعة (18 ميل بالساعة) إلى 40 كيلومترا بالساعة (25 ميل بالساعة) أو حتى 50 كيلومترا بالساعة (30 ميلا بالساعة)، إلا أن هذا الحيوان يستطيع الحفاظ على هذه السرعة الكبيرة لبضعة مئات من الأمتار فقط.
يمتد مدى حياة فرس النهر من 40 إلى 50 عاما إجمالا. تعتبر أنثى فرس النهر المسماة دونا والتي تعيش في حديقة حيوانات مسكر في ولاية انديانا في الولايات المتحده، أكبر أفراس النهر الحيّة سنا. أما أكبر هذه الحيوانات سنا على الإطلاق فكانت أنثى تدعى تانغا وقد عاشت في ميونخ بالمانيا و ماتت خلال عام 1995 عن عمر 61 سنة
يفرز جلد أفراس النهر واقيا طبيعيا من الشمس ذو لون أحمر لحمايتها من أشعة الشمس القوية و تسمى هذه الإفرازات "بالعرق الدموي" إلا أنها ليست بعرق أو دم.
تكون هذه الإفرازات عديمة اللون إلا أنها تتحول إلى برتقالية ضاربة إلى الحمرة بغضون دقائق ومن ثم إلى بنية في النهاية، وقد تم تعريف نوعين من الاصباغ في هذه الافرازات أحداها حمراء و الأخرى برتقالية وكلاهما مركبات اسيديه عالية الحموضة.
الحفاظ على الفصيلة
وفي مايو 2006 صنّف فرس النهر على أنه من الفصائل المعرّضة للإنقراض في المستقبل بحسب اللائحة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئه حيث قدرت أعداد الجمهرة بين 125,000 و 150,000 فردا أي أقل بنسبة 7 و 20% منذ إحصاء الإتحاد الأخير في عام1996.
العادات
تمضي أفراس النهر معظم نهارها وهي تتمرّغ في الماء أو الوحل مع باقي أفراد القطيع، و يساعد الماء على إبقاء حرارة جسدها معتدلة و منع جلدها من التقشّر و الجفاف. تتمحور حياة فرس النهر (بمعظمها)، عدا الإقتيات، من الولاده و التقاتل و التناسل حول المياه. تغادر أفراس النهر المياه عند الغسق و تمشي لمسافة معينة قد تبلغ 8 كيلومترات (5 أميال) لترعى مصدر طعامها الأساسي أي الحشائش القصيرة، حيث تمضي أربع أو خمس ساعات تقتات وقد تستهلك قرابة 68 كيلوغراما (150 رطلا) من الأعشاب كل ليلة.
تأكل أفراس النهر أي نوع من النباتات بحال توافرت لها، مثل معظم العواشب الأخرى، كما وردت تقارير أخرى عن أكلها للحم و حتى صيدها و إفتراسها لفصائل أخرى واكلها بني جنسها أيضا.
تعتبر معده فرس النهر غير ملائمة لهضم اللحم، و لذلك فهي لا تقدم على أكله إلا بحال تعرضت لنقص في مخزونها الغذائي الطبيعي أو سلكت سلوكا شاذا.
تعتبر أفراس النهر الناضجة بأنها غير قادرة على الطوفان على سطح الماء إجمالا، و عوضا عن ذلك فهي تقوم بدفع أنفسها من القاع عبر القفز و دفع أنفسها إلى أعلى عندما تخوض في المياه العميقة، و تتحرك أفراس النهر في الماء بسرعة تصل إلى 8 كيلومترات بالساعة (5 أميال بالساعة).
تعتبر صغار فرس النهر بأنها قادرة على الطوفان و غالبا ما تتحرك في الماء عن طريق السباحة عبر دفع نفسها بركلات من قوائمها الخلفية. تطفو أفراس النهر الناضجة كل 4 أو 6 دقائق لتتنفس أما الصغار فعليها أن تتنفس كل دقيقتين أو ثلاثة، و تحصل عملية التنفس و الطوفان بشكل ألي دون الحاجة ان يقوم بها الحيوان بنفسه حيث يلاحظ أن حتى فرس النهر النائم تحت المياه يطفو من تلقاء نفسه دون أن يقدم عل أي حركة.
يغلق فرس النهر منخريه عندما يغطس
الحياة الإجتماعية
لطالما كانت دراسة التفاعل بين ذكور و إناث أفراس النهر تعتبر صعبة في البرية و ذلك عائد إلى أن هذه الحيوانات لا تمتلك فروقا بين الجنسين و بالتالي لا يمكن تمييز الإناث من الذكور الصغيرة في السن تقريبا. لا تعتبر أفراس النهر بأنها حيوانات إجتماعية على الرغم من أنها تعيش في مجموعات،
يظهر بأن أفراس النهر تتواصل شفهيا بواسطة الجأر و النفخ بأنوفها، كما يعتقد بأنها تتواصل بطريقة إرتداد الصوت كالخفافيش إلا أن الهدف من هذه الأصوات لا يزال غير معلوم حاليا. و تمتلك أفراس النهر قدرة مميزة تمكنها من رفع رأسها جزئيا فوق المياه و إصدار نداء ينتقل عبر الهواء و الماء على حد سواء فتتجاوب معها باقي الأفراس سواء كانت تحت الماء أم فوقها.