[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ستدرجني إلى بيوت القماش .. وقصور الورق .. وقدمني الى أناس يبتسمون للمصلحة .. .. ويقتلون للطمع .. ويتزاوجون للتآمر .. رجال وجوههم ملساء .. مدهونة ونظراتهم خائنة ولمساتهم ثعبانية .. ونساء تغطيهن المساحيق فلا تبدو .. ألوانهن الحقيقية .. بشرتهن مشدودة ووجوهن مكوية .. وخطواتهن جريئة وأيديهن تتسلل الى القلوب ويسرقن كل شئ حتى الحقائق .. عالم جذاب كذاب .. يضوع بالعطور ويبرق بالكلمات .. .. عالم لزج ... معسول تغوص فيه الأرجل كما يغوص النمل في العسل حتى يختنق بحلاوته ويموت بلزوجته ... والأصوات في هذا العالم كلها هامسة.. تتسلل الى ما تحت الجلد .. وتخترق الضمائر وتأكل الإيمان من الجذور ... تذكرتك يارب .. وأنا أمشي في هذا العالم .. فشعرت بالغربة .. والانفصال .. وأحسست بنفسي كالوحيد.. وسمعت في قلبي صراخا يناديك ... كانت كل خلية في بدني تتوب وتئوب وترجع وسمعتك تقول في حنان ... لبيك عبدي ... ورأيت يدك التى ليس كمثلها شئ تلتقطني .. وتخرجني من نفسي الى نفسك ... واختفى ديكور القماش والورق وذاب مسرح الخدع الضوئية .. وعاد اللاشئ الى اللاشئ .. وعدت أنا إليك ... لا إله إلا أنت سبحانك .. ولا موجود سواك .. القرب منك يضيف .. والبعد عنك يسلب .. لأنك وحدك الإيجاب المطلق .. وكل ماسواك سلب مطلق .. علمت ذلك يالمكابدة .. وأدركته بالمعاناة .. وعرفته بالدم والعرق .. والدموع ومشوار الخطايا .. والذنوب وأنا أقع في الحفر .. وأتعثر .. في الفخاخ .. وكلما وقعت في حفرة شعرت بيدك تخرجني بلطف .. وكلما أطبق علي فخ .. رأيتك تفتح لي سبيلا للنجاة .. وكلما وضعوني في الأغلال وأحكموا الوثاق شعرت بك في الوحدة والظلمة تفك عني أغلالي وتربت على كتفي بحنان وإلهامك يهمس بخاطري ... أما كفاك ما عانيت يا عبدي ... أما اتعظت .. أما اعتبرت .. أما جاء اليوم الذي تثبت فيه قدمك وتستقر خطاك على الطريق ... فأقول باكيا .. سبحانك يارب .. وهل هناك تثبيت إلا بك .. وهل هناك تمكين إلا بإذنك أنت وحدك الذي أصلحت الصالحين وثبتت الثابتين ومكنت أهل التمكين .. تعطي لحكمة وتمنع لحكمة ولا تسأل عما تفعل .... شفيعي إليك صدقي .. وعذري إليك حبي للحق .. وذريعتي الى عفوك رغبتي في الخير .. فمن خطيئاتي نبتت الحكمة كما تنمو أزهار الياسمين من الأرض السبخة ... ربنا ما أتيت الذنوب جرأة مني عليك .. ولا تطاولا على أمرك .. وإنما ضعفا وقصورا حينما غلبني ترابي وغلبتني طينتي وغشيتني ظلمتي إنما أتيت ما سبق في علمك .. وما سطرته في كتابك .. وماقضي به عدلك ... رب لا أشكو ولكن أرجو ... أرجو رحمتك التى وسعت كل شئ أن تسعني ... أنت الذي وسع كرسيك السموات والأرض ... لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
خالد الرواضيه
موضوع: رد: رب لا أشكو ولكن أرجو 30/6/2011, 21:30
ماأجمل تلك المشاعر التي خطها لنا قلمكِ الجميل هنا لقد كتبتِ وابدعتِ كم كانت كلماتكِ رائعه في معانيها فكم استمتعت بموضوعك الجميل بين سحر حروفكِ التي ليس لها مثيل