الياقوت جوهرة الجمال الأحمر
يعد
الياقوت Ruby أحد أنفس الأحجار الكريمة وأجملها ؛ والله سبحانه وتعالى
الحور في الجنة بقوله (( كأنهن الياقوت والمرجان )) " سورة الرحمن / 58"
ولون
الياقوت أحمر قان؛ وهو نوع من أنواع معدن الكوراندوم corundum وهو معدن
شفاف إذا كان نقيا، ويتكون كيميائيا من اكسيد الألمنيوم .
وكلمة الياقوت باللغة الانجليزية Ruby مشتقة من المفرد اللاتينية Ruby وتعني الأحمر .
"" ظاهرة التكوكب أو النجمية في ( الياقوت ) تنتج عن انعكاس الأشعة الواردة إبر دقيقة من معدن الروتايل "" .
الياقوت في تراثنا :
لقد
ذكر العلماء المسلمون الياقوت في أماكن كثيرة من مؤلفاتهم خاصة البيروني
والتيفاشي وابن الأكفاني ، وذكر وا أن من أسمائه الجواهر والعسجد وأن إسمه
بالفارسية ((ياكند )) . ويقول التيفاشي في كتابه : ( أزهار الأفكار في
جواهر الأجحار )) مايلي :
(( من خواص الياقوت أنه يقطع كل الحجارة
شبيتها بقطع الماس وليس يقطعه شئ غير الماس ومن خواص الشعاع فإنه ليس لشئ
من الأحجار المشعة شعاع مثله . ومن خواص الياقوت الثقل فإنه أثقل الأحجار
المساويه لمقداره في العظم ، ومن خواصه صبره على النار ..... وهو حجر يزداد
حسنا وصفاء عند النفخ عليه بالنار ، وإذا كان الحجر أحمر اللون ,احمي
فذهبت حمرته فليس بياقوت بل أحد الأشباه أو مصنوع مدلس ))
ويذكر التيافاشي كيفية الحصول على الياقوت كالتالي :-
((
وأخبرني من دخل جزيرة سرنديب (سيريلانكا ) من التجار أن أهل ذلك الموضوع
إذا لم تحدر السيول والرياح لهم من حصباء الياقوت في بعض السنين (ماجرت به
العادة ) ، احتالوا لتحصيله بالحيله ، وذلك أن الجبل الذي فية الياقوت جبل
شاهق صعب المسلك لا يمكن الوضول الى اعلاه وفي أعلاه نسور كثيره تعشش فيه
وتتخذ مساكنها به لخلوته من الإنس فيعتمد أهل ذلك الموضع الى حيوان
فيذبحونه ويسلخون جلده ثم يقطعونه قطعا كبارا ويتركونه في سفح الجبل
الراهون ويبعدون عنه وهم يرقبونه فتأتي النسور فترفع ذلك اللحم لتخطفه
فيأخذه بعضها ويطير به من الجبل فيسقط منه الياقوت لثقله فيلتقطه الذين
يرقبونه من الموضع الذي فيه )) .
التركيب الكيميائي والبلوري:
إن التركيب الكيميائي للياقوت هو اكسيد الألمنيوم
Al2 O3 كالتالى :
Al=52.9%
O=47.1%
ويعزى اللون الأحمر المميز للياقوت إلى دخول آثار من أكسيد الكروم ليحل محل أكسيد الألمنيوم ،وهذا الإحلال متوازن شكليا
Replacement
lsomorphous ويمكن الكشف عن الالمنيوم بإضافة قطرات من نترات الموبالت
وتعريض المسحوق إلى اللهب ،حيث يعطي لهبا أصفر كدليل على وجود الألمنيوم .
يتبلور الياقوت في نظام السداسي
System
Hexagonal في طائفة المعيني الثلاثي إلا أن الهئية البلورية تختلف من صنف
لآخر فالياقوت المستخرج من بورما يكون تبلوره على هئية منشور سداسي ينتهي
عند طرفيه بمستوى قاعدي متعامد على أوجه المنشور مع نمو واضح لأوجه قد
تختفي جزئيا أو كليا في البلورات ذات الأحجام الكبيرة التي تستخرج من
تنزانيا زمالاجاسي .
ويمكن تلخيص أبعاد الخلية للياقوت كالتالى ( بالا نجستروم ):
A= 4.76A
0001)(1011)=57 35 ) C
C(0001)(2243)=61 12
V(1011)(1101)=93 56
N(2243)(2023)= 51 58
ولذلك
فلو أسقط الياقوت على الأرض صلدة أو طرق بشدة فأنه يمكن ان ينشرخ ويتشقق .
وربما نتج ذلك عن الانفصام او الانفصام الموازي للمسطح القاعدي ويرمز
الانفصام (0001).
خواض الفزيائية :
يتميز الياقوت بصلادته العالية
وهو يحتل المرتبة التاسعة على مقياس موهز للصلادة النسبية بعد الماس ، الذي
يكون في قمة هذا المقياس وهو المرتبة العاشرة .
كما أن وزنه النوعي يصل إلى حوالى 4 وبريقه ماسي إلى صمغي أو هو شفاف الى نصف شفاف .
