[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]سنبدأ بأكثر الثعابين جمالا في الولايات المتحدة، بل وربما كانت من أجمل الثعابين في العالم أجمع، وهي من فصيلة أفعى الجرذ، تدعى ثعبان إفيرغليد، لم يتوقع أجد ذلك ولكنها فعلا إفيرغليد، ربما سمع الجميع عن هذا الاسم ولكن قلة تعرف عما يتحدث، حتى إذا سألت أحدا ماذا تعني هذه الكلمة قد يجيب أحدا بأنه مستنقع أو ما شابه، ولكن الحقيقة هي أنها أكبر من مستنقع، فهي تخطي منطقة تزيد عن أربعة آلاف ميل مربع، أي أنها منطقة كبيرة جدا. تقع هذه المنطقة عند النهاية الشرقية من بحيرة كبيرة في فلوريدا يسمونها ليكو كاشوبي، وهي تمتد من جنوب ليكوكاشوبي حتى آخر ولاية فلوريدا أي عند بداية المستنقعات.
هناك اختلاف في بيئة إيفيرغيلد بين مكان وآخر فيها، فقد تجد في الجهة الشمالية منها، الكثير من المستنقعات، وهناك منطقة شاسعة تسمى مروج سوغراس. قد يفكر البعض بأن لقب مروج العشب المنشاري يوحي أنه في كنساس أو غي أيوا، لا شك أنها ولايات تتميز بكثرة المروج، ولكن ليس مروج العشب المنشاري، لأن العشب في هذه المروج ينبت من تحت الماء، أي أنها ليست مروج جافة بل مائية، والأعشاب هناك طويلة جدا فقد تصل إلى اثني عشر قدم، كما أن حرف العشب فيها حاد كشفرة المنشار، فإذا مر شخص بجانبها قد تجرحه عميقا، ولا أحد يريد مثل هذا المصير.
أما إذا اتجهت إلى الجنوب من إفيرغليد، سوف تصل إلى مستنقعات المنغروف، حتى ينتهي بك الأمر في مستنقعات المياه المالحة، أي أن هناك تمايز كبير بين منطقة وأخرى ضمن إفير غليد نفسها.
يمكن أن نجد هناك أيضا مجموعة من الجزر التي تطفو وسط المياه لينبت فوقها بعض الأعشاب والأشجار التي تحمل ثمارا برية محلية متنوعة، وهي تسمى بالحاميات. وهناك مجموعة من الأشجار المنتشرة على اليابسة في أفيرغليد، وهي تسمى الأشجار القبرصية. تعرف أن هناك الكثير من الأشجار على ضفاف الأنهر وعلى شواطئ البحيرات، ولكنها لا تعيش في الماء أليس كذلك؟ ومع ذلك فالأشجار القبرصية تنمو هناك تماما، أي أنها تنتشر في الماء، ذلك أنها تشرب كميات كبيرة جدا من الماء باستمرار. كما نعثر هناك على قنوات من صنع البشر والطبيعة أيضا، في إفيرغليد، وهي بمثابة ممرات أو مجار تتبعها للعبور وسط العشب المنشاري وإلا فلن يتمكن أحد من المرور من بينها. وهناك أيضا بعض الطرقات التي زرع من حولها الناس أشجار الصنوبر الأسترالي التي تتماسك جذورها في الأرض كي لا تغطي الماء هذه الطرقات. هذا ما نعتبره شرح عما عما تبدو عليه منطقة إفيرغليد.
عودة إلى ثعبان إيفيرغليد نعرف أنه يسكن في المنطقة التي يحمل اسمها. وهذه من صغار الأفاعي ولكنها تبلغ حجما كبيرا عند نضوجها قد يصل إلى خمسة أو ستة أقدام وربما تجد واحدة تقارب السبعة أقدام، أي أنها من الحجم الكبير فعلا. وهي من العاصرات كجميع بنات فصيلتها، أي أنها تصطاد الحيوانات بالالتفاف على جسمها وتعصرها حتى تموت فتبتلعها.
لدى ثعبان إفيرغليد نفس المزايا الجسدية التي لدى أفاعي الجرذ الأخرى، فبطنها مسطح جدا، وجانبيها مسطحان من أعلى إلى أسفل، كما أن ظهرها مقوس نسبيا.
نعلم بأن بطنها المسطح، المغطى بالحراشف، يساعدها في إتقان تسلق الأشجار، علما أن غالبية أفاعي الجرذ بارعات في التسلق، أما هذه الأفعى فهي أكثرهن براعة، ومن الطبيعي أن تجدها في أعالي شجر الصنوبر الأسترالي، أو غيرها م الأشجار الأخرى، التي في الحاميات، ما يؤكد أن بارعة في التسلق.
