حضرتُ قبل أيام مجلسا ذكوريا تداول فيه الرجال قصصا عن نحس الزوجات.. ورغم أن بعضهم استشهد بحديث الرسول (النحس في ثلاث : البيت والزوجة والدابّة) إلا أن الواقع يثبت أن النحس في حال اعترفنا به أصلا لا يتعلق بجنس أو عرق أو مجتمع دون آخر ..
فقبل فترة بسيطة مثلا قرأت خبرا عن عائلة امريكية خسرت منزلها وممتلكاتها لرابع مرة في أربعين عاما؛ ففي عام 1978 خسر الزوجان توم وكارولين منزلهما بسبب اعصار ، وفي عام 1993 في فيضان مدمر ، وحين استقرا في نيواورلينز دمر اعصار كاترينا منزلها الثالث ، وقبل ايام فقط دمر حريق ضخم منزلهما الرابع .. وفي النهاية اتهمت كارولين زوجها بأنه "رجل منحوس" فهجرته وذهبت لتعيش وحدها في شقة صغيرة .. وحينها لم تسلم من اللوم والعتاب كونها تركت زوجها المسن بعد أربعة عقود من الزواج (خصوصا أن أحدا لم يصدق مسألة النحس هذه) .. ولكن يبدو أن كارولين كانت تعرف زوجها أفضل من الجميع ؛ فبعد أربعة أيام فقط من انتقالها للشقة الجديدة فازت بسبعة ملايين دولار في مسابقة اليانصيب لولاية المسيسيبي !!
... أيضا هناك قصة حقيقية عن زوجة أردنية عاشت مع زوجها (البخيل جدا) لمدة 30 عاماً . فرغم حالته الرثة ومظهره المتواضع إلا أنه تمكن من بناء ثروة كبيرة لا يعلم بها أحد غيره .. وبعد أن كبر ابناؤه وبناته واستقل كل منهم في بيت خاص قرر الزواج من فتاة صغيرة . وحين أضاف لبخله خيانة العشرة الطويلة طلبت منه زوجته الطلاق رغم تقدم سنها ومعارضة أهلها . وحين رفض طلبها وكّلت محاميا لطلب الخلع في المحكمة مبدية استعدادها لإعادة المهر كاملا.. وهنا فقط وافق الزوج على الطلاق ولكن محامي الزوجة لم يستطع الحضور في الموعد الأول ، في حين مرضت الزوجة ولم تحضر في الموعد الثاني .. وفي الموعد الثالث حضرت الزوجة والمحامي ولكن الزوج هذه المرة لم يحضر ... وبعد طول انتظار اكتشفوا أن الزوج مات قبل ساعتين من حضوره للمحكمة وترك خلفه ثروة طائلة (كان نصيبها منها 9 ملايين دينار كونها ماتزال على ذمته)!
... وقصة أم هشام مع زوجها البخيل ذكّرتني بقصة (سبق أن بعثتها للمشتركين في جوال حول العالم) عن امرأة اسبانية تعمل مدرّسة رسم انفصلت عن زوجها وخرجت من المنزل خالية الوفاض باستثناء لوحة زيتية أهدتها لها والدتها يوم زفافها . وحين انتقلت الى غرفة جديدة علقت اللوحة (أمامها) وغدت تتأملها باستمرار . وذات ليلة وفي لحظة إلهام قامت رغيتا ايسترادا لتفحص اللوحة وتبلور لديها شك بأنها أصلية تستحق مبلغا كبيرا (رغم أن والدتها اشترتها من سوق الخردة بمبلغ زهيد) . وفي اليوم التالي عرضتها على خبراء الرسم في اكاديمية مدريد للفنون الجميلة فعلمت ان اللوحة من أبرز الأعمال المفقودة للفنان ايرنستو غارمي (تلميذ بيكاسو) ولا يقل سعرها عن ثلاثه ملايين يورو !!
... وبطبيعة الحال ليست كل النساء سعيدات الحظ مثل كارولين ورغيتا وأم هشام ؛ فهناك امرأة فرنسية تدعى بريجيت لوسيان طالها نحس زوجها حتى بعد وفاته .. فبعد أن عانت من بخله وسكره لمدة عشرين عاما عاد ذات ليلة إلى المنزل في حالة سكر شديد وضربها بعنف قبل أن يذهب لينام . وبعد ساعات من الأفكار السوداء قررت قتله وهو نائم فأفرغت في جسده خمس رصاصات ثم اتصلت بالشرطة غير آبهة بما سيحصل .. المفارقة هنا أن زوجها توفي بذبحة صدرية قبل إطلاق النار عليه فحوكمت ب "إعدام رجل ميت" !
... معاشر الرجال:
شيئان لا تتحملهما المرأة في الرجل : بخله الشديد ، وخيانته لها .. وحين يجتمع مع الاثنين (نحس أصيل) يحق لها طلب الطلاق بلا مناقشة !!
... وقبل أن أنسى بالمناسبة :
كانت عائشة ترفض ما رواه أبو هريرة بخصوص قول الرسول (الشؤم في ثلاثة ...) وقالت عنه : لم يحفظه أبو هريرة كاملاً حيث دخل ورسول الله يقول: قاتل الله اليهود يقولون الشؤم في ثلاثة في الدار والمرأة والفرس...فسمع آخر الحديث ولم يسمع أوله..
(والمصدر أيها السادة: كتاب الإجابة لما استدركته عائشة على الصحابة)