عند بلوغه سن الثّانية والسّتّين شعر "ها يو سون " بالموت
يقترب منه وفكّر كثيراً في اللحظة التي سيجيئه فيها ملكُ
الموت.. لكن لمَ الانتظار؟ ولماذا لا يكون مستعداً ؟..
ففكّر في الانضمام إلى دورةٍ تدريبية على ملاقاةِ الموت.
ارتدى "ها" الملابس التّقليدية الصّفراء للمتوفي ورقد في
سلامٍ
داخلَ النّعش إلى أن جاءه رجالٌ متجهّمون متّشحون
بالسّواد
وأغلقوا عليه النّعش بإحكام. حينها شعر بأقسى
مخاوفه.. لقد
حلّ السّواد الأبديّ.
ويحكي "ها" عن تجربته قائلا لرويترز "لقد تنفّست
الصّعداء حين
تذكرت أنّ هذه ليست جنازتي الحقيقيّة بل مجرّد
جنازة
وهميّة." ويقول : "هناك خطوة واحدة تفصلنا بين الحياة
والموت
لكنها هائلة."
وانضمّ "ها" إلى نحو 70 شخصا اشتركوا في دورة
تدريبيّة
بعنوان "الموت بشكل جيّد" نظّمها مكتب
تابع للإدارة المحليّة في
شمال غرب العاصمة الكوريّة
الجنوبيّة سول وكان شعار الدّورة
"لا تعتبر الحياة شيئا مسلّماً به" وتعش وكأنّك تعيش أبداً.
وقال: "كانج كوانج اه" وهو مدرّب في الدّورة أنّ تجربة
الاقتراب
الفعليّ من الموت يمكن أن تفيد كثيرين من كل أطياف
الحياة
كباراً وصغاراً. وقالت: "بايك سونج اوك" وهي مريضة
بالسّرطان أنّ تجربة الرّقاد في النّعش جعلتها أكثر تقديراً لكلّ ما
حولها.
وقالت لحظة خروجها من النعش: "لن أكون جشعة بعد
الآن..
سأقترب من زوجي وأعبر عن حبي لأولادي أكثر."