أنَّات شاعر فارق اهله ووطنه وزوجه فنسكبت عبراته شعراً يقرِّح الأكباد ويعد بالعودة للوطن والأهل والولد
فلعلك ترى دمعاته من خلال القصيده
يقول مخاطبا طاهر
أبا طاهرٍ اضناني الشوق والوجدُ *** وأرقني بيْن الأحبة والفقدُ
أحن إليهم كلما حن بارقٌ *** يمان ودوَّا من نواحيهم الرعدُ
إذا هطلت صوب السعيدة مزنة *** تهاطل دمعي فوق خدي له خدُ
وإن هبت الأنسام تحمل ريحهم *** فتذروا ليا الحرَّى تروح ولا تغدُ
تخيلت أمي ضحوة العيد دمعها *** لبعدي سكوب لا يُحد له حد ُ
تباكرها ذكراي في يوم عيدها *** فتصرخ كالثكلى وليس بها جهدُ
إذا ما أرادة كفها رفع لقمة لفيها ***تخون الكف عن رفعها اليدُ
ويكفئ ما في كفها شدة البكا *** فترجف كالعصفور والقلب ينهدُ
بكيت لها لما بكت ورئيتني *** بنار النوى اصلى وقد شط بي الوردُ
وعِرِس براها الشوق الجمها النوى ***اضر بها فقدي وذلقها الفقدُ
ترى طفلها مثل اليتيم فلا ***أبٌ لديه كابناء العموم ولا جدُ
لها الله ما اقوى على البيًِن صبرها ***وليس لها صبرٌ ولكنه الجْلدُ
ولي أخوات حانيات يرينني ***كأني لهن الأب والولد الفردُ
تهاتفني اختي فيشرق عينها *** من الدمع تخفيه ولكنه يبدُ
تسائلني بالله عجل بوصلنا *** أما لك قلب يا خليل ولا كِبدُ
بلى انا مشتاق وعندي لوعة *** ولكن لأمر ليس من دونه بدُ
تحملت آلام الفراق مريرة ***تطول علي لياليها وتمتدُ
ولكنني ما عدة اصبر عنكم ***كفاني عذاب قد اضر بي الفقدُ
بإذن المليك الحق خير مؤمل *** إليه يرد الأمر والسؤل والقصدُ