اضف إلى ذلك أن لهذه الثعابين القدرة على السباحة، لأن مساحة المياه حيث تسكن أكبر من مساحة اليابسة، ولو أنها لم تكن ماهرة في السباحة لواجهت مشاكل كبيرة.
نعرف أن غالبية ثعابين الجرذ قادرة على السباحة، علما ان بعضها لم يجد الفرصة أو الحاجة للسباحة، على اعتبار أن الأماكن التي تسكن فيها لا تغطيها المياه بكثرة.
أي أن أفاعي إفير غليد تسكن في إفير غليد، ولكن ما هو نوع الحيوانات التي تتغذى عليها؟ إنها تتغذى على الجرذ والفئران لأنها طبعا من فصيلة أفاعي الجرذ. كما أنها تأكل أشياء أخرى أيضا مثل السحالي والضفادع والعصافير وبيض العصافير، أي أنها تأكل أنواع مختلفة من الحيوانات. ولكن هل تعتقد أن هناك الكثير من هذه الأطعمة أعني هل تتوفر بكثرة هناك؟ الواقع هو أن هناك الكثير من هذه الحيوانات في إفير غلاد، أي أنه المكان المناسب له، خاصة أن فيه ثلاثة أنواع من الظروف البيئية، وهو يستطيع العيش في كل منها. فهذا الثعبان يستطيع تسلق الأشجار وأكل الطيور وبيضها والسحالي، كما يمكنه التسلل إلى جزر الحاميات، ليعثر على الجرذ والفئران، كما يعثر على السحالي تحت الأرض، كما أنه أثناء السباحة، يمكنه العثور على أشياء كالضفادع. أي أنه يستطيع العثور على جميع الحيوانات التي يتغذى عليها، ويستطيع الاصطياد من جميع أنواع الظروف البيئية المختلفة التي هي هناك في إفيرغليد، أي أنه معتاد جدا على ظروف الصيد هناك.
والآن كيف لهذا الثعبان أن يتخلص من أعدائه؟ حسنا يمكنه اللجوء إلى ما بين النباتات الكثيرة، أو في الحاميات أيضا، لا شك أن هذه طريقة مناسبة للتخلص من أعدائه، ولكن الطريقة الأهم التي يتبعها هي الغوص في الماء والفرار. طبعا فلا يمكن لعدو بهذه الطريقة أن يمسك به. لا بأس بذلك طبعا إلا إذا كان يفر من التمساح، فبهذه الحالة فقط سيقع في مشكلة، ما يجب أن يفعله إذا طارده التمساح هو تسلق الأشجار، فلا يمكن للتمساح أن يتبعه، لهذا سيكون هناك بأمان. لا بأس إذا ولكن ماذا إن كان يطارده النسر؟ أو قطة برية، أو أحد فهود فلوريدا، وهي تسكن في المنطقة أيضا، فهل تسلق الأشجار يساعده على الخلاص منها؟ لا أظن ذلك، لأن أي منها يستطيع مطاردته فوق أغصان الشجر ليأكله. لهذا بالنسبة لهذه الحيوانات عليه أن يلجأ إلى الماء كي يسبح عميقا، أي أن لديه عدة خيارات للهرب من أعدائه، ولكن عليه أن يختار الطريق المناسب للفرار، وإلا فسيواجه مشاكل عقيمة.
رغم ذلك أحيانا ما يمسك به أحد الحيوانات، فماذا يفعل؟ طبعا يتصرف كأي من ثعابين الجرذ، أي أنه يقاتل، فينفذ ويهاجم ويحرك ذيله بذبذبات، ثم يفتح فمه ويلسع مرة بعد أخرى بعد أخرى، وكأنه في استعراض للعضلات. لا شك أن هذه العملية تنجح في إخافة العديد من الحيوانات الصغيرة، ولكنها لا تخيف التماسيح إطلاقا، فإذا فعل ذلك أمام التمساح سينقض عليه ساخرا منه على أي حال، أي أنه لا ينجو دائما من أعدائه، ولكنه يتمكن عبر هذه الخيارات المتعددة الخلاص منهم ما يجعله بحالة آمنة نسبية في إفيرغليد، أي أنه معتاد جدا على حياة التسلق، والسباحة، والزحف أيضا، في إفير غليد إلى الجنوب من فلوريدا.
