غادةٌ لم تخشَ إنذارَ أبيها
لا ولم تحفل بتهديدِ أخيها
حين قالت أمُّها قومي اغنميها
ساعةً ، هيا معي لاتقعدي
**
فارتدت ثوبَ أخيها وهو نائم
وأتت تحرسها ، والجو غائم
بأبي ، هائمةٌ زفّت لهائم
موجعُ القلب جريح الكبدِ
**
فشجا نفسيَ مامرّ ببالي
حين أبكاها شُحوبي وهُزالي
قُلت صونيها فإن الدمعَ غالي
أدْمُعاً للروحِ لا للجسدِ
**
ونشرنا وطوينا صفحاتِ
وسخرنا من أراجيف الوشاةِ
وتصفّحنا سجلّ الذكرياتِ
برهةً واندمل الجرح النَّدي
**
ثم قالت ورذاذ المطرِ
حبَس الطير ولمّا يطرِ
هاتِ بنت النخل يابن العسكرِ .
لايطاق الصحو في ذا البلدِ
**
هاتها بيضاءَ من خمرالعراقِ
كم بها حلّق بالندمانِ ساقِ
ولنعاقرها معاً قبل الفراقِ
ثم قامت ونضت ماترتدي
**
يالمرآى شاعرٍ يُسقي غريرة
ويناغيها بالحانٍ مثيرة
ولمرآى غادةٍ نشوى صغيرة
وهي تسقيهِ وكم قالت : زدِ
**
وشفينا إذ سكرنا الغُللا
وتغنّت بهوانا كيف لا
فانتشى الكونُ وقد أصغى الى
صوتها العذبِ الحنونِ الغَردِ
**
واعتنقنا يالها من لحظاتِ
هي سرّ العيشِ بل معنى الحياةِ
من رآنا خالنا صرعى السّباتِ .
آه لو كان سباتاً أبدي
**
وترشّفنا حُميّا القُبل
وتركنا النومَ للغرّ الخلي
وتحدّثنا عن المستقبلِ
وأزحنا الستر عن دنيا الغدِ
**
وأفقنا واذا بالشيخِ قادم
وكِلانا مطمئنُّ النفس ناعم
وافترقنا ولتقُم شتّى المزاعِم .
فلظى ، مأوى الأثيمِ المعتدي