شعرت بخمول جسدها وببروده تسري بأطرافها وتحولت شفتاها الموردة المخملية إلى اللون الأزرق وبدت تشعر بخفقان قلبها وتسارع أنفاسها واضطراب تفكيرها وبدت تتهاوى على تلك الرمال الذهبية في تلك الصحراء الشاسعة وأعلنت الشمس على الغروب وبغروبها بدت أنفاسها تضعف وتضعف ودق ناقوس الموت معلنا نهايتها ماتت تلك الجميلة ماتت بوحدتها ماتت وهي ترجي منه كلمة تروي عطش قلبها الذي أحبه ماتت وهي تنتظر ذلك اليوم الذي تلمه إلى أحضانها كطفل رضيع رحلت وهي تحلم بيديه تمسح على شعرها تخفف عنها لوعاتها رحلت وهي تبكي عشقها الذي تتمسك به وهو في النهاية خداع رحلت وهي تدعو ربها أن يحنن قلبه عليها ولكن الموت سبق لقائها ماتت الحنونة رحلت العاشقة المجنونة تهدمت أحلام صغيرة كانت تغفو عليها أحلام برحيلها صارت أنقاض أحلام كانت تعلم بأنها سراب رحلت طفلة الحب الوحيدة رحلت مع لعبة الحب الذي لعبتها لوحدها عاشت بأنفاس مكسورة ولهيب محرق يوجع من أحس بها و يحرق من سمع آهاتها خلف شبابيكها ومن رأى دموعها وهي متكئة على أرجوحتها تحاول أن تخفف عنها بعض من وجعها عاشت أيامها شوق لعينيه ولياليها انتظار لأحضانه ونهارها لهفة لحكاياته نزفت من شوك الورد الذي تحتفظ به لمجيئه و تلوعت من رسائلها المنتثرة تحت وسادتها تخشى أن ترسلها له فيهزأ بها هاهي الآن رحلت مندثرة تلك الأحلام في طيات الزمن الذي لم يرحمها ولم يجيرها من قسوة من أحبته تركها هنا في هذه الصحراء تصارع موتها تكبت محاولات شوقها الذي يستفيق لصوته تركها هنا وحيدة تركها تغفو و تصارع موتها وحدها ورحل بكل جبروته بعد أن أعلن لها أنها ليست سوى هامش في حياته وأنه لم يعشقها في يوم ورحل غير مهتم بما فعل بقلب تلك البريئة ولكن مع رحيله وقبل أن تنهمر لآلئ عينيها أراحتها تلك الحية التي كانت تسمع حوارهم بلدغه أنهت حياتها لكي ترتاح من ألامها لكي تنهي معاناتها وهي استسلمت لتلك اللدغة لدغة الموت لدغة الراحة و سرى السم في جسدها المهلك و ماتت وحيدة كما عاشت ….