=-=-=-=-=
سنلقي الآن نظرة على سحلية، وهي تسكن بعيدا في أسفل جنوب أفريقيا. تسمى هذا السحلية بذات الزنار ، أو ذات الذيل المزنر. يمكن للبعض أن يعترض الآن على اعتبار أنها لا ترتدي أي حزام. وهو محق في ذلك، علما أن ذات الزنار اسم يناسبها جدا. ولكن قد لا يعرف البعض ماذا تعني كلمة الزنار، خصوصا وأن أحدا لم يعد يرتديه بعد، الزنار هو حزام عادة ما كان يلفه الناس حول البطن مرة بعد أخرى لجمعه معا، ما يجعل المرء يبدو نحيلا، وبالتالي أكثر رشاقة. وكان الناس يرتدونه لاستعادة تلك الملابس التي لم يردونها منذ زمن بعيد، وقد شمرت عبر مرور الزمن في الخزانة.
إذا تأملنا بهذه السحلية سنرى أنها لا ترتدي الزنار حتى أنها لا ترتدي شيئا، ولكن كلمة الزنار هي أيضا مرادف لكلمة طوق، فإذا لف قماش حول جذع شجرة، يمكن القول أن القماش يزنر الشجرة. حسنا إذا تأملنا جيدا في الذيل يمكن أن نرى بأنه محاط بنوع من الرذاذ، وهو يطوق الذيل، ولهذا يسمونها بسحلية الذيل المزنر.
نعرف بأن هذه السحلية ليست من الكبريات، إذ أن طولها قد يصل إلى ما يتراوح بين اثني عشر وخمسة عشرة إنشا، أما إن كانت كبيرة جدا، فلن تتعدى ثمانية عشر إنشا. أي أنها ليست من السحالي العملاقة، ولكن رغم أنها من صغار السحالي، فهي تتسلح بأكثر العتاد قوة، بين جميع السحالي في العالم أجمع. أي أنها مسلحة جيدا، رغم أنها ما زالت صغيرة بعد.
لدى هذه السحالي لقب آخر، وهو المتأملة بالشمس، قد يعتبر البعض أنها تحمل هذا الاسم لأنها تتأمل بأشعة الشمس، على الإطلاق، إذ لا يمكنها ولا يمكن لك ولي أن نتأمل بالشمس، فإذا تأملنا بالشمس ماذا سيحدث، نبدأ أولا برؤية بقع، ثم نصاب بصداع شديد، وإذا أصر أحد على الاستمرار بذلك، قد يفقد البصر تماما، وهذا ما ينطبق علي وعليك وعلى السحلية أيضا، وعلى جميع المخلوقات التي لا أعين، فلا أحد يستطيع التأمل بالشمس لمدة طويلة.
أي أن هذه السحلية تحمل لقب المتأملة بالشمس، ليس لأنها تنظر إلى الشمس، بل من الطريقة التي تجلس بها. هل سبق أن رأيت ضفدعة جالسة؟ هل تلاحظ كيف تضع قوائمها الخلفية مجموعة تحتها، بينما تستقيم القوائم الأمامية بحيث يبدو جسمها مائلا على هذا النحو؟ ورأسها إلى أعلى؟ تجلس هذه السحلية على هذا النحو. فهي تثني قوائمها الخلفية هكذا، ثم تستقيم قوائمها الأمامية بالكامل، ثم تجلس هكذا تماما. جسمها مستقيم في الهواء، ورأسها موجه هكذا بزاوية منحنية، وعندما يراها البعض هكذا يقول في نفسه أنها تنظر إلى الشمس لا بد أنها تتأمل بها. مع أنها لا تنظر إلى الشمس، ولكنها قد توحي بالنظر إلى السماء، أي أن الاسم ليس بعيد جدا عنها، علما أنه لا ينم عن الدقة على اعتبار أنها لا تتأمل فعلا بالشمس، من الأجدر تسميتها متأملة السماء أو الغيوم، فلا بد أن هذه الأسماء أكثر دقة.
إذا متأملة الشمس، أو ذات سحلية الزنار كما تحب تسميتها، تعيش حسبما ذكرت في جنوب أفريقيا، ولكن ما هي الظروف البيئية التي تسكن فيها؟ هل تسكن في الأدغال؟ كلا، وماذا عن المستنقعات؟ كلا، وماذا عن غابات المطر الاستوائية؟ كلا، وماذا عن الصحاري؟ نعم.
