أحببته منذ نعومة أظفاره ..
حباً ولا حُب قيسٍ لليلى ..
ولا حُبّ عنترة لعبلة ..
لا يهداُ لي بال ولا يقرُّ لي قرار حتى اُصافحه ..
وتلامسُه يداي ..
أرى في وجهه النور والبسمة والسرور ..
لازمني يوم أن هجرني الخلان .. فلازمتُهُ ..
فما جزاءُ الإحسان إلا الإحسان ..
لم أرى حبيباً مثله .. لا يشاجر ..
ولا يُخاصم .. ولا يُجادل ..
ولا يعاتب ولا يرفع صوته بما لا يليق ..
كريماً .. ولا زال
لا يبخل .. يعطيني حت أقولُ اكتفيت ..
حليماً .. ولا زال
لا يغضب .. ولا يتمعّر وجهُه ولا تنتفخُ أوداجه ..
عزيزٌ يتمنى أن يُحرق ولا يُهان أو يُداس
تحت الأقدام ..
يحدثني وهو صامتٌ حديثاً لا تملّ منه الأنظار ..
ولا تسمعه الأذان ..
يحدّثني عن كل جديد ..
بل ويعشق الماضي ويهوى التجديد ..
يسافر بعقلي وبفكري .. فأقطع الوديان
والقفار ..
بل ويسافر بي عبر الزمان .. فيحكي لي
.. كان يا ما كان ..
أحببتُه حباً .. لا أدري كم هو حجمُ هذا الحب ..؟؟
أهو بحجم مكتبة جرير ؟؟ ..
أم بحجم مكتبة مرزا ؟؟..
أجدني قد قصرت في حقه إلى درجة
الظلم !!
وأخذ جهازي هذا(الكمبيوتر) وقتَه فضمه
إلى وقتِه ..
فهاهو قد استولى على مكانة
الكتاب في القلب ..
فأصبح الكتاب (الحبيب)
لاجئاً..
لا يدري أين يتجه أم أين يسكن ..
فسكن الرفوف وقد أغمض عينيه حزناً
واستحياءً وخوفاً مما علاه من
غبار وأتربه .
فامتلك الكمبيوتر كل الحب
ونال العطايا والهبات
فأصبح في حجرات القلب يبات .
أتعبني حبه .. وأرهق كاهلي صرفه للكهرباء ..
وأطفأ نوره نور عينيّ ..
وسبب لي شعاعه صداعاً أذاب حبي له ..
فكرهت مسامرته .. ومللت مجالسته ..
وفكّرتُ كثيرا بالحبيب الأولِ (الكتاب)
فعدتُ إليه طالباً رضاه
والقرب منه
نقّل فؤادكَ حيثُ شئتَ من الهوى * * ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأولِ