::...ذبــــابة ...::
بينما كان يتناول وجبة الغداء هاجمه جيش من الذباب
هاجمته بشراسه ـــ هشها بعصبية
فرت بعيداً .. إلا ذبابة عنيدة .. أعلنت التحدي
أصرت على مهاجمة جرح قديم ... فطردها بقوة
إلا أنها عادت مرة أخرى تحوم بشراسة
فقررت مهاجمة خده المتورم
فأغتاظ فصفعها صفعة قوية مدوية
فهربت وطاشت الصفعة على الخد .
فزفر بحسرة وألم
آآه ...... يا زمـــــن القهـــــر !!
::...البعـــــوضة...::
أستلقى بجسده المهلوك على الحصير المتهتك
وراح في سبات الأحلام ... سافر على فرس الحلم الجامح
حلق طائراً بالفاتنة الحسناء في عالم الأحلام
لحقت به بعوضة ... غازية ( بعوضة حربية )
أخترقت دهليز ادنه متجهة صوب (الطبلة )..
وهو يهفو في حلم بعيد كاد يقترب من جزيرة الأحلام
التصق جناحها في قرطة ....
يالها من حشرة متطفلة ـــ كيف تجرأت على إقتحام
ذروة الأحلام بهذه الوقاحة
وقامت بشن حرب هوجا غير مبررة
تأوه بحرقة كأنه لا يريد أن يصحو
غير أنه تملل متقلباً بنرفزة ..
فدهسها براسة فأنسحقت
ومات الحلم .... !!
::... تطــــــرف ...::
وقف يتصنت بجانب جدار يتأمل القول
( المأثور )
فقال ( ما أجمل الدين والدنيا إذا أجتمعا )
مسك بطرف التانية ... وحين شعر أنه غرق
بها وحل عليه وسوسة الشيطان
عاد متمسكاً مندفعاً بقوة .. منتزعاً حروف
الأولى .. من جيب سترته ليستظل بدفيء قلبه
وترك التانية تضرب عرض الحائط
حاول التمسك حتى بالغ التحامل
أمتدد لسانه ــ بإمتداد الإفك
فأمتددت منبعجة .... للأمام
هكذا أنقلب الحال معه
::... جـــــرجعـــــة ...::
جلس يشرب نصف كأس ...
وحين شعر أنه سينتهي ...
طلب بجرعة أخرى
كرع ما في جوفة رشفة واحدة
ترنحت قدماه
وسقط في قارعة ( الأزمة )
ولم يفق بعد ....
::... مـــــرضعـــــــة ...::
أخذت تهدهد رضيعها .. وتمسد شعر رأسه
كي يكف عن النحيب ...
إلى أن هدها التعب
قالت والأسى يعتصر مقلتيها بعد رحيل
من يعولها الوحيد دون رجعة :
ليس بمقدورك يا ولدي .. أن تنال من هذه العلبة
أكتر من شيئين اثنين :
المساء .. والدموع
ولما أستمر عناد معدته بالقرص
لم تجد سوى مناغاته حتى أرتفع
صوت متحشرج إلى أن داعبه النعاس
فنـــام مبتسمــــاً