b.inside
| موضوع: بيسان أرض البطولات 5/2/2010, 03:43 | |
| بيسان أرض البطولات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد أحمد أبو تم الحذفيد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعتبر بيسان من أقدم مدن فلسطين ، وتعود بتاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ بستة آلاف سنة أو يزيد ،
وسميت قديما بيت شان an’Biet sha بمعنى بيت الاله شان أو بيت السكون ، ودعيت بهذا الاسم زمن الكنعانيين
الذين اخذ عنهم اليهود هذه التسمية،كما عرفت باسم سكثوبوليس scythopolis بسبب غزو السكثيين للمنطقة
في القرن السابع قبل الميلاد .
ورد ذكرها في العهد القديم بأنها مدينة تقع على بعد خمسة أميال إلى الجهة الغربية من نهر الأردن ، وكانت رئيسة
المدن العشر القديمة في بلاد الشام ، وفي عهد الإغريق حملت اسما آخر هو نيسا Nysa ، حيث ظهر هذا الاسم على نقود
المدينة القديمة ، ودعاها اليهود بيت شعان an’ Beth sha وتعني في لغتهم بيت الأمان أو بيت الثقة بالنفس ,
وقضاء بيسان من أقضية الجليل العربي ( شمال فلسطين ) التي قاومت الغزاة على مر العصور ، وشهدت معارك حاسمة
على أرضها وجوارها منها عين جالوت وحطين واليرموك وفحل / بيسان .
جغرافيته
يمتد قضاء بيسان على أرض مساحتها ( 367.087) كيلو متر مربع وتشكل ما نسبته 1.4 % من إجمالي مساحة فلسطين ،
ويحيط به من الشمال قضاء طبرية ومن الغرب قضاء الناصرة وقضاء جنين ومن الجنوب قضاء نابلس ، أما من الشرق
فتستحم أطراف قضاء بيسان بمياه نهر الأردن .
كانت مدينة بيسان مركز القضاء عاصمة مقاطعة فلسطين الثانية palestina secunda في عهد الإمبراطورية
الرومانية الشرقية ـ بيزنطة ( 395 (636- م وفي عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب تم فتح بيسان على يد
الصحابي القائد شرحبيل بن حسنة بعد معركة فحل ، وأرسل صلاح الدين الأيوبي ابن أخيه فرخشاة إلى بيسان
فدخلها عام 578هـ / 1182م ، كما أمر صلاح الدين ابني أخيه تقي الدين عمر وعز الدين فرخشاة بمهاجمة
الفرنجة تحت جبل كوكب ، ودار هناك قتال شديد . وأغار عليها صلاح الدين في خريف 578هـ /1183 م ، ثم نزل
بها بعد معركة حطين المشهورة التي وقعت عام 583 هـ /1183 م وهو في طريقه من القدس إلى دمشق ، وحل بها كذلك
الملك العادل أبو بكر بن أيوب عام 614 هـ / 1217 م وهو في طريقه من مصر إلى الشام .
أما في عهد المماليك فكانت بيسان مركز ولاية الأغوار وتتبع مملكة دمشق ، ومركزا من مراكز نقل الثلج ما بين
دمشق والقاهرة ومحطة من محطات البريد بين منزلتي عين جالوت وجسر المجامع ، وفي العهد العثماني كانت ناحية من
نواحي قضاء جنين ، ثم أصبحت احد الاقضية العشرة التي يضمها اللواء الشمالي من فلسطين والذي كان مركزه حيفا.
استولى عليها البريطانيون بقيادة الجنرال اللنبي مساء يوم 20/ أيلول / 1918 م ، وف العام 1938 م أصبح قضاء
بيسان تابعا للواء الجليل وظل كذلك الأمر حتى عام 1945 م . وجاءت بيسان ضمن مشروع الدولة اليهودية في فلسطين
الذي جاء به قرار هيئة الأمم المتحدة لعامي 1947م و 1948 م وأخيرا سقط قضاء بيسان بيد اليهود يوم 12/ 5 / 1948 م وبعد ذلك أصبح القضاء إحدى مقاطعات المنطقة الشمالية والتي تضم أيضا عكا والناصرة وصفد وطبرية وحيفا
وناتانيا والخضيرة ، وقبائل هذا القضاء البشاتوة والغزاوية والصقور وهناك عشرات العشائر التي تنتشر في
ربوعه قبل العام 1948 م .
