لو كنت انت مكانه
هل تفعل فعله ؟
إنه الإسلام يربي فينا القيم و الأخلاق و التصورات و العقائد
فتتشكل حياتنا كلها واقعا عمليا بها
فنعيش الإسلام واقعا عمليا
لا أحاسيس جامدة ليس لها أثر في واقع الحياة
هل يا ترى اصحاب المناصب عندنا يسمحون
بمقابلة اصحاب المصالح
ويتواضعون لهم ؟؟؟
عندما كان أبوالكلام آزاد رئيساً للهند , زار دولة خليجية، وكان ضمن برنامجه أن يزور إحدى الكليات ويلقي كلمة لأساتذتها وطلبتها وجمهور من الحاضرين، وأثناء وقوفه أمام المنصة،
قال للجمهور الغفير الذي كان ينتظر كلمته:
اسمحوا لي بدقيقة أسلّم فيها على صديق لم أره منذ فترة، وقد رأيته الآن بينكم
ثم نزل من على المنصة واتجه إلى باب القاعة حيث كان يقف حارس الأمن الهندي في تلك الكلية،
واحتضنه وسلم عليه وتبادل معه بعض الكلمات، ثم عاد إلى المنصة وألقى كلمته.
وبعد أن غادر موكب الرئيس هرع المسؤولون في الكلية إلى ذلك الحارس يسألونه عن علاقته بالرئيس، فقال لهم:
إن الرئيس رجل متواضع ومحترم، ولم يقل لكم طبيعة عملي معه،
فأنا لست سوى السائق الذي كان يعمل عنده قبل أن يصبح رئيساً!!
ولمن لا يعرف هذا الرئيس «المتواضع»، فهو أبوالقنبلة النووية الهندية، وصانع مجد الهند الحديثة، وهو الذي وضعها على طريق استخدام الطاقة النووية حيث كان يسمى «الرجل الصاروخ»، لأنه كان الأب الروحي لبرنامج الهند الصاروخي، قبل أن ينتقل إلى مجال الطاقة النووية، وله شعبية واسعة بين الهنود بمختلف أديانهم وأعراقهم
فقد كان يحترم كافة طوائف شعبه، وقد لقبه الهنود بـ «رئيس الشعب»،
وهو حاصل على الدكتوراه في الهندسة التكنولوجية، وحاصل كذلك على 30 شهادة دكتوراه فخرية من أرقى جامعات العالم تقديرا لجهوده ومكانته العلمية،
كما أنه حاصل على عدد من مراتب الشرف، وتولى رئاسة الهند عام 2002 حتى عام 2007، ومن كلماته:
« ما لم نكن أحراراً فلن يحترمنا أحد »!
أردت بهذا أن أُبَيِّنَ مكانة الرجل العلمية والسياسية
هذه المكانة التي لو توافر ربعُها لأحدهم لوضع نفسه بين السماء والأرض!!
لكن الرجل لم يكن من هؤلاء؛ فقد ترك الرئاسة بعد انتهاء ولايته وترك أبحاثه بعد أن أدى رسالته
ونسي الناس حياته الشخصية، لكنهم لم ينسوا ذلك الموقف المتواضع
من تواضع لله رفعه
فكم من الناس يملك تلك الصفة..
بل كم مسؤولا تواضع أمام من هو مسؤول عنهم؟!
وضعت هذا الموضوع في قسم الغرائب والعجائب عن قصد لأنه غريب وعجيب في مجتمعنا