--------------------------------------------------------------------------------
كانت كزهرة الياسمين ...وفراشات الحب والأنين ترفرف بجناحيها حولها في بستان الأمل ...حينها كانت راقدة أسفل شجرة الصفصاف تستظل بها من لوعة الشمس ...وتنظر إلى الأفق البعيد وتحلم بأن تكون كالطائر المهاجر في سماء الحرية ...تبحث عن الدفء في وطن آخر بين الحين والحين ...ولكن في غفلة من سكونها ...داهمها الإحساس بالوحدة ...لتدرك إنها أسيرة الشجن ...تقيدها الذكريات وتحطم آمالها في العثور على لحظات الحب على مسرح الحياة ...وتبقى أقنعة الرياء والزيف مسيطرة على عقلها الذي شرد لزمن بعيد ...ويغتاب طفولة قلبها الصغير ...ليطعنها بخنجر اليأس ...
وفجأة يلاحقها طيفه الذي رحل عنها منذ سنوات ...ليجفف دموعها المتلألأة كنجوم السماء ...فتلاحقه بعينيها ليبقى ساكنا في ميناءها ...وترسومعه بعيدا عن الأمواج العاتية المتلاطمة في شاطىء الأحلام ...تحاول أن تسلو به لحظات من الألم والأهات ...ولكنها أدركت أنها أوهام عاشت بها كسراب قطرات الندى في بيداء شاسعة قاحلة ...فبدأت تذبل الزهرة لفراق من أحبته بإخلاص وعرفت معه أسمى معانى الحب والوفاء...وجسدها النحيل تأسره علتها ونزيف جراحها ...ولم تعد زهرة الياسمين كسابق عهدها بل تحطمت ورحلت إلى العالم الآخر لعلها تجده بين يديها ليضمد جراحها