تسأل قارئة هل تسبب اللحوم الملوثة بكتيريا الإى كولاى؟
يجيب على هذا التساؤل دكتور هشام الخياط أستاذ الكبد والجهاز الهضمى قائلا: بكتيريا الإى كولاى أربعة أنواع رئيسية أشرسهم هى التى تخترق الغشاء المخاطى للقولون والبكتريا النازفة، وتتم العدوى بمثل هذه الأنواع عن طريق تناول اللحوم غير الناضجة والملوثة بالبكتيريا أو اللبن أو الماء الملوث بالبكتيريا أو العصائر الملوثة أو عن طريق تلوث الطعام من براز المريض مصاب نتيجة عدم غسل الأيدى بشكل جيد وتحضير الطعام.
كما أنه من الممكن أن تنتقل العدوى عن طريق الخضروات الملوثة بروث الأسمدة الطبيعية سواء من حيوانات الحقل أو الروث البشرى الذى يحمل الميكروبات، وهذا ما حدث فى أوروبا، حيث إن العدوى تمت عن طريق تناول الخيار والطماطم والخص الملوث بهذه البكتيريا عن طريق استخدام أسمدة ملوثة.
وقد تم إصابة المرضى البالغين فى ألمانيا نتيجة لعدم وجود مناعة عندهم لنظافة البيئة الأوروبية وعدم وجود عدوى سابقة لهؤلاء المرضى مما جعل البكتيريا شرسة للغاية، وقد سبق أن حدثت فضيحة كبرى فى أمريكا فى أواخر الثمانينيات بمطعم شهير بأمريكا من جراء هذه البكتيريا، حيث تناول رواد المطعم لحوما ملوثة بهذه البكتيريا والتى نتج عنها إصابة العديد من رواد المطعم ووفاة عدد من المرضى بسبب هذه البكتيريا، وقد تم الحكم على هذا المطعم الكبير بغلق فروعه وتعويض المتضررين والوفيات بملايين الدولارات نتيجة الإهمال الجسيم من هذا المطعم.
ونؤكد أن علاج هذا النوع من البكتيريا بالمضادات الحيوية مثل مركبات "الكوينولون" قد تكون فعالة إذا أعطيت بشكل مبكر جدا وفى اليوم الأول من الإصابة أو العدوى ولكنها لا تكون فعالة على الإطلاق إذا أخذت متأخرة، ويتم علاج المرضى بإعطاء المحاليل والأدوية التى تعالج الأعراض مع عدم اختلاط المريض بالأصحاء حتى يتعافى تماما ورغم وجودها فى مصر ولكنها لا تؤثر على البالغين بصورة كبيرة نظرا لوجود مناعة لأغلب الناس فى مصر من تكرار العدوى ولكن هناك بعض الفئات التى تكون معرضة للإصابة بهذه البكتيريا مثل مرضى نقص المناعة والأطفال وكبار السن.