_التربية البيتية الصارمة التي لا تعطي للولد حق الاختيار وتسلبه إرادته
إذ إن الانسان يجب أن يدرب منذ صغره وتدريجياً على اختيار ما ينفعه والاقدام عليه.
وقد تنتقل حالة التردد إلى الأولاد من آبائهم المترددين فيتعلم الأولاد منهم ذلك
ويظنونه في بداية أمرهم حسناً.
_وقد تظهر حالة التردد عند الأولاد الأذكياء والميالين للكمال
فانهم لا يقتنعون بالاختيار بسهولة
بل يطمحون إلى أن تكون أعمالهم دوماً صحيحة مئة في المئة
فكلما اختاروا أمراً ترددوا فيه بحثاً عن الأفضل.
_وأحياناً ينتج التردد عن ضعف في الأعصاب بحيث لا تستقر على حال
وما يشبه الوسواس، فكلما اختار الفرد أمراً شك فيه وقلق بشأنه وتردد.
_ويمكنك أن تتغلب على التردد في حياتك باتباع هذه النقاط:
• إذا كنت تتردد في كل موقف يقابلك، فاسأل نفسك هذه الأسئلة "لماذا التردد؟" وهل لديك خبرات أو معلومات تغنيك عن التردد أم أنه التردد فقط لعدم الإلمام بالشيء؟ وهل هو خوف من تحمل المسئولية وحدك نتيجة لاختيارك وقرارك. . . وبإجابتك عن هذه الأسئلة تستطيع أن تعرف نقطة الضعف لديك وتبدأ منها للتغلب على التردد.
• لا تفقد الثقة في نفسك إذا واجهك صديق أو زميل وقال لك: "لماذا أنت متردد هكذا؟" إذ يلزمك الوقت والعزيمة والمداومة، حتى تستطيع التغلب على ترددك واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.
• هناك قرارات هامة في حياة كل إنسان مثل: الالتحاق بكلية معينة اختيار العمل، الخطبة والزواج . . . فلابد من أن يكون هناك وقت كاف ودراسة شاملة قبل اتخاذ القرار والتسرع من أخطر الأمور التي تكتنف هذه القرارات.
• لا تعتمد اعتماداً كلياً على رأي الآخرين في موضوع خاص بك وحدك بل ضع كل الآراء في اعتبارك، وليكن اتخاذ القرار النهائي لك وحدك، وباقتناع تام دون ضغط.
• تعوّد على تحمل المسئولية، وابدأ بالمسئوليات الصغيرة، أو البسيطة واطلب ممن حولك أن يسندوا إليك بعض المسئوليات، حتى تستطيع التدريب على تحملها. وبإحراز النجاح والتشجيع ممن حولك، تكون قد خطوت خطوة نحو الثقة وعدم التردد.
• اطلع بقدر ما تستطيع على ثقافات متعددة وزد حصيلتك بالقراءة واكتساب المعرفة والمعلومات فكل هذه الأشياء تساعدك على عدم التردد، وعلى الكلام والتحدث بثقة.
• لا تلُم أو تبكِّت نفسك بقسوة إذا ضاعت منك فرصة بسبب ترددك فكل إنسان مهما كان عمره أو درجة تعليمه، يحتاج إلى التدريب على اكتساب المزيد من المعرفة والثقة بالنفس. وتذكر أنه لا يوجد إنسان لم يُضع بعض الفرص بسبب تردده فالإنسان يتعلم دائماً من أخطائه حتى يتغلب عليها، كما يتعلم أيضاً من أخطاء الآخرين.
• ابدأ بطريقة عملية من الآن، فإذا كنت بصدد شراء ملابس أو أشياء خاصة بك ولا تستطيع الذهاب بمفردك، ولكن يلزمك أن يكون معك أحد أصدقائك أو أقاربك ليعطي لك رأيه فجرٍّب أن تذهب بمفردك وخذ فكرة ولا تشتر، ثم اذهب مرة أخرى وستجد نفسك تختار نفس ما اخترته سابقاً، وبهذا تتعرف على ذوقك وما يناسبك، وتستطيع شراء ما تحتاجه دون تردد.
• وفي حياتك الروحية حارب التردد بالصلاة والطلبة بلجاجة من أجل أن تكتسب المعونة الإلهية بأن تستطيع أن تتخلص من التردد وتكتسب الثقة بالنفس دون تسرع في اختيارك أو إتخاذ قراراتك المختلفة
وهكذا يتم تدريب النفس على الاقدام ولو تدريجياً على الأعمال الصغيرة ومن ثم سائر الأعمال.
ومن المهم هنا تغيير الأفكار فان الطموح نحو الكمال جيد ولكن بقدر الامكان،
كما يجب عدم الخوف من الخطأ
ومن الكمال أن يكتسب الانسان الأفضل بتجربة الأشياء، لا تجنبها.