مناطقه الطبيعية
يضم قضاء بيسان المناطق الزّورية المنخفضة جدا ً غربي نهر الأردن وذات المناخ شبه الصحراوي إذ سجلت في شهر
حزيران عام 1942 م و في قرية الّزَراعة أعلى درجة حرارة في فلسطين وفي قارة آسيا قاطبة ، حيث وصلت إلى 54
درجة مئوية، وهناك السهول التي ترتفع تدريجيا باتجاه الغرب تليها سلسلة جبلية مرتفعة ، ومن أشهر أنهاره
وأوديته نجد نهر جالود في وسط القضاء ، ووادي البيرة في شماله ووادي شوباش في جنوبه ، ونهر الجوسق ، ووادي العشة
ونهر الاشرفية ووادي الحرش ونهر العاصي ، وذكر قسطنطين خمَار أسماء ثلاثين واديا ً في قضاء بيسان غير المذكورة سابقا .
أما أشهر ينابيعها فعين أم الفلوس وعين الصفا وعين تل الحصن وعين العاصي وعين المدَوع وعين المرَة وعين البادرية وعين
بعلة وعين أم الخصا وعيون أم خيشة والزاوية والفاتور والطيبة والمجدَعة وأم صابونة وغيرها ، ومن أشهر الجبال
والتلال في قضاء بيسان جبل كوكب الهوا وتل الشيخ داود وتل الشيخ سماد وتل أبو الفرج وتل الرَدغة وتل الرعيان
وتل الزنبقية وتل الشقف وتل الصارم وتل الحمير وتل أدما وتل الشوك وتل الشيح قاسم وتل طومس وتل غرود وتل
المالحة وتل القطَاف وتل الشيح محمد وتل الصوفاني وتل الوحش وتل الغر وتل القرود وتل بصول وتل الثوم وتل
المنشية وغيرها ...
لمحة تاريخية يقال ان الموضع الذي قتل فيه جالوت كان في بيسان من أرض الغور ، اشتهرت بيسان في العصر الحجري النحاسي
( 5000-3000) ق.م وفي العصر البرونزي ( 3200- 1200) ق.م ، وفي أوائل الألف الرابع قبل الميلاد سكن بيسان
أقوام كانوا يعيشون في خيام مصنوعة من جلود الحيوانات .
وفي عهد الكنعانيين ( 2500- 1000) ق.م ظلت بيسان من المدن والمواقع الرئيسية لهم في فلسطين ، وعاشت مدينة
بيسان وغيرها من مدن ذلك الزمان أياما من العز والمجد والفخار ، إلا ان يد الدمار قد طالتها على يد
الفراعنة المصريين ، فدمَرها تحوتمس الثالث حوالي عام 1475 قبل الميلاد ، وأعيد بناؤها من جديد .
ظلت بيسان تحت سيطرة المصريين حتى أيام رعمسيس الثالث عام 1198 ق.م ، ولم يتمكن اليهود من ضمها بقيادة يوشع
رغم الكثير من المحاولات ، بل يذكر أنها علقت على أسوارها جسد ( شاول ) اليهودي وأولاده الثلاثة أثر مقتلهم
في معركة جلبوع حوالي عام 1004 ق.م .
انتشرت فيها اللغة المصرية القديمة أكثر من انتشارها في أية بقعة أخرى من فلسطين ، ولا زالت تحتوي بيسان
وقراها على الكثير من الآثار المصرية القديمة ، وورد ذكرها في نصوص اللعنة المصرية القديمة Execration Texts
خاصة في السجلات المؤرخة بالألف الثاني قبل الميلاد ، مما يدل على أنها كانت ترتبط بصلات حضارية وثيقة مع مصر
آنذاك .
