يحكى أنّ ..
رجلٌ وقف يراقب ولعدةِ ساعاتٍ فراشةً صغيرةً داخل شرنقتها التي بدأت بالانفراج رويداً ..
رويداً وكانت تحاول جاهدةً الخروج من ذلك الثقب الصغير الموجود في شرنقتها وفجأة سكنت
وبدت وكأنها غير قادرة على الاستمرار !ظن الرجل بأن قواها قد استنفذت ولن تستطيع الخروج
من ذلك الثقب الصغير ثم توقفت تماماً ..
عندها شعر الرجل بالعطف عليها وقرر مساعدتها فأحضر مقصاً صغيراً وقص بقية الشرنقه
فسقطت الفراشة بسهولة من شرنقتها ولكن بجسمٍ نحيل ضعيف وأجنحةٌ ذابلة ..
وظل الرجل يراقبها معتقداً بأن أجنحتها لن تلبث أن تقوى وتكبر وبأن جسمها النحيل سيقوى
وستصبح قادرةً على الطيران ولكن لم يحدث شيئاً و قضت الفراشة بقية حياتها بجسم ضعيف
وأجنحة ذابلة ولم تستطع الطيران أبداً ..
لم يعلم ..
ذلك الرجل بأن قدرة الله عز وجل ورحمته بالفراشة ..
جعلتها تنتظر خروج سوائل من جسمها إلى أجنحتها حتى تقوى وتستطيع الطيران
أحياناً ..
يقوم البعض بالتدخل في أمورِ الآخرين ظناً منهم بأنهم يقدمون خدمةً إنسانيةً ..
وأنّ الآخرين بحاجةٍ إليهم وإلى مساعدتهم
ولكنهم لا يقدرون الأمور حق قدرها فيفسدون أكثر ممّا يصلحونوقد قالها الرسول الحبيب
صلّى الله عليه وآله وسلّم ( من حسنِ إسلامِ المرء تركه ما لا يعنيه)
وأحياناً ..
يقوم البعض بتبني أفكار الغير مِن مَن يحبونهم بغض النظر عن صحتها أو زيفها ..
وكان من أحبوهم ملائكةً لا يخطئون وأنّ الآخرين جميعهم أشرار وحاقدين
فتجدونهم يجادلون ويحاربون بل ويفعلون ما لا يقتنعون بهِ
رضوا بأن يكونوا إمعات ونسوا بأنّ العقول تفكر وأن القلوب لا تصنع قرار
وكثيراً ..
كثيراً جداً نجد من يقولون ما لا يعرفونو يدّعوا العلم الكامل ..
وتناسوا أنّ الكمال لله عز وجل
فمجرّد أن تسأله أجابك ..
وربما قبل نهاية السؤال يأتيك الجواب ..
يعتقدون بأنهم يعلمون كل شيء حتّى و إن كذبوا
فالأهم عندهم هو إشباع غريزتهم في الإفتاء
و تجاهلوا ..
من قال لا أدري فقد أفتى ..
أحياناً ..
نحتاج إلى الصراع في حياتنا اليومية ..
وإذا ما قدّر الله لنا الحياة بلا مصاعب فسنعيش مقعدين كسيحين وربما لن نقوى على مواجهة
تحديات الحياة فالحياةُ أخذ وعطاء سؤالٌ و جواب
خلقنا الله عز وجل أقوياء لنواجه تحديات الحياة
ووهبنا سبحانه العقول لنفكر بها .. نتدبّر .. نبتكر ونتطوّر
فقد علم سبحانه وتعالى بأننا سنقع في المشاكل صغيرها وكبيرها فأعطانا الحكمة لحلّها
إن طلبت التوفيق والسداد ..
فستجد أن الله أعطاكَ العقل والجسم لتعمل ..
لا أن تأكل و تشرب و تحلم .. وإن وإن ..
وإن لم تحصل على شيء مما طلبت
فاعلم بأنّ الله عز وجل أعطاك المعاول ولكنك فضلت العمى ..
عشْ .. حياتك بلا خوف .. واجه الصعاب ..
وأثبت لنفسك و للآخرين قدرتك على اجتيازها ..