مهما أنفقت فهو لك صدقة
كي تسعد بحياتك ، وتنفق من مالك على نفسك وأهلك وأنت راضٍ ، فاعلم أن أي نفقة تنفقها عليهم يجزيك الله تعالى بها من الأجر العظيم ، والثواب الجزيل ، ويدخرها لك كأي صدقة أخرجتها في سبيله عز وجل .
فعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ِإذَا أَنْفَقَ الْمُسْلِمُ نَفَقَةً عَلَى أَهْلِهِ وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً ) " صحيح البخاري"
قال بعض أهل العلم: إنفاق المال في حقه ينقسم ثلاثة أقسام: فالأول أن ينفق على نفسه، وأهله، ومن تلزمه نفقته غير مقتر عما يجب لهم، ولا مسرف في ذلك، كما قال تعالى: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا} [الفرقان: 67]، وهذه النفقة أفضل من الصدقة، ومن جميع النفقات، لقوله - صلى الله عليه وسلم - : « إنك لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة تضعها فِي فيِّ امرأتك » .
وقسم ثان: وهو أداء الزكاة، وإخراج حق الله تعالى لمن وجب له. وقد قيل: من أدى الزكاة فقد سقط عنه اسم البخل.
وقسم ثالث: وهو صلة الأهل البعداء ومواساة الصديق، وإطعام الجائع، وصدقة التطوع كلها فهذه نفقة مندوب إليها مأجور عليها، لقوله - صلى الله عليه وسلم - : « الساعي على الأرملة واليتيم كالمجاهد في سبيل الله » .
فمن أنفق في هذه الوجوه الثلاثة فقد وضع المال في موضعه، وأنفقه في حقه ) " شرح البخاري لابن بطال "