شهد قضاء بيسان أحداثا دامية طارت شهرتها خفاقة في بطن التاريخ وعلى فترات زمنية متباعدة قديما وحديثا ومن
أشهر هذه المعارك التي وقعت في هذه المنطقة وما يحيط بها من البلدان ،معركة مجدو / تل المتسلم عام 1468 ق.م غرب
بيسان استطاع فيها تحتمس الثالث ان يهزم حلف الدويلات الكنعانية ومعركة فحل / بيسان عام 13 هـ /625 م بعد
تولي عمربن الخطاب الخلافة بخمسة أشهر وأمير الناس أبو عبيدة بن الجراح وسميت هذه المعركة بواقعة فحل ويوم الردغة
ويوم بيسان حيث تمكن فيها المسلمون من هزيمة الروم شر هزيمة وأكملوا القتل والتشريد فيهم وكان عدد جيش الروم
(80) ألفا وقتل فيها قائده سقلار بن مخراق Sakellarius ومساعده نسطوريوس Nesturos ، وابتدأت المعركة في فحل
شرقي نهر الأردن وانتهت في سبخات بيسان غربي النهر،بعد ان بثق الروم جسور نهر جالود في بيسان وفجروا مياهه
لإغراق جيش المسلمين إلا أنها كانت المصيدة القاتلة لهم ، ومعركة كوكب الهوا 584 هـ / 1189 م بين الصليبيين والمسلمين
بقيادة صلاح الدين الأيوبي الذي أخرجهم منها وغنم أموالهم بعد قتال شديد استمر قرابة عام ، وكذلك معركة عين
جالوت 658 هـ /1260 م بين المسلمين بقيادة بيبرس والتتار ( المغول ) بقيادة كتبغا نوين الذي قتل في المعركة
وانهزمت فلول التتار ( المغول ) إلى مدينة بيسان فلحق بها الجيش المملوكي بقيادة السلطان قطز وأطبق عليهم في
وقعة ثانية وصفت بأنها أعظم من الوقعة الأولى وقتل من المغول خلق كثير واستولى المسلمون على أسلحتهم وخيولهم
مسطرين بذلك أعظم مفخرة وأروع انتصار على التتار ( المغول ) في ذلك العصر، كما وقعت معركة بين المماليك
والعثمانيين عام 922 هـ انتهت بانتصار العثمانيين بقيادة سنان باشا وسقوط قضاء بيسان بأيديهم حتى العام
1918 م.
وسطر أبناء بيسان بطولات رائعة في أحداث عام 1936 م وفي عدَة مناطق من القضاء منها نسف ثلاث عربات من قطار
بيسان – جسر المجامع ، واستشهد قائد فصيل المجاهدين حسين العلي التم الحذفيدات الصقور، والشيخ محمد الحنفي وعبد العزيز
الصقر والشيخ عبد الغني أبو رحال وغيرهم، كما هاجموا دوائر الحكومة البريطانية في مدينة بيسان وحرقوا أنابيب
البترول المارة من قضاء بيسان إلى حيفا ودمَروا الجسور وخرَبوا السكك الحديدية وقطعوا أسلاك الهاتف واحتلوا مركز
بوليس الّزراعة وغير ذلك.
وفي عام 1948 م هاجم مجاهدو جيش الإنقاذ بقيادة المقدم السوري محمد صفا المستعمرات التي أقامها اليهود على أرض
قرية الزَراعة وفي نفس العام أيضا وقعت معركة حامية بين العراقيين واليهود في كوكب الهوا بعد ان نسف اليهود
جسر المجامع على نهر الأردن لإعاقة دخول القوات العراقية منه ، واحتلها العراقيون من 15 أيار 1948 م حتى مساء
17 أيار 1948 م، ثم هاجمها اليهود بقوات كبيرة ، اضطر العراقيون للانسحاب ودخول اليهود إلى القرية مساء 18
أيار 1948 م بعد ان خسر العراقيون 23 شهيدا.