تسكن هذه السحالي في المناطق الصحراوية الحارة جدا والجافة والرملية أو شبهة الرملية والصخرية أيضا. والحقيقة أنها تفضل أن تحاط بالصخور والأخاديد والجحور والثقوب في الأماكن التي تسكنها. وهي تستعمل الصخور لأكثر من هدف، يكمن بعضها في الجلوس تحتها وفي الثقوب طوال الليل. أما في النهار، فهي تخرج من التصدعات لتجلس فوق الصخور، وتستمتع بأشعة الشمس لتشعر بالدفء، لهذا تحب الصخور، ولكن هل تعتقد أنها تستمتع بأشعة الشمس فوق الصخور عندما تصل الحرارة إلى أكثر من خمس وثمانين درجة؟ كلا فهي تتأمل في الشمس ولكن ليس بحرارة مرتفعة.
الفائدة الأخرى التي تجدها هناك هي أنها إذا رأت عدوا لها وهي تجلس فوق الصخور، أتعرف ماذا تفعل حينها؟ لا شك أنها سريعة وماهرة في التسلق، وإذا لامست مخلبها ستشعر بأنها تتمتع بالشروط اللازمة للتسلق فوق تلك الصخور ببراعة، وهذا ما تفعله، ثم تنزل في إحدى الثقوب، وحين تدخل هناك، تغوص في أعماقه، حتى تعلق في أسفل التصدع الصخري. عندما يحاول الحيوان أن يخرجها من هناك ماذا يجد؟ لن يواجه إلى النتوء الصخرية وذيلها المعزز بالأشواك، وهي حادة جدا، إذا علق بها شيء من المحتمل جدا أن يصاب بجرح عميق. أي أن خطتها ناجحة جدا، وما أن تصل إلى هناك، حتى تصبح بحالة آمنة، فلا يمكن لأي حيوان أن يخرجها من تلك الجحور على الإطلاق.
ولكن ماذا إذا فاجأه حيوان وهو يمشي بعيدا عن الصخور؟ ماذا سيفعل؟ ربما يجبر على القتال حينها. نعلم بأن الكثير من السحالي تتمتع بفكين قويين جدا، وأسنان حادة يمكن أن تعض فيها بشدة. هل تعتقد أن هذا ما تفعله؟ كلا، فلدى بعض السحالي مخالب طويلة وحادة يمكن أن تجرح فيها العدو، هل تعتقد أن هذا ما تفعله؟ كلا فهي لا تفعل ذلك، حسنا لم يبقى لديها إلا شيء واحد تقاتل فيه، وهو ذيلها،الذي يعتبر سلاح فعال. تذكر أنه معزز بأشواك حادة وبارزة وبالغة القسوة والصلابة، كما أنه يتمتع بعضلات قوية يمكن أن يستعمل كالسوط إذا أصاب الحيوان بعينيه قد يعميه أو يصيبه بجروح عميقة. أي أنه سلاح فعال جدا. ولكن أحيانا ما يتمكن الحيوان منه ويمسكه في فمه. ماذا سيحدث للسحلية بعدها؟ لا شك أن الحيوان الذي وضعه في فمه، سيبصق على الفور. لأن السحلية حين تصبح في فمه ستلجأ إلى ذيلها وتدور فيه لتصيب الفم واللسان والشفاه وجميع أرجائه، حتى يبصق الحيوان ما في فمه من جسم حاد وشائك، كي يذهب للبحث عن لقمة سائغة، وهكذا نرى بأن هذه السحالي معتادة جدا على التخلص من أعدائها.
=-=-=-=-=-=-=
سنتأمل الآن بهذا الثعبان اللامع الرشيق جدا، المسمى كريبو، وهو يسكن في مناطق من أمريكا الوسطى، مع أن له أقارب يقيمون في الولايات المتحدة، في الجنوب الشرقي من أمريكا الشمالية، وتحديدا في جيورجيا وألاباما وفي فلوريدا، وهو يسمى بثعبان إنديغو. وهون ثعبان طويل ذات جلد براق. كما له قريب آخر في تكساس يسمونه ثعبان إنديغو تكساس، إلا أن لونه في تكساس يميل إلى البني اللامع. إذا تأملنا بلون كريبو نلاحظ أنه يميل إلى الخضار الفاتح كما أنه أحيانا ما يميل إلى الصفار أكثر، وأحيان ما يميل إلى البرونز، أي أن ألوانه متنوعة نسبيا. إلى جانب ذلك فهو يعتبر من الثعابين الكبيرة، إذ ينمو ليصبح طوله ستة أو سبعة أو ثمانية أقدام، كما يصل في بعض الأحيان إلى تسعة أقدام، أي انه طويل وضخم علما أن هذا صغير بعد، وعندما ينضج يصبح هائلا ثقيل الوزن. أي أنه على خلاف هذا الصغير يصبح طويلا وضخما.
