ما حكم قبول هدايا أصحاب الشكاوى في الدوائر الحكومية
موظف حكومي يعمل في دائرةِ إيصالِ شَكاوَى المواطنين إلى المسئولين . وبعد حَلّ بعض الشكاوى ؛ يُهْدي أصحابُها لهذا الموظفِ هدِيّةً بدون طَلَبٍ منه . فهل يجوز له قَبُولها؟
إجابة الشيخ أسامة العتيبي حفظه الله حول سؤال قبول الموظفين الحكوميين لهدايا أصحاب الشكاوى:
هذا صاحب الوظيفة لو كان لا يعمل فيها وإنما كان من عامة الناس هل سيهدوه هدايا؟
الجواب لا إنما أهدوه بسبب أنهم يريدون مكافأته على عمله الواجب الذي كلفه به وليُّ الأمر فهذا لا يجوز له أن يقبل هديتهم هذا من الغلول هدايا العمال غلول حتى ولو لم يؤثر في سير عمله لأن الهدية إنما استحقها بسبب عمله المَنُوط به من قِبَل ولي الأمر ، الناس يتهادون فيما بينهم بسبب صداقة، بسبب محبة، معروف خاص، هذا لا بأس به أما شيئ وظفته الدولة ستمتلئ مكاتب الموظفين بالهدايا ويصبح باب من أبواب الفساد وهو موجود للأسف في كثير من القطاعات الحكومية في كثير من الدول واالله المستعان إذاً لا يجوز إعطاء الهدايا بسبب هذا العمل الذي يعمله الموظف من تلقاء نفسه أو بِِمُوجِبِ وظيفته لا يجوز ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: " هدايا العمال غلول" والله أعلم
مع أن الصحابي إبن اللُتْبِية رضي الله عنه الذي كان بعثه الرسول عليه الصلاة والسلام مصدقاً قد جاء بهدايا ومعلوم أن الصحابي عدل وأنه (يعني) نُحَسِّن ظننا بأصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه لم يأخذ شيئاً مقابل أنه (يعني) يخفِّْفْ عنهم بل أخذ الزكاة كما أمره الرسول صلى الله عليه وسلم لكن الناس أعطوه هدايا بموجب أنه يعمل مع الرسول صلى الله عليه وسلم وجاء فأعطوه هدايا ولو لم يكن بقصدٍ سيئ وذلك لأن المجتمع مجتمع الصحابة مجتمع مع الأطهار نحن نحسن الظن بهم جميعاً رضي الله عنهم إذاً الرسول عليه الصلاة والسلام لما جاءوا بهذا الصحابي وقال هذا لك وهذا لي وذكر أنها هدايا قال: هلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر هل يأتيه من ذلك شيئ
إذا كان إذا كانت هذه الهدية سببها الوظيفة فلا يجوز فلا يجوز ذلك والنبي عليه الصلاة والسلام (يعني) بذلك يحسم مادة الشر لأن هذا الباب إذا فتح سيكون سبيلا لإفساد ضمائر الموظفين والله المستعان.