يعتبر نهر "الفرات" وروافده "البليخ" و"الخابور" و"الساجور" من المواطن المهمة، التي يعيش بها سرطان الماء العذب، ويسمى بـ"أبي الجنب" عند أهل "الرقة"، لأنه لا يمشي إلى الأمام بخط مستقيم، بل يأخذ اليمين أو اليسار بخط مائل، وهو من مفصليات الأرجل، وصنف مع القشريات لأن جسمه مغطى بدرقة صلبة، هي عبارة عن قشرة، لذا فقد صنف أيضاً من القشريات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ومن طرائف ما يذكره أهل "الرقة" عن هذا الحيوان البرمائي الصغير، تحدث بتاريخ (9/9/2009) الغواص "ماجد أمين"، قائلاً: «كنت أذهب إلى نهر "الفرات" صغيراً، وكانت والدتي تحذرني من "أبي الجنب"، وتروي كما سمعت من أهل "الرقة" أنه إذا عضّ إنساناً لا يتركه، إلاّ إذا أتوا بحمار، وأوسعوه ضرباً مبرحاً، وأدموه، وكان البعض منّا إذا عضه "أبو الجنب"، فإن صحبه، يقدمون على إشعال نار في مؤخرته، فيترك المعضوض.
ولكثرة ارتيادي لنهر "الفرات"، أدركت مع مضي الأيام أن هذه الحكايات ما هي إلاّ ضرب من ضروب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أبو الجنب أو سرطان الماء العذب
الخيال، وقد تعرضت لعضات هذا الحيوان، ومازلت عشرات المرات، وعضته تترك أثراً أحمر، يزول بعد حين، ويصاحبها حكة بسيطة، ويزول ألمها بعد فترة وجيزة، وهي تشبه لسعة البعوض، لكنها أشد إيلاماً».
وعن وصف سرطان الماء العذب، يقول "أمين": «يتميز "أبو الجنب" بصغر حجمه، على عكس السرطانات التي تعيش في البحار، ولا يتجاوز حجم الكبير منها كف اليد، ويتكون من رأس صدري، وبطن مقسم إلى عدّة حلقات، ويحمل الرأس الصدري أربعة أشفاع من الأرجل المفصلية الحركية، وشفع من الملاقط، وله مجسان صغيران، ومجسان طويلان، وعيناه مركبتا الرؤية،
أبو الجنب وتبدو الملاقط والأرجل
وله حويصل توازني، ينظم الإحساس بالتوازن الناتج عن تغيرات الضغط، ويتحرك عن طريق الأرجل المفصلية الحركية، وهي حركة واضحة وسريعة جداً، تساعده في الالتفاف والهروب، حتى لا يقع فريسة بيد أحد الكائنات الأخرى».
ويتابع "أمين"، قائلاً: «يتغذى سرطان الماء العذب بالرخويات والديدان والضفادع، وبقايا الحيوانات النافقة، ويستطيع التقاط فرائسه بالملقطين، ثم يدخلها في فمه، ويتنفس بواسطة الغلاصم، ويتكاثر بالبيوض، وتضع الأنثى بيضها الملقح في الأماكن الهادئة، حتى لا تجرفها التيارات القوية، وتتميز الأنثى عن الذكر ببطن أعرض وأوسع».
ويختتم "أمين" حديثه، قائلاً: «لم أسمع أو
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قطة أخرى بوضعية مختلفة
أصادف أحد ما من أهل "الرقة"، أجاز أكل "أبو الجنب"، كما يحدث مع القشريات، والمفصليات الأخرى التي تعيش في البحار والمحيطات، وإن علق في شباك الصياد، فإنه يقتله، أو يبعده، أو يعيده إلى الماء».