تكثر هذه الثعابين إذا في أمريكا الوسطى، ولكن ما هو نوع الحيوانات التي تعيش عليها؟ لا شك أنه يأكل حيوانات متنوعة، من بنها الجرذ، والفئران والسحالي أيضا، إلى جانب الثعابين والضفادع والعصافير، وبيض الطيور أيضا، أي أنه يأكل حيوانات مختلفة، يمكنه الحجم من ابتلاعها.
قلت أنه يأكل الثعابين، ومن بينها الثعابين السامة أيضا، والجميع يعلم أن الأفاعي السامة متوفرة جدا في أمريكا الوسطى، وهي خطيرة جدا، ومع ذلك فهو يأكلها.
ولكن ما هي الطريقة التي يتبعها في أكل هذه الثعابين؟ قد يفكر البعض منكم بالقول أنه يأكل أنواع مختلفة من الحيوانات، من بينها الثعابين السامة أيضا، يوحي ذلك بأنها من أفاعي الملكة.
لا شك أن أفاعي الملكة تأكل هذه الحيوانات، ولديها مناعة على السم، كما أنها من العاصرات، أي أنها تمسك بحيوان وتلف جسمها حوله وتعصر حتى يعجز عن التنفس حتى يموت وتبتلعه.
يبدو أن هذه الأفعى تتمتع بتلك المواصفات، فهل تعتقد أنها شبيهة جدا بأفاعي الملكة؟ لا شك أنها تأكل الكثير من الحيوانات مثل أفعى الملكة، كما لديها مناعة على سم الأفاعي، كأفعى الملكة أيضا، ولكنها ليست عاصرة، كلا، حتى أنها لا تقتل الحيوان الذي تأكله، بل تأكله حيا.
وهي عادة ما تنقض على الحيوان وتمسك به من رأسه، وتبقى ممسكة به حتى يشعر بالتعب، وعندما يفقد المقاومة بالكامل، تبتلعه وهو ما زال حيا، أي أنها لا تقتله. مع أنها أحيانا ما تمسك برأس الحيوان بشدة لدرجة أنها تحطم جمجمته خاصة إذا كان فأر صغير أو ما شابه. وأحيان ما تشد على رأسه في فمها حتى تخنقه لفقدان الأوكسجين في فمها، فيصعب عليه التنفس، ولكن عادة ما تبتلع أفعى كريبو الحيوان الذي ستأكله وهو ينبض بالحياة بعد.
والآن كيف لهذا الثعبان أن يتخلص من أعدائه؟
حسنا لا شك أنه يمضي الكثير من لوقت في الجحور تحت الأرض، هذه مسألة مؤكدة، كما نعرف أيضا أنه لا يحفر الجحر بنفسه بل يسكن في جحور حيوانات أخرى، وهي طريقة مناسبة للاختباء من الأعداء، ولكن ماذا إن فوجئ على السطح؟ إذا هاجمه حيوان ما وسبب له الأذى ولا يستطيع الخلاص منه، عندها لا يجد بدا من القتال. أول ما يفعله كريبو عند ذلك هو خفض رأسه هكذا، ثم يبسط عنقه أيضا، تعلم بأن الكثير من الثعابين تبسط عنقها لتبدو شريرة بائسة، وهذا ما تفعله الكوبرا وغيرها من الثعابين على هذا النحو، أما هو فلا يفعل ذلك، فبدل أن يسط عنقه على هذا النحو، يبسطها هكذا، أي أنها مبسوطة عموديا من أعلى إلى أسفل ومن جهة إلى أخرى.
بعد ذلك يقوس عنقه على مسافة بضع إنشات من رأسه على هذا النحو ويهاجم هذا مباشرة، وبما أنه كبير الحجم، يمكن أن يلسع من مسافة بعيدة، وتذكر أن لديه فك قوي صلب وأسنان حادة وفم هائل يمكن أن يعض فيه ويسبب الأذى لأي حيوان ما يجبر جميع أعدائه على تركه وشأنه.
هناك أمر غريب يتعلق بكريبو، وهو أنه إذا حصل يوما أن كان شخصا ما في إجازة أو يعيش في أمريكا الوسطى، قد رأى كريبو، إذا اقترب منه وحمله بهدوء، عادة ما لا يعض . يبدو أنه يتبع مبدأ، إن لم تؤذني لن أسبب لك الأذى. ربما يمكن أن نتعلم ذلك من الكريبو، سنوفر على أنفسنا الكثير من الشجار والجدال والخلافات إذا اتبعنا مبدأ كريبو.