منذ العام 1275 للميلاد، وبرج بيزا في إيطاليا مائل، ويظن الناظر اليه انه سيقع في أي لحظة، لكنه بفضل متانة أساسه، والجهد الذي يبذله المسؤولون عليه حافظ على نفسه واقفا، حتى وان كان الوقوف فيه ميلان ب 5,5 درجات.
أن تكون أوضاعنا الرياضية مائلة، خير من أن تقع على الارض.. وأن تكون قراراتنا مائلة، خير من أن تهلك الحرث والنسل.. وأن يبقى لنا بصيص أمل في رفع العقوبات، خير من إلغاء العضوية في المنظمات الرياضية الدولية.
الحركة الرياضية الكويتية مؤشرها في تراجع، وتدفع فاتورة التدخلات والأزمة الطاحنة التي جرفت الأخضر واليابس، حتى إن بعض صنّاع القرار الرياضي تاهوا بين (حانا ومانا)، واصبحت الرياضية في حالة ضياع حتى جاء الاصطدام مع المنظمات الرياضية الدولية، واصبح الشباب الرياضي يعيش حالة قلق!! وللأسف، يحدث ذلك بعد ان تكاثر عدد الحلاقين الذين يريدون ان يتعلموا الحلاقة برؤوس القرعان، وعلى أهوائهم!!
الرياضة تحتاج إلى رجال حكماء ومحايدين، يذهب إليهم المتخاصمون حتى لا نلجأ دائماً إلى الندوات والتنظير وإلى الاعتصامات، ولكي تكون عندنا ثقافة رياضية متزنة.
ومن المؤسف، أن بعض الجهات الحكومية تصرف الملايين على إعلانات التوعية والحركة الشبابية، والرياضة هي اكبر توعية، ولكن الرياضة اليوم اصبحت جسرا لمن يريد الشهرة حتى يصل للبرلمان وللمجلس البلدي!!
للأسف، هناك من يريد ضرب الاندية الشرعية التي جاءت بالديمقراطية، خصوصا قلاع الرياضة الكويتية، ويريدون لها ان تتصدع على يد من يبحث عن مجد خائب، حتى وصل الأمر إلى القضاء وتم نشر غسيلنا الرياضي عبر القنوات الفضائية.. والنتيجة أننا أصبحنا أضحوكة، ولم نجنِ سوى صفعة تلو أخرى!!
القوانين واللوائح لا توقف امتداد الفساد والعنجهية، وبالفعل أخطاء ذوي القربى أشد إيلاما، والعدالة تكشف وتعري، خصوصا ان الشارع الرياضي بدأ بالامتناع
عن متابعة مسرحية الرياضة وأزماتها، وإحالة بعض الملفات إلى القضاء.. فحلّ الاندية أحدث فجوة كبيرة داخل الجسم الرياضي الذي لم يعد سليما، وهذا سيولد بداخلنا ردة فعل عدائية.
«والنار تأكل بعضها... إن لم تجد ما تأكله»!
حلّ أزماتنا الرياضية عنوان بارز، يأمل الرياضيون الاستيقاظ من نومهم ليجدوا ذلك قد تحقق..
ونحن منذ 3 سنوات و6 شهور نعيش مرحلة اللا وعي بسبب غياب الرؤية الجيدة لقطاع الشباب والرياضة..
«وآهٍ عليك يا عروس الخليج»!!
Exit
التفاؤل كلمة عظيمة، علينا التحفظ عليها بعد نهاية الشهر الحالي، «وإذا بليتم فاستتروا».. ومن يمدّ يده في جحر الثعبان، لا يأمن اللدغة السامة.
" رئيس القسم الرياضي بصحيفة أوان الكويتية "