السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله يا أهل التوحيد
عندي سؤال أرجو ممن لديه إجابة أن يساعدنا فيها
أو انقلوا السؤال لأي شيخ.
نص السؤال
ما حكم القول أن السماوات شفافات؟؟؟
وكيف نرد على ذلك إن كان لا يجوز إطلاق هذا القول؟
وبارك الله فيكم،،،
هؤلاء من سبقوا الإمام السعدي في أنَّ السموات شفافة!
أرجو عند إيراد مثل هذه الأسئلة التي تتعلق بكلام عالم من العلماء بل من أئمة عصرنا ألا وهو الشيخ السعدي-رحمه الله- فعلى السائل توضيح هذا في السؤال حتى يكون الشيخ المجيب على دراية ومزيد تأني في نفيه أو إثباته بخلاف عندما يورد السائل السؤال وكأنه نقل هذا الكلام عن ناس من العامة أو نحوهم.
ثم السؤال عن حكم قول كذا؟ فلا يكتفى بمدى صحة القول بل يمتد للحكم على القائل!! فأرجو -بارك الله فيكم- التنبه لمثل هذه الأمور، وأنا أبغض هذا عندما يكون في كلام معاصر بل على السائل التسمية يقول ما رأيكم في فلان أو قول فلان؟! كما نبه عليه الشيخ محمد المدخلي -وفقه الله- فكيف بإمام من أئمة المسلمين نريد أن نحكم على قوله والله المستعان، وأعتذر عن الشدة التي قد تكون مبالغة وقد تكون السائلة لم ترد أيًا من هذا ولم يَدُر في خلدها كل هذا، لكن أنا اهتبلتها فرصة، لأن هذا ذكرني بصنيع قديم ما زالت الدعوة السلفية تتأذى منه فأرجو المعذرة والله أعلم
وأظن- والظن لا يغني عن الحق شيئا- سبب السؤال هذه المشاركة في سحاب:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]والحمدلله قد وقفت على جماعة ممن قالوا هذا قبل الإمام السعدي ودونكم البيان:
1- قال الرازي في تفسيره:
لمسألة الأولى : {السَّمَآءَ الدُّنْيَا} القربى ، وذلك لأنها أقرب السموات إلى الناس ومعناها السماء الدنيا من الناس ، والمصابيح السرج سميت بها الكواكب ، والناس يزينون مساجدهم ودورهم بالمصابيح ، فقيل : ولقد زينا سقف الدار التي اجتمعتم فيها بمصابيح أي بمصابيح لا توازيها مصابيحكم إضاءة ، أما قوله تعالى : {وَجَعَلْنَـاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَـاطِينِ } فاعلم أن الرجوم جمع رجم ، وهو مصدر سمي به ما يرجم به ، وذكروا في معرض هذه الآية وجهين : الوجه الأول أن الشياطين إذا أرادوا استراق السمع رجموا بها ، فإن قيل : جعل الكواكب زينة للسماء يقتضي بقاءها واستمرارها وجعلها رجوماً للشياطين ورميهم بها يقتضي زوالها والجمع بينهما متناقض ، قلنا : ليس معنى رجم الشياطين هو أنهم يرمون بأجرام الكواكب ، بل يجوز أن ينفصل من الكواكب شعل ترمى الشياطين بها ، وتلك الشعل هي الشهب ، وما ذاك إلا قبس يؤخذ من نار والنار / باقية الوجه الثاني : في تفسير كون الكواكب رجوماً للشياطين أنا جعلناها ظنوناً ورجوماً بالغيب لشياطين الإنس وهم الأحكاميون من المنجمين.
المسألة الثانية : اعلم أن ظاهر هذه الآية لا يدل على أن هذه الكواكب مركوزة في السماء الدنيا ، وذلك لأن السموات إذا كانت شفافة فالكواكب سواء كانت في السماء الدنيا أو كانت في سموات أخرى فوقها ، فهي لا بد وأن تظهر في السماء الدنيا وتلوح منها ، فعلى التقديرين تكون السماء الدنيا مزينة بهذه المصابيح.
