جمِّــــل باطنـــك
العُجب و الغرور و الكبر أدواء مترابطة و متعالقة ، و ظاهرها يعطي مؤشرات خاطئة لأصحابها ؛ حيث يبدو المصاب بهذه الأدواء في حالة حسنة ، فهم يشعرون بالتميز و النجاح و الثقة بالنفس و التفوق على الآخرين و الوجاهة الاجتماعية و الاستغناء عن الناس في الوقت الذي يشعرون فيه بحاجة الناس إليهم .
هذه الأمراض تعكّر صفو الحياة ؛ لأن كل الأدبيات الإسلامية تؤكد للمسلم أن الإحسان إلى الناس هو _ باعتبار ما _ إحسان إلى الذات كما أن الإساءة إلى الناس هي _ باعتبار ما _ إساءة إلى الذات و إلى النفس .
إن العبودية لله تعالى تتطلب من المؤمن الانكسار و التذلل بين يدي خلقه إلى جانب اتهام النفس و حسن الظن بالناس و الإحسان إليهم و التواضع و الاعتراف بالخطأ ، و ما شابه هذه المعاني ؛ و هذه كلها تكون معدومة أو ضعيفة لدى المعجبين بأنفسهم و المغرورين بما يملكون و المتكبرين على الآخرين .
و هذا يجعل المرء في مواجهة نفسه ، و في حالة تمرد على الفطرة التي فطر الله الناس عليها ، و لهذا فإن المغرور و المتكبر يشعر بين الفنية و الفنية أنه ليس في الموقع الصحيح ؛ و لا سيما حين يرى إعراض الناس عنه و جفاءهم إياه ، حتى أهل بيته يشعرون بأنه أقل بكثير مما يرى نفسه ، و هذا يؤجج في داخله صراعا خفيّا و مستمرا يشوّه كل جمال حياته الباطنة ، و يجعله في حاجة إلى علاج مما هو فيه .
.. الإضاءة الثامنة و العشرون ..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
.. عِـــــــش هــــانئــــا ..
.. أ.د. عبد الكريم بكـــار ..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~