من غير سلامٍ ولا كلام مر بجواري مسرعاً وكأنه لا يراني مر بوجه عبوسٍ شاحب فقلت في نفسي يال هذا الصاحب .. ها قد بانت حقيقته إنه يكرهني أشد الكره ويحقد علي .. هل لأني ؟؟ أم لأني ؟؟ يال قباحة فعله الذي أسقط قناعاً مزيفاً طالما خٌدعت به وهو يخفي وراءه قلباً يحمل كل ضغائن الحقد والكراهية لي .. وبعدما حاصرتني مشاعر العداء والبغض تجاهه فإذا به يأتيني بعدها بيومين تعلو وجهه الإبتسامة ويقول لي الحمدلله الحمدلله ياصديقي إبني بخير لقد أبلغني الطبيب أن حالته تتحسن وبدأ يستعيد وعيه ، وأخذ يحكي تفاصيل ماحدث لإبنه .. وفهمت بأنه كان حينها يبلغ للتو عن مصيبته ماتسبب في شحوب وجهه وعدم إدراكه لكل من كان حوله .. أدركت بعدها بأني قد تسرعت في الحكم عليه .. فما إن انتهى من حديثه حتى تلاشت وبسرعة كل تلك الجبال من الوساويس والأوهام السوداء نحوه والتي استطاع الشيطان في ظرفٍ قصير أن يتقن صنعها بداخلي فليس لي إلاّ أن أقول عذراً ياصديقي عذر