واعلم أن أصحاب الهيئة اتفقوا على أن هذه الثوابت مركوزة في الفلك الثامن الذي هو فوق كرات السيارات ، واحتجوا عليه بأن بعض هذه الثوابت في الفلك الثامن ، فيجب أن تكون كلها هناك ، وإنما قلنا : إن بعضها في الفلك الثامن ، وذلك لأن الثوابت التي تكون قريبة من المنطقة تنكسف بهذه السيارات ، فوجب أن تكون الثوابت المنكسفة فوق السيارات الكاسفة ، وإنما قلنا : إن هذه الثوابت لما كانت في الفلك الثامن وجب أن تكون كلها هناك ، لأنها بأسرها متحركة حركة واحدة بطيئة في كل مائة سنة درجة واحدة ، فلا بد وأن تكون مركوزة في كرة واحدة.
واعلم أن هذا الاستدلال ضعيف ، فإنه لا يلزم من كون بعض الثوابت فوق السيارات كون كلها هناك ، لأنه لا يبعد وجود كرة تحت القمر ، وتكون في البطء مساوية لكرة الثوابت ، وتكون الكواكب المركوزة فيما يقارن القطبين مركوزة في هذه الكرة السفلية ، إذ لا يبعد وجود كرتين مختلفتين بالصغر والكبر مع كونهما متشابهتين في الحركة ، وعلى هذا التقدير لا يمتنع أن تكون هذه المصابيح مركوزة في السماء الدنيا ، فثبت أن مذهب الفلاسفة في هذا الباب ضعيف. ا.هــ
ونقله الثعالبي في تفسيره وأبوحفص الحنبلي في "اللباب.." والفاسي في "البحر المديد.."
2- قال الحافظ ابن كثير-رحمه الله-:
يخبر تعالى أنه زين السماء الدنيا للناظرين إليها من أهل الأرض { بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ } ، قرئ بالإضافة وبالبدل، وكلاهما بمعنى واحد، فالكواكب السيارة والثوابت يثقب ضوءها جرم السماء الشفاف، فتضيء (2) لأهل الأرض ا.هـ
وقال عند قوله تعالى : وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ "
وقال الحسن بن أبي الحسن البصري: { ذَاتِ الْحُبُكِ } : حبكت بالنجوم.
وقال قتادة: عن سالم بن أبي الجَعْد، عن مَعْدان بن أبي طلحة، عن عمرو البكالي، عن عبد الله بن عمرو: { وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ } : يعني: السماء السابعة.
وكأنه -والله أعلم-أراد بذلك السماء التي فيها الكواكب الثابتة، وهي عند كثير من علماء الهيئة في الفلك الثامن الذي فوق السابع، والله أعلم. وكل هذه الأقوال ترجع إلى شيء واحد، وهو الحسن والبهاء، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما (1) ، فإنها من حسنها مرتفعة شفافة صفيقة، شديدة البناء، متسعة الأرجاء، أنيقة البهاء، مكللة بالنجوم الثوابت والسيارات، موشحة بالشمس والقمر والكواكب الزاهرات. ا.هـ
3- قال الحافظ البقاعي في "نظر الدرر.."
ولما كانت السماء شفافات قال : ( فيهن ) أي السماوات جميعهن ( نوراً ) أي لامعاً منتشراً كاشفاً للمرئيات ، أحد وجهيه يضيء لأهل الأرض والثاني لأهل السماوات ، ولما كان نوره مستفاداً من نور الشمس قال : ( وجعل ) معظماً لها بإعادة العامل ( الشمس ) أي في السماء الرابعة ( سراجاً ) أي نوراً عظيماً كاشفاً لظلمه الليل عن وجه الأرض وهي في السماء الرابعة ، وروى ابن مردويه وعبد الرزاق والطبري عن ابن عباس وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم : ( إن الشمس والقمر وجوههما مما يلي السماء ، وأقفيتهما إلى الأرض ) ا.هــ
4- قال الإمام الشوكاني في "فتح القدير..."
{ ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح } بين سبحانه بعد خلق السموات وخلوها من العيب والخلل أنه زينها بهذه الزينة فصارت في أحسن خلق وأكمل صورة وأبهج شكل والمجيء بالقسم لإبراز كمال العناية والمصابيح جمع مصباح وهو السراج وسميت الكواكب مصابيح لأنها تضيء كإضاءة السراج وبعض الكواكب وإن كان في غير سماء الدنيا من السموات التي فوقها فهي تتراءى كأنها كلها في سماء الدنيا لأن أجرام السموات لا تمنع من رؤية ما فوقها مما له إضاءة لكونها أجراما صقيلة شفافة ا.هـ
5- وقال العلامة الآلوسي -رحمه الله-:
ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا أي متطابقة بعضها فوق بعض وتفسير التطابق بالتوافق في الحسن والإشتمال على الحكم وجودة الصنع ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت عدول عن الظاهر الذي تطابقت عليه الأخبار من غير داع إليه
وجعل القمر فيهن نورا منورا لوجه الأرض في ظلمة الليل وجعله فيهن مع أنه في إحداهن وهي السماء الدنيا كما يقال زيد في بغداد وهو في بقعة منها والمرجح له الإيجاز والملابسة بالكلية والجزئية وكونها طباقا شفافة ..الخ كلامه.
وقال:
قيل المراد بالسماء الفلك الأعلى وقيل الفلك الثامن لظهور الصور الدالة على البروج فيه ولذا يسمى فلك البروج وقيل السماء الدنيا لأنها ترى فيها بظاهر الحس نظير ما قيل في قوله تعالى ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وقيل الجنس الشامل لكل سماء لأن السماوات شفافة فيشارك العليا فيما فيها السفلى لأنه يرى فيها ظاهرا وإذا أريد بالبروج النجوم فقيل المراد بالسماء الفلك الثامن لأنها فيه حقيقة وقيل السماء الدنيا وقيل الجنس على نحو ما مر ا.هـ
وقد تكرر مثل هذا في كلامه كثيرًا وناقش في مكان النجوم.
وقد ورد مثل هذا في تفسير أبي السعود وهكذا مواضع أخرى.
ولامانع من عرض السؤال لكن مع إيراد بعض من قال بهذا القول من علماء السنة والتفسير، ثم يكون السؤال عن صحة هذه المقولة؟
__________________
قال ابن عيينة: ليس العاقل الذي يعرف الخير و الشر, إنما العاقل الذي إذا رأى الخير اتبعه, و إذا رأى الشر اجتنبه.
(الحلية ج8\339)
مختارات:
*هل صح عن أبي بكر -رضي الله عنه- تغطيته لرأسه حال دخول الخلاء ؟ وهل يستحب ذلك؟ [نظرة حديثية وفقهية]
*خمس أوجه مختصرة واضحة في نقض استدلال المعطلة بقول إبراهيم-عليه السلام- ( لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ) على إنكار الصفات الفعلية أو (قيام الحوادث به سبحانه) [من كلام ابن تيمية-رحمه الله]
*هل لطالب العلم أن ينقل ويتكلم في الجرح والتعديل؟ [كلام جيد من الشيخ محمد المدخلي وتخوفه من نقل كثير من طلبة العلم (بالمعنى) والتشدد والتساهل في هذ الباب]
*يُطلق أهلُ الحديث والتَّصوّف وأئمّةُ الفقهاء وطائفةٌ مِن أهل الكلام عبارةَ "أصول الدّين"على..[وهل هذا التقسيم منكر مطلقًا؟][التعليقات على الطحاوية وشرحها (2)]
*من خرج على الحاكم الكافر لتغييره لا يسمى خارجيًا ولا باغيًا وإن أخطأ في تقدير قدرته على تغييره وحصل الفساد [(صالح آل الشيخ) نصيحة لبعض إخواننا]