[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أفعى البوا العاصرة
أول ضيف لدينا اليوم هو ثعبان يسكن في الشمال الغربي للولايات المتحدة، وهو يتواجد في شمال كليفورنيا وواشنطن وأورغان، وفي أيداهو ومونتانا، حتى أنها تنتشر أيضا في شمال نيفادا ويوتا. أي أن هذا الثعبان يعيش في مناطق مختلفة من الولايات الغربية الشمالية لأمريكا.
قد يتساءل بعضا منكم وما في ذلك؟ هناك الكثير من الأفاعي التي تسكن هناك. أنت على حق، ولكني أشك بأنك تتوقع العثور على أفعى البوا العاصرة تسكن هناك أليس كذلك؟ هذا هو الثعبان الذي أحمله إنه بوا عاصرة.
هناك نوعين من هذه الثعابين التي تسكن في الولايات المتحدة، منها البوا الزهرية، وهناك أيضا البوا المطاطية. عادة ما نعتقد بأن البوا العاصرة تسكن في المناطق الاستوائية الحارة والرطبة من أدغال أمريكا الجنوبية والوسطى، ولا أحد يفكر بأنها ستسكن في المناطق الباردة الواقعة إلى الشمال من جبال أياهو، ولكن هذا هو المكان الذي تسكنه فعلا.
وعادة ما نعتقد بأن البوا العاصر هي تلك الثعابين السمينة والطويلة والثقيلة الوزن، أما هذه الأفعى فليست على هذا الحال، بل هي صغيرة جدا، فطول العادية منها لا يتعدى القدمين فقط أما العملاقة بينها فقد تصل إلى واحد وعشرون إنشا، أي أنك لن تعثر على أي منها بطول يتعدى القدمين ونصف، ما يعني أنها ثعابين صغيرة.
أما البوا المطاطية فقد استوحي اسمهما من مما هي عليه من شكل،، لنوضح أولا أنها أفعى حقيقية، وليست لعبة مطاطية ولا يمكن أن تعثر عليها في متجر ألعاب بل في محل لبيع الحيوانات.. عودة إلى الأفعى إذا نظرت إلى جلدها يمكن أن ترى بأنها فعلا تشبه المطاط، وحتى إذا لامستها قد تشعر بأنها مصنوعة من المطاط. يوحي جلد هذه الثعابين فعلا بإحساس غريب جدا.
أحيانا ما يطلق على البوا المطاطية لق ذو الرأسين. وهنا قد يتساءل بعضكم وهل لها رأسان فعلا؟ طبعا لا، ولكن إذا تأملنا مليا بذيلها، سنرى بأنه شبيه جدا بالرأس، وهو يستعمله في بعض الخدع.لنفترض مثلا أنه فجأة قد شاهد فأر، وأراد أن يأكله. أول ما يفعله عندما يشاهده الفأر هو إطلاق ذيله في الطريق، فيقف الفأر متأملا، لأنه يعرف بأن الثعبان لن يفعل شيئا حتى يلسعه فمها، ويفكر بأنه إذا احترس من ذلك الفم سينجو بنفسه. وهكذا يتأمل بحذر شديد ذيل الأفعى ظانا بأنه رأسها، في هذه الأثناء يلتف الثعبان حول الفأر، وينقض عليه بفمه الحقيقي، ويعصرة لأن ثعابين البوا جميعها عاصرة، وهكذا يقتله ويأكله على الغداء.
أي أن هذا الثعبان يخضع فريسته حين يقنعها بأنها تحترس من رأسه بينما هي تتأمل في ذيله.
نعرف بأن البوا العاصرة تسكن في الأدغال الاستوائية، ولكن المكان المناسب لهذه الثعابين هو في أعالي الجبال قريبا من بعض الجداول التي تمر عبر المناطق الشجرية والمروج المليئة بالأعشاب. بين تلك المروج، سوف تجد بعض الأشجار المتعفنة المنتشرة هناك. تعبر الجداول أيضا وسط غابات الصنوبر، التي تحتوي على الكثير من الأشجار الميتة، التي يبقى بعضها منتصبا، ويسقط بعضها الآخر على الأرض ويتعفن، لتصبح المسكن المثالي لهذه الأفعى.
تتميز البوا المطاطية بأنه تتقن السباحة جدا، وتتمتع ببراعة في التسلق، وفي حفر الجحور تحت الأرض. وهي تمضي غالبية الوقت في محاولة صيد الطعام، وهي تتغذى على الفئران والجرذان وحيوانات صغيرة أخرى يمكن أن تصطادها. وهي تكمن لها قريبا من الجداول، إلى حيث تأتي كي تشرب فتنقض عليها وتعصرها وتأكلها.