كما هاجم اليهود في الوقت نفسه مدينة بيسان مرتين آنذاك دحروا في الأولى ، واحتلوها في الثانية بعد معركة شديدة
استمرت لمدة ثلاث ساعات متواصلة .
في أقوال الجغرافيين والرحالة
لقد رصد الجغرافيون والرحالة العرب في بطون كتبهم ومؤلفاتهم ملامح شهرة بيسان من حيث موقعها وغزارة مياهها
وكثرة نخيلها، فعدّها ابن خرداذابة المتوفى عام ( 280 هجري/ 893 م ) إحدى كور الأردن المشهورة ، وأنها على
الطريق المؤدية من دمشق إلى الرملة (1) ووصفها ابن المقدسي المتوفى في نحو عام 375 هجري /958 ميلادي بكثرة
زراعاتها وبساتينها ونخيلها وغزارة مياهها ، قائلا :[ بيسان على النهر، كثيرة النخيل ، و أرزاز فلسطين
والأردن منها ، غزيرة المياه رحبة ، إلاّ أن ماءها ثقيل (2) ويضيف بقوله:
{ يقع مسجدها في سوقها التجاري ويسكنها كثير من الأتقياء والمتدينين ] (3) ، كما قال عنها الوزير الفقيه
البكري الأندلسي المتوفى عام 487 هجري/ 1094 ميلادي :[ بيسان بفتح أوله وبالسين المهملة موضعان أحدهما بالشام
تنسب إليها الخمر الطيبة، قال فيها الأخطل (4) :
وجاءوا ببيسانية هي بعدما يُعلُّ بها الساقي ألذّ وأسهل .
ووصفها عبد الكريم السّمعاني المتوفى عام 562 هجري / 1166 م ، بقوله : [ بيسان من بلاد الغور من الأردن ،
بين الشام وفلسطين ويقال هي لسان الأرض ، وبها عين الفلوس من الجنة ، وهي بلدة حسنة بها نخل كثير ، أقمت بها يوم
في متصرفي من بيت المقدس ، وقد ورد ذكرها في حديث الجساسّة حيث قال لبني عم تميم الداري : وماذا فعلت نخل بيسان ؟!
والمشهور بالنسبة إليها .]. (5) ، أما الإدريسي فكتب عنها :[ ينمو حولها قصب السامان الذي تصنع الحصر ، وهذا
النوع من القصب لا ينبت إلا حولها ولا يضاهيه في جودته قصب آخر في جميع سورية ] (6)، وكتب عنها أيضا الهروي المتوفى
عام 616 هجري/ 1220 م :
[ مدينة بيسان قيل بها جامع ينسب إلى عمر بن الخطاب ، وبها عين الفلوس ، قيل هي من أجمل العيون
الأربع ] (7) ، وذكرها شهاب الدين العمري المتوفى عام 749 هجري / 1348 م بأنها أشهر وأكبر مدن الغور وذات قلعة
قديمة (8)، وكذلك ورد ذكر وصفها على لسان عدد من الرحالة الأجانب الذين زاروا المنطقة ومنهم جودريش فرير من
خلال رحلته عبر أراضي سورية عام 1903 م ، والحاج الروسي دانيال الذي مر بها عام 1107 م و هـ . ب . تريسترام
من خلال رحلته في المنطقة (9) ، وغيرهم من الرحالة .
معالمها التاريخية والحضارية تؤكد آثارها القديمة المكتشفة على عراقة هذه المدينة وأصالتها التاريخية، فقد كانت بيسان احد المواقع الحضارية
الهامة في فلسطين ، ويحيط بها العديد من التلال التي تجمع الخرائب الأثرية القديمة والمحتوية على بقايا أبنية سكنية
ومقابر ومعابد ومسارح وميادين وأسوار وغيرها .