يعود
لون الياقوت الى نسبة أكسيد الكروم التي تترواح مابين عدة أجزاء من الف
حتى 2% ويوجد الياقوت في جميع درجات اللون الأحمر اعتبارا من الوردي الفاتح
حتى الأحمر الشديد أو القاني .
أما اللون الأكثر ندرة والأكثر قيمة للياقوت فهو الأحمر الذي يسمي دم الحمام pigeons blood .
ويحتوي الياقوت الذي يشبه دم الحمام على حوالى 1% تقريبا من اكسيد الكروم . ويأتي هذا الياقوت عادة من بورما .
وعند
دخول أكسيد الحديد Fe2 o3 في تركيب الياقوت فإنة يحول اللون في الياقوت
الى اللون البني وهذه هي صفة الأنواع المستخرجة من سيام .
ويتميز الياقوت من الناحية البصرية بأنة سالب وله معاملا انكسار يتروحان مابين 1.760 و 1.769 ولذلك فهو ضعيف الانكسار المزدواج.
توجد الياقوت ظاهرة تدعي تباين الخواص Anisotropy
حيث
يكون امتصاص الضوء بالنسبة للشعاع العادي وغير العادي مختلفا عن الآخر
فيتغير اللون بتغير الاتجاة وتسمى هذه الظاهرة بالتلون الثنائي Dichroism
ولعل أكثر الألوان جاذبية هو ماكان صادرا عن الشعاع العادي . ومن اجل
الوصول إلى اللون الجذب للياقوت لابد من قطع الحجر الكريم بحيث تكون أسطحه
المركزية الكبيرة في وضع عمودي على المحور الرأسي للبلورة.
أما فيما يختص بالضوء Luminescence الذي تحدثة ألوان الياقوت فهو ضوء قرمزي قوي بغض النظر عن الأشعة المسببة له .
وتلعب
بلورات الياقوت دورا رئيسا في تقانة الليزر . ويمكن الاستفادة من عملية
التفلور Fluorescence في التفرقة بين الياقوت المستخرج من بورما والأنواع
المستخرجة من سيام وكذلك للتفرقة بين الياقوت الطبيعي والمصنع والتفلور
ظاهرة ضوئية سببها امتصاص المادة لأشعة ذات مو جات قصيرة وارسالها على هئية
مو جات أطوال . ونظرا لكمية الحديد التي تنقص شدة التفلور فإن الياقوت
السيامي أضعف من الياقوت البورمي من حيث نسبة تفلورة .
أما ظاهرة التكوكب أو النجمية في الياقوت فهي ناتجة عن انعكاس الأشعة الواردة على إبر دقيقة من معدن الروتايل
Rutile داخل بلورة الياقوت وموجهة بالتوازي مع النحور البلوري الثلاثة التي في زوايا 120 درجه .
أماكن وجود الياقوت :
يوجد
الياقوت والزفير والكوراندوم في الصخور المتحولة من الحجر الجيري المتبلور
مع المعدن الاخرى والشيست المكائي والنايس . كما يوجد كمكون اصلي لبعض
الصخور النارية ، وخاصة تلك الفقيرة بالسيليكا مثل صخور السيانايت والنفلين
سيانات . ويوجد الياقوت والكوراندوم في المنطقة الفاصلة بين الصخور
البريدوتايت والصخور المجاورة له .
وينتشر الياقوت على هئيه بلورات
صغيرة في بعض صخور اللا مبروفاير وعلى شكل بلورات في صخور البجماتايت وعلى
شكل بلورات في صخور البجماتاتي . كما يوجد أحيانا على هئيه بلورات في
التربة ورمال الأنهار وذلك بسبب صلادته العالية وخموله الكيميائي .
ويوجد الياقوت بكميات متباينة في بورما ،وسيام ، وسيريلانكا ، وكشمير ، واستراليا والولايات المتحده وتنزانيا وملاجاسي .
ويوجد
في بورما أجمل أنواع الياقوت وأهمها منطقة موجوك Mogok حيث يوجد داخل
الحجر الدولوميتي الحبيبي الذي تحول رخام عندما تماست رسوبيات الحجر
الدولوميتي مع الأجسام النارية ويستخرج الياقوت الوردي من سيريلانكا
تصنيع الياقوت :
يمكن
تصنيع الياقوت بصهر كمية من مسحوق الالومينا من كميه صغيرة جدا من عنصري
الكروم والتيتانيوم في لهب الهيدروجين المؤكسج . وعند التبريد تتكون بلورة
مفردة من الياقوت المصنع . وقد صنع في عام 1947 م في الولايات المتحدة
الياقوت النجمي Ruby Star .
ويتم هذا بوضع التيتانيوم Tl في مصهور الالومينا
Al2 o3 خلال المعالجة الحرارية وحيث تتكون إبر موجهة من الروتايل Rutile دخل الياقوت على شكل نجمة .
ولايمكن احيانا اكتشاف الياقوت الطبيعي من المصنع إلا من خلال خبراء الاحجار الكريمة أو متمرسين بها من تجار المجوهرات .