كما يمكن أن تجول تحت لحى الشجر، حيث تبحث عن حيوانات تختبئ هناك، كما تعثر على فريستها أيضا وهي تحفر التربة تحت أنقاض الشجر المتعفن في المروج، فتعثر على جحور للفئران و الجرذ وأنواع أخرى من الحيوانات لصغيرة المشابهة، حيث تهاجمها وتأكلها على الفور. أي أنها من امهر الثعابين في الصيد، ولكن نادرا ما نراها لأنها تنشغل دائما في حفر الثقوب تحت التراب أو بين الأعشاب ولحى أغصان الأشجار المتعفنة.
تتبع هذه الثعابين هذا الأسلوب لصيد الكثير من الحيوانات. ولكن كيف لها أن تتخلص من أعدائها؟ يبدو، أنها لا تفر. فعلا، فإذا وجدها عدو ما تقع في ورطة كبيرة. فهي بطيئة جدا في الهرب. كما أنها لا تلسع حتى إذا هاجمها حيوان معاد، بل تكتفي بالالتفاف على نفسها كالكرة، كما تفعل الآن في يدي، تلتف على نفسها كالكرة وتستسلم، على أمل أن يتركها العدو ويرحل. والحقيقة أن هذا ما يحدث أحيانا، حيث يداعبها الحيوان قليلا ثم يرحل ولكن عادة ما لا يفعل، بل يبادر بالتهامها كوجبة غداء. أي أنه لا يتخلص من عدوه، بل يبذل جهدا كي لا يعثر عليه، ولهذا يمضي الوقت في الاختباء تحت لحى الشجر وتحت الأرض وبين تلك الأغصان الميتة، فما أن يعثر عليه، حتى يستسلم فورا.
يولد صغار البوا المطاطية أحياء مثل جميع أنواع البوا العاصرة. تعتقد بأن جميع الثعابين تضع البيض ولكن هذا ليس صحيحا، فالكثير منها يضع البيض إلا أن البعض مثل المجلجلة ونحاسية الرأس ومائية ماكنسون والبوا العاصرة، ولكن، هل تعتقد أن صغار الأصلة تولد حية؟ خصوصا وأنه شبيهة جدا بالبوا، كما أنها تسكن في المناطق نفسها وتتغذى على الأطعمة ذاتها، ولكن لا، فالأصلة تضع البيض، أما البوا فتلد الصغار أحياء. رغم التشابه الكبير بين الأصلة والبوا، فهناك فوارق واضحة بينهما.
أرى أنه من الشيق جدا أن تجد البوا بعض بنات فصيلتها تسكن بعيدا في الأدغال الاستوائية، بينما يعيش البعض الآخر في أعالي جبال الشمال الغربي مثل أيداهو، أو مونتانا، ما يثير الدهشة من اتساع الرقعة التي تنتشر فيها هذه الفصيلة من الثعابين.
=-=-=-=-=-=-=-=
لنتعرف الآن على الحرباء، وهي سحلية غريبة الشكل فعلا، يمكن العثور عليها في أفريقيا ومدغشقر وآسيا كما تسكن أيضا في بعض المناطق الأوروبية. أي أنها تسكن في أنحاء متعددة من العالم.
هناك أنواع متعددة من الحرباء يزيد مجمعها عن ثمانين نوع في العالم، وهي سحلية غريبة فعلا، فهناك بعض منها يضع البيض، بينما ينجب البعض الآخر منها صغاره أحياء، وهي ظاهرة عادة ما لا تحدث كثيرا في الفصيلة نفسها، لهذا فهي مسألة غريبة.
تعتمد الحرباء طريقة غريبة لشرب الماء أيضا. نعلم بأن على الحيوانات أن تشرب الماء كي لا تموت عطشا، لهذا تذهب غالبيتها العظمى إلى الأنهر والبحيرات والبرك من حيث تشرب الماء. أما الحرباء فلا تفعل ذلك، فهي تمضي طوال حياتها فوق أغصان الشجر، ولا تنزل على الأرض، لأنها خطيرة بالنسبة لها. حسنا فكيف تشرب الماء إذا؟ نعلم أن هناك بعض السلاحف التي تحصل على الماء من خلال تناولها الفاكهة والنباتات التي تنضح بالعصير، أي أنها تشرب الماء من خلال أطعمتها، ولكن هذا لا ينطبق على الحرباء، لأنها آكلة لحوم، أي أنها تتغذى على أكل الحشرات، فكيف تحصل على ماء الشرب؟
إذا خرج المرء في الصباح الباكر إلى الحديقة، سيلاحظ بأن الأعشاب مبللة جدا، وقد عرف هذا البلل بالندى، وإذا صعدت إلى الشجر في ذلك الوقت أيضا سترى بأن الندى يغطي أوراقها، والحرباء تحصل على الماء من هناك، فهي تلعق قطرات الندى من على أوراق ولحى الشجر لتحصل بذلك على ماء الشرب.