ومن آثار الكنعانيين فيها ألواح حجر البازلت في آثار معبد ميكال في بلدة بيت شان( بيسان ) في القرن الخامس عشر
قبل الميلاد ، كما عثر على الرمح في بيسان وبقايا قلعة مصرية وجد عليها لوحات تعود بتاريخها إلى عهد سيتي الأول
ورعمسيس الثاني وتحتمس الثالث تبين المهندس المعماري ( آمون أوبت ) وأخاه وهما يتعبدان ويؤيدان صلاة جنائزية
على الطريقة المصرية للإله الكنعاني " ميكال " إله العاصفة ، والذي عرف أيضا بإله بيت شان (بيسان ) ، كما
اكتشف في بيسان نصب سيتي الأول على ورق البردى، ونصب الأسد وكميات من الفخار الغسولي والقرمزي في بعض تلالها ،
وكذلك بعض القلاع والمسارح والهياكل والكنائس والأبنية القديمة وميادين السباق للخيل ومدافن وقناة وجسور وقطع
معمارية ودير متهدم يرجع للعصر البيزنطي ، ( ومدرج روماني يعد أعظم اثر روماني أبقت عليها الأيام في
فلسطين سليما ، حيث يبلغ قطره ( 75 قدما ) ويتسع لخمسة آلاف متفرج ، وله سبعة أبواب مزدوجة كل مدخل منها
يؤدي إلى غرفة ذات سقف مقبب كانت تحفظ فيها الوحوش والضواري التي تلعب في الملعب ) (10) ، وقناطر جسر روماني
على نهر الجالود ، وبقايا قلعة كوكب الهوا الصليبية ، وبقايا برج روماني وكنيسة في تل المصطبة وبقايا خان
وعقود وأعمدة ومدافن وبركة في الخان الأحمر ، وبقايا قلعة رومانية في الطيبة . ومن أشهر أحياء مدينة بيسان
قبل عام 1948 م : الجدّيدة ، الخرائب ، البيادر ، الحلبي ، أم سرّيسة ، العلبي ، التل ، المحطة ، الشرقي ، المركز،
الحسبة ، الغربي ، الطاحونة ، وكانت شوارعها معبدة وبجانب كل شارع قناة مياه صغيرة تجري فيها المياه باستمرار ،
وعلى جوانبها أشجار مختلفة وفي نهاية كل شارع وبدايته صنبور مياه للشرب للمارة في الشوارع .
كانت بيسان تعج بالعديد من الدوائر والمؤسسات الخدماتية قبل عام 1948 م ومنها بلدية بيسان التي أنشئت بعد
الحرب العالمية الأولى ، وقد عملت البلدية على تعبيد الشوارع وإنارتها ومنح تراخيص الأبنية وجمع النفايات على
عربات الخيل كما أوصلت خدمات الماء والكهرباء إلى منازل المواطنين فيها ، ومركزا للشرطة ومحكمة للصلح وأخرى
شرعية ، ومركز صحي ومكتب بريد وحديقة حيوانات وجمعية تعاونية ومحطة للمحروقات وخزان كبير للمياه ومكتبا
لشركة الكهرباء ، كما يوجد في بيسان مسجد كبير وقديم ينسب إلى عمر بن الخطاب وبعضهم يقولون عنه الجامع العمري
يتسع لحوالي ألف مصل ، وهناك مساجد أخرى في قرى السّامرية وجبّول ودنّة وغيرها ، ويمر في بيسان الخط المتفرع من خط
حديد الحجاز الذي كان يسمى بطريق الحج الشامي ، ليصل إلى مدينة حيفا على البحر الأبيض المتوسط ، ومن أسواق
بيسان التجارية قبل عام 1948 م نجد سوق الحلال (الخميس ) شمال المدينة ، وسوق الحب ( الحبوب ) في وسطها ، وسوق
الخضار ( الحسبة ) في وسطها أيضا ، وسوق الصاغة (الذهب والمجوهرات ) ، وكانت بيسان داراً لضرب النقود والعملات
في زمن الرومان واليونان والمسلمين ، وقد اكتشفت فلوس أموية في جرش عام 1953 م من ضرب بيسان في العهد الإسلامي
الصرف كتب عليها : لا اله إلا الله وحده محمد رسول الله ( المدار ) بسم الله ضرب هذا الفلس في بيسن ( 11 ) وقد ضمت
مدينة بيسان مدرستان واحدة للذكور والثانية للإناث بالإضافة إلى عدد من المدارس في قرى القضاء ومنها شطة
وقومية والمرصص وسيرين والطيبة.
