في كل عيادة تابعة لطبيب مختص بالأمراض الجلديّة ،خطوة واحدة سريعة وغير مؤلمة تعتبر ضرورية وهي "معاينة جميع شامات الجسم".ولكنها للأسف ذات شعبية قليلة:فلا أحد يمانع وخزه من أجل حقن وجهه بالبوتوكس،انما مجرّد ذكر عبارة "معاينة الشامات" توُاجه بموجة من الأعذار ؛فمحاولة اقناع المريض بخلع ثيابه لمعاينة لا تتعدى الخمس دقائق توُاجه بعشرين دقيقة من التملّق.
وتقول الدكتورة ديبرا جاليمن ،أخصائية في أمراض الجلد لأكثر من 25 عاما"،أنّ المشكلة لا تكمن حيث يعتقد الناس.فعندما يلفت المريض نظر الطبيب لشامة غريبة المظهر،في معظم الأحيان تكون هذه الشامة غير مؤذية وانّما البقعة الصغيرة التي تبدو حميدة هي التي تصبح فيما بعد خبيثة ومؤذية.
ما نجده في بعض الأحيان ليس سرطان جلدي كامل،انّما شامات غير طبيعية يجب أن يتمّ استئصالها بسبب قدرتها على التحوّل الى ما يعرف ب"ميلانوم" حتّى عند الأولاد الصغار.
لا يظنّنّ أحد أنّ البشرة الداكنة اللّون أو السجلّ الطبّي العائلي السليم هما ضمانة لعدم الاصابة بالأمراض السرطانيّة.ولكن العوامل البيئيّة المتعددة والتعرّض الكثيف لأشعّة الشمس تضع الأعمار والأعراق كافّة في دائرة الخطر.وهنا يجب التذكير بأنّ البشرة الداكنة اللون يمكن أن تعطي انذار كاذب بالأمان ممّا يبعد الطبيب عن الدراسة الشاملة والدقيقة.
انّ الفحص الشامل للشامات مهمّ جدًا بالرغم من تملّق المرضى واعتراضهم على خلع ثيابهم:فالأعذار تتنوّع بين عدم الاستعداد من ناحية المظهر أو الوزن الزائد وغير ذلك ولكن،ما لا يعرفه المريض،أنّ الطبيب لا يهتمّ لهذه الأمور الثانويّة بل على العكس يهتمّ بالمعاينة الدقيقة للبشرة.
فالطبيب الماهر هو الذي يتفهّم المريض ويتعامل معه بكلّ بساطة وتواضع.
ومن الضروري التذكير بأنّ المعاينة لا تتّبع تدرّج أو تسلسل معيّن انّما تعتمد على منهجيّة واضحة.فمن الممكن للطبيب أن يبدأ بفحص أسفل الأقدام أو المباشرة بمعاينة أعلى الرأس، مرورا" بالأذنين، الصدر والظهر ،وصولا" الى الأعضاء التناسلية التي بامكانها أن تحتوي على الكثير من الشامات والتي لا يجب أن تعاين الّا من طبيب الجلد.
اذا"،معاينة الشامات يقوم بها طبيب جلد متخصّص وفق تقنيّة معيّنة أساسها الخبرة التي تخوّله رصد الشامات الخبيثة في مرحلة مبكرة؛فحجم الشامة ليس المعيار الأساسي انما اكتشافها المبكر هو العامل الذي يخفّف من مضاعفاتها وخطورة الموت.