وعندما تمطر السماء تغطي المياه الأوراق والأعشاب العالية القريبة من الأغصان، تحصل على الماء بلعقها من هناك أيضا. أي أنها تحصل على الماء من على أسطح النباتات، وليس من أكلها، أي أنها تختلف عن السلاحف بهذا الشأن.
تشتهر الحرباء ببراعتها في التخفي من أعدائها، حتى أنها أكثر كائنات الطبيعة براعة في ذلك، وهي تبرع في ذلك لبضعة أسباب. يكمن أحدها في أن انحناءات جسمها بنيت على شكل أوراق الشجر، وإذا وضعت على غصن شجر كهذا سنرى أن شكلها يتأقلم جدا مع الأوراق فهو شبيه جدا بها.
هناك سبب آخر يساعدها على الاختباء ببراعة وهو لونها. هل تعلم أن الحرباء قادرة على تغيير لونها؟ فإذا كانت على شجرة خضراء، تميل إلى الاخضرار، وإذا كانت على شجرة بنية تميل إلى اللون البني، أي أنها تغير لونها ليتأقلم مع لون الشجرة التي تتسلق فوقها. أي أ،ها قد تفعل ذلك بالنسبة للأشجار البنية والخضراء، والرمادية في بعض الأحيان، ولكنه لن يتقمص جميع الألوان، فإذا ما وقفت على سيارة لإطفاء الحرائق، لن تميل إلى الاحمرار، وإذا وقفت على بعض الموز لن تصبح صفراء، مع أنها ماهرة في التحول إلى الأخضر والبني والأصفر بسهولة كبيرة، كما يمكن أن تصبح داكنة وكأنها سوداء، أو تشحب لتصبح بيضاء اللون تقريبا. أي أنها تتمتع بالكفاءة على تغيير لونها بما يضمن التمويه الذي يحميها.
هناك ميزة ثالثة تمكنها مة الاختباء من أعدائها وهي أنها تتحرك ببطء شديد، ولا شك أنها متسلقة بارعة لأنها تعتاد على العيش دائما فوق أغصان الشجر، وهي متسلقة بارعة لبضعة أسباب، يمكن أن نرى أحدها في شكل الأصابع، فهي تقوم بدور الأصابع البشرية تقريبا، التي عادة ما نستعملها كي نمسك بالأشياء، وهذا ما تفعله بأصابعها فهي تمسك بها الأشياء كأصابعنا تماما، أي أ،ها تستطيع التمسك بالأغصان بشدة. كما أن ذيلها يساعدها في التسلق، خصوصا وأنه شبيه بذيول القرود، أي أنها تستعمله لتمسك بالأشياء أيضا. أي أنها إذا كانت تمسك بغصن شجرة والرياح عاتية تهزها لا يمكن أن تسقط أبدا دون الحاجة إلى تغيير مواقعها لأن ذيلها سيساهم في تثبيتها هناك.
هل تعتقد أنك قادر على استعمال أصابع رجليك في التسلق؟ لا أظن ذلك، لا شك أنك تتقن استعمال يديك، وقد تساعدك الأصابع في الإمساك بأغصان الشجر للتسلق، أما إذا أردت استعمال أصابع رجليك، أعتقد أنك ستسقط عن الشجرة كالبهلوان دون أن تحرز أي تقدم يذكر، أي أننا لا نستطيع ذلك، أما الحرباء فهي خبيرة في ذلك، لأنها بارعة في التسلق.
المسألة الشيقة التي تلفت الأنظار في الحرباء هي عيناها، التي يمكن أن ترى بوضوح أنها على جانبي رأسها، فهي ليس على السطح وليست في المقدمة، وهي تتحرك مثل التلسكوب، إلى أعلى وأسفل وإلى الخلف والأمام. الغريب في الأمر هو أن الحرباء تستطيع النظر إلى شيئين مختلفين في وقت واحد، أي أنه ينظر باليمنى إلى ذبابة بجانبها، بينما يترقب باليسرى ثعبان يزحف نحوها. أي أن عيناها تتمتع بكفاءة جيدة تستطيع أن ترى عبر أفق واسع النطاق، دون الحاجة إلى تحريك رأسها، وهذه مسألة مفيدة، فإذا حركت رأسها كي تترقب عدوا قريبا، سيشاهد حركة رأسها.
وإذا أرادت أن تمسك فريستها تذكر أنها تأكل الحشرات، لا يمكن أن تحرك رأسها على الدوام ستلاحظ الحشرات ذلك وتبقى على مسافة منها. ولكنها تبقى ساكنة طوال الوقت. لنفترض أن حشرة كانت تحلق طوال اليوم وهي تشعر بالتعب، حين تنظر إلى الحرباء تعتقد أنها ورقة خضراء قديمة فتقرر الهبوط والتوقف عليها والاستغراق في النوم، وما أن تفعل ذلك حتى يقضى عليها لأن الورقة القديمة أكلتها، لأنها ليست ورقة خضراء قديمة، بل الحرباء.
أي أن هذه هي الطريقة التي تتبعها في الأكل فهي تترك الحشرة كي تقترب منها جدا حتى تمسك بها. ولكن كيف تفعل ذلك؟ هل يتولى فمها الإمساك بها؟ كلا. هل تمسك الحشرة بأصابعها؟ كلا. هل تستعمل ذيلها لتجلد الحشرة في الهواء؟ كلا. بل تستعمل اللسان، طبعا لأن الحرباء تتمتع بلسان طويل جدا، لدرجة أن طوله قد يوازي جسمها بكامله، وعلى رأسه ملقط صغير جدا، وهي تطلق العنان للسانها، تماما كما نرمي بخيط صنارة الصيد، وعندما تفعل ذلك، يمسك الملقط الذي في رأس اللسان بتلك الحشرة، وعندما تعلق الحشرة به تسحبها الحرباء وتأكلها، وهي طريقة رائعة للإمساك بالحشرات التي تحب أن تتغذى عليها.
لا شك أن غالبيتها تتغذى على الحشرات، إلا أن كبيرة الحجم منها قد تأكل العصافير الصغيرة وحتى الفئران الصغيرة، ولكن الغالبية العظمى من أنواع الحرباء تتغذى على الكثير الكثير من الحشرات.
أعتقد أنكم جميعا توافقون على أن هذا هو نوع غريب جدا من السحالي، التي يمكن أن تعثر في أي مكان من العالم.
=-=-=-=-=-=-=
سنتعرف الآن على إحدى الأفاعي الأشد فتكا في العالم، وهي تسمى، بالأفعى النافثة، التي تحتل جميع اللوائح الخاصة بالثعابين السامة والفتاكة والخطيرة في العالم، كما توضع أحيانا على لوائح أسوأ من هذه، أي أنها ثعابين خطيرة جدا. تنتشر النافثة في القارة الأفريقية، وهي تتواجد في عدة مناطق من القارة، بل في كل مكان منها باستثناء الصحراء الكبرى حيث لا يمكن أن تجدها، كما لن تتواجد في غابات المطر الاستوائية هناك، بل عادة ما تكثر في السهول والمناطق العشبية، فهي تحب العيش هناك.
تنتمي الأفعى النافثة إلى فصيلة الفايبر الحقيقية ، التي قد تعرف من بينها البيت فايبر، التي تعتبر من أقاربها، نعني بفايبر الثقوب المجلجلة ومائية ماكنسون ونحاسية الرأس، وهناك فارق كبير بين الفايبر الحقيقية، كالأفعى النافثة والبيت فايبر، يكمن الفارق الرئيسي هنا بالثقوب، طبعا فلدى ثعابين البيت فايبر كالمجلجلة مثلا ثقبان بين العينين والأنف، وهي جحور صغيرة جدا، هي عضو لتحسس الحرارة، والفايبر الحقيقية مثل هذا الثعبان، لا تتمتع بالثقوب، رغم وجود الكثير من التشابه بين البيت فايبر، والفايبر الحقيقية. نذكر منها أولا أن لهذين النوعي من الأفاعي رؤوس كبيرة جدا، يتخذ كلاها شكلا قوسيا، وعادة ما يثير شكل رأس الأفعى القوسي خوفا شديدا. كما تتمتع بعيون شبيهة بعيون القطط. أضف إلى هذا كله، أن الفايبر الحقيقية والبيت فايبر تتمتع جميعها بأنياب طويلة جدا وحادة، حتى أن طول بعضهما كما هو حال المجلجلة، قد يصل طول أنيابها إلى إنش كامل، ما يعني أنها خطيرة جدا. ولكن ثعابين الفايبر الحقيقية يمكن أن تتمتع بأنياب أطول من ذلك، طول هذه الأفعى مثلا يزيد عن الإنش الواحد، كما أن قريبتها فايبر الغابون تتمتع بأنياب طولها إنشان كاملان، ما يجعل منها أطول أنياب يمكن أن تتمتع أي أفعى في العالم على الإطلاق. أي أن أنيابها طويلة وحادة جدا.
