هل تعرف من أنت ..!!!
هذا السؤال الشخص اللي يقدر يجاوب عليه , باعتقادي راح يكون من أسعد البشر
أنا ما أحكي عن إسمك ولا شكلك ولا طريقتك!
أنا أحكي عن هويتك... شخصيتك...أخلاقياتك ...معتقداتك...فكرك...آرائك
كل شي له علاقة بك كإنسان متصل بذاتك
فيه أنواع كثيرة من البشر...
1/أشخاص إمـّعه تطبق كل اللي يسوونه اللي حولهم بدون تفكير ولا حتى قناعه, بس لأن الناس يسوونه
2/أشخاص لهم شخصية قوية يسوون أي شي يبغونه بغض النظر هو صح أم غلط يعني اللي براسه بيسويه وانتهينا
3/أشخاص يتبعون مبدأ الوسطية ... يحكـّمون عقولهم ولايحبون يخرجون عن المألوف لكن فيه مساحه كفاية تسمح لهم بممارسة كل شي يبغونه ضمن الضوابط المعقولة.
واللي راح احكي عنه بالتفصيل شوي هو الصنف الأول اللي ذكرته...
الناس اللي ممكن نسميهم people pleaser اللي يسعون لإرضاء الناس
هؤلاء الأشخاص نيتهم حسنه وهي الحرص على رضاء الآخرين لكنهم غالباً ينسون شي مهم جداً وهو أين أتوقف ؟؟؟ يعني شي حلو إننا نسعى لإرضاء الآخرين لكن إلى أي حد نسعى لرضاهم؟؟
فيه أشخاص تلغي قرارات هامه بحياتها بس عشانها ببساطة ماتتوافق مع رغبات الناس اللي حولهم والأمثلة كثيرة..
ولد يبغى يكون طبيب وأبوه قال له خليك محامي
بنت تتزوج شخص لأن أبوها معجبه الرجال بس هي ما أعجبها
قبول وظيفة أو دخول تخصص لاترغب فيه بس عشان أصدقائك فيه
وغيرها كثيــــــــر
اللي يحزن في الموضوع إن هؤلاء الأشخاص يضعون نفسهم في مواقف
يكونون فيها كـ حقل تجربة لرغبات الآخرين... مع إنها ممكن تؤدي لعواقب أسوء من كذا
فيلغون رغباتهم ويطمحون لإرضاء الآخرين.
تتوقعون شخص زي كذا كيف نفسيته ؟؟ كيف يحس بكل مرة يحاول فيها يرضي الآخرين لكن مايحصل على النتيجه المرجوة؟ كيف تؤثر فيه كل تكشيرة من وجه الناس اللي حوله بسبب إنه سوى تصرف مايوافق رغباتهم؟
أمثال الأشخاص اللي يرضون الآخرين موجودين كثير بيننا ...ويقطعون أنفسهم عشان غيرهم
واللي يقهرك أكثر... من سأل عنهم؟؟ من سأل عن رغباتهم؟؟ لا أحد!
وعشان كذا تتعب نفسيته ويحس بالذنب إنه مو قادر يسعد الآخرين وراح يستمر جالس في نفس البئر لحد مافجأة يصدمه الواقع ويستوعب الدرس اللي مستحيل أحد يعلمه إياه إلا إن تعلمه بـ نفسه وهو...
الشخص إذا ماحرص يرضي نفسه أولاً واللي هي أولى بالرضا من بد كل الناس فمستحيل يرضي أو يسعد الآخرين... لأن فاقد الشيء لايعطيه..
طالما الإنسان في نفس الدوامه يعطي ويعطي و يعطي بس مايلاقي صدى لهذا العطاء طبيعي راح يقل, ومع الوقت بيبدا يسأل نفسه وين راحت طاقاتي السابقة؟ ليش أنا مو مبسوط من عطائي للآخرين؟
والإجابة سهله...
في الوقت اللي إحنا نحاول نرضي فيه الآخرين كنا نضغط على أنفسنا ونهمش رغباتنا
ونتخذ قرارات مصيريه وصعبة كثير تؤلمنا وترهقنا وقد لاتكون في أحيان كثيرة لصالحنا ومع ذلك نُحسن إخفاء كل هالمشاعر ونكمل عطاء, ومع زيادة كل عطاء كأننا نفرغ أنفسنا من أي طاقة ممكن نساعد فيها أنفسنا ونقدمها للآخرين ,وبعدين فجأة نستوعب إن احنا في مشكلة... وإن كل الوضع اللي إحنا فيه الآن غلط
ماراح أقول فات الأوان...طالما إحنا عايشين في هالدنيا عمره الوقت ماراح يفوت لتصحيح الأخطاء أو للتغيير ...
بالعكس فيه وقت ...وأروع نعمة ممكن تجي الإنسان هي إنه ينتبه لوجود المشكلة ويقيّمها بعين الناقد والمراقب الحيادي عشان يفهم بالضبط وين كان الخلل ويسارع لحل المشكلة
وكما قال المثل " رضا الناس غاية لاتدرك"
فيه شغله مهمة وهي الأهم برأيي ألا وهي إن إرضاء الناس مو مسؤوليتنا أصلا!