ومن أشهر علماء وفقهاء وأدباء قضاء بيسان رجاء بن حيوة بن جرول الكندي ، وعبد الرحيم بن علي البيساني
الملقب بالقاضي الفاضل، وعبد الوارث بن الحسن الترجمان البيساني ، وإمام الصخرة محمد بن إبراهيم البيساني ،
وابن خطيب داريا محمد بن احمد الأنصاري الخزرجي الدمشقي ، وقاضي بيسان شمس الدين ملكشاة ، واحمد بن موسى
البيساني ، والقاضي نجم الدين البيساني ، والمقرئ احمد بن محمد البيساني ، والحسن بن محمد البيساني ، ومحمد بن
احمد أبو بكر البيساني ، وسارية بن أبي زنيم البيساني ، ومحمد بن إسماعيل الكفربطناوي ، والقديس كيرلس
البيساني .
بيسان على لسان الشعراء
لقد ورد ذكر بيسان على لسان نخبة من شعراء العربية ، وها هو الفتح علي بن الساعاتي يذكرها في وصفه
لانتصارات صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين ( 13 ) :
أدرت على الفرنج وقد تلاقت جموعهم عليك رحى طحونا ففي بيسان ذاقوا منك بؤسا وفي صفد آتوك مصفـــــدينا لقد جاءتهم الأحداث جمعـا كأن صروفها كانت كمينــــا وخانهم الزمان ولا مـــلام فلست بمبغض زمنا خـؤونا
ويقول أبو نواس بعد أن مر بها في طريقه إلى مصر (14 ) :
وقاسين ليلا دون بيسان لم يكد سنا صبحه للناظرين ينير وأصبحن قد فوّزن من نهر فطرس وهن عن البيت المقدس زور طوالب بالركبان غزة هاشم وفي العز ما من حاجهن شقور ويتغنى بها شاعر فلسطين عبد الكريم قائلا ( 15 ) :
شعراء الجليل والشاطئ الغربي !.. انتم طلائع الفرسان شعركم – مثلكم – خلودا ويسري من" فلسطين" فيه نفح الجنان من" شفا عمرو" الجريحة و"البروة" من"كوكب الهواء" ومن " بيسان" زنتم الليل بالحروف نجوما يا أحبائي في أحب مكان تتحدون بالقوا في المدماة نضالا ، عصابة الشيطان طلع الشعر فوق أرضكم الخضراء غرسا مخضّب الأغصان
ويتأسى الشاعر محمود مفلح على ضياع بيسان قائلا (16 ) :
الدمعة في عيني .. وفي قلبي تسكن بيسان تتعرّى في ذاكرتي نخلا ترقص مثل جواد يرسم أحداق العشاق ويصل في لهف المسجون إلى مفتاحك.. يا سجّان تتهادى مثل شراع .. يبحث مجهودا في نزق الموج .. عن الربان
ويقول الشاعر احمد السّقاف ( 17) :
وكيف خليت"حيفا" بعد نكبتها وهل مررت على"عكا"و "بيسانا" ودير ياسين حدّث عن فجيعتها ففي فجيعتها بعث لموتانا خف الدخيل إليها وهي آمنة فراح يذبح أطفالا ونسوانا
هذه قصة قضاء بيسان أرضا وإنسانا ، وقصة مدينة بيسان التي بكى عليها الزمن ، لنسأل الله أن يرد عنها
غربتها ويفك أسرها ، لتعود بوابة النصر والجهاد ، وكما يقولون – من بيسان تغزى الأوطان .
| |
|
رشاد
| موضوع: رد: بيسان أرض البطولات 5/2/2010, 04:05 | |
| | |
|
b.inside
| موضوع: رد: بيسان أرض البطولات 5/2/2010, 04:07 | |
| | |
|
theredrose
| موضوع: رد: بيسان أرض البطولات 25/6/2011, 02:07 | |
| | |
|