والآن لنتأمل مليا بالأفعى النافثة نفسها، إذا أمعنت النظر جيدا يمكن أن تلاحظ الألوان البراقة فوق جسمها، سترى أنها تتميز بعلامات فارقة وبقع مميزة بالفاتح والداكن في جميع أنحاء جسمها. قد يفكر بعضكم الآن أنه من السهل جدا رؤيتها، ولكن إذا ما وضعت مثلا بين أوراق الشجر، أو فوق الحجارة والصخور والأغصان اليابسة وتحيطها ببعض الظلال، ستختفي تماما، بلا شك، لأنها تتمتع بألوان واقعية رائعة جدا.
الميزة الأخرى للنافثة هي أنها لا تعتبر من الثعابين الكبيرة جدا، وعادة ما لا يطول حجمها كثيرا، حتى أنها لا تتعدى الثلاثة أو الأربعة أقدام، وقد تصل العملاقة منها إلى خمسة أقدام، ولكنها تتمتع بأجسام سمينة وثقيلة الوزن. ومن هنا يمكن أن نتعرف على مصدر اسمها، فهي تنفث وتنفخ، وفي هذه الأثناء يقوم جسمها بالتقلص والتمدد، كما تسعى لأن تبدو كبيرة وشريرة قدر الإمكان، فتمدد جسمها إلى أقصى الحدود، وتعاود الانكماش مرة أخرى، وهي تتنفس بصوت مرتفع جدا عندما تفعل ذلك، فتصدر صوتا مخيفا تتردد غالبية الحيوانات في السعي إلى مهاجمتها أو الاقتراب منها.
يعرف عن الأفعى النافثة أنها تقتل عدد من الأشخاص في أفريقيا يفوق جميع الأفاعي الأخرى هناك، فهي خطيرة جدا، أما أسباب قتلها الكثير من الناس، فهي متعددة جدا، منها أنها تنتشر في جميع أنحاء القارة، ونتذكر أنها ليست في الصحراء الكبرى ولا تتواجد في الأدغال الاستوائية، بل في السهول والمروج، حيث يسكن الناس عادة. الميزة الأخرى لهذه الثعابين هي أنها كثيرة الانتشار، ولكن هذا لا يعني فقط أنها في مناطق شاسعة، بل وهناك الكثير منها أيضا. كما نعلم بأنها تتسلح بأنياب طويلة معززة بسم فتاك جدا، كما أنها تحقن كمية من السم تفوق جميع الثعابين الأخرى، ونتحدث هنا عن النافثة الراشدة بالطبع، التي تخزن كمية من السم الكفيل بقتل أربعة أو خمسة أشخاص في وقت واحد، أي أنها فتاكة فعلا.
من مزايا النافثة الأخرى هي أنها تخرج في الليل، أي أنها تفضل العمل بعد حلول الظلام، وهي عادة ما تكمن ليلا وسط الطرقات بانتظار أن يمر حيوان ما كي تلسعه و تأكله، والمشكلة هنا هي أن الناس يمرون على هذه الطرقات أيضا، وماذا يحدث في تلك الأثناء؟
لنفترض أن شخصا يسير على هذا الطريق حين يتعرض فجأة، للسعة الأفعى اللاسعة، فيتنبهوا حينها فقط لوجود ذلك الثعبان على الطريق، وأي طريقة مريعة هذه لاكتشاف وجود الحية هناك. أي أنها أفعى خطيرة لا يمكن أن تراها في الليل.
وهكذا تعتبر هذه الثعابين بين الأشد فتكا ورعبا وخوفا يمكن أ، تجدها في أي مكان من العالم. فهي تتمتع بأنياب طويلة وسم قوي فتاك جدا، كما أن ملامحها وصوتها يوحي بالشر والأذى فعلا، أي أنها مخيفة إلى جانب كونها فتاكة.