يسأل قارئ ما الحساسية وعلاقتها بالتغيرات الموسمية وما أنواعها المختلفة؟
يجيب على السؤال الدكتور هانى الناظر، زميل الكلية الملكية للأطباء ورئيس المركز القومى للبحوث السابق وأستاذ الأمراض الجلدية، قائلا: "تعتبر الحساسية من الأمراض المؤرقة للكثير من المصابين بها بكافه أنواعها وأشكالها خاصة فى فترة ما بين الفصول والتغيرات الموسمية من الشتاء إلى الربيع ومن الصيف إلى الخريف، وذلك نظرا لارتباطها بعدة عوامل".
ويأتى العامل النفسى والعصبى فى مقدمتها ثم تناول نوع معين من أنواع الطعام أو الشراب، بالإضافة إلى ارتداء الملابس ذات الألياف الصناعية كالبوليستر والنايلون وبعض أنواع الأصواف، والتى تتفاعل مع الجلد مباشره فتحدث الإصابة بالحساسية والأعراض المصاحبة لها من هرش وحكة واحمرار بالجلد.
وعن أنواع الحساسية يقول الناظر: الحساسية كمرض جلدى يصيب الجلد، وهى عبارة عن رد فعل جسم الإنسان لجسم آخر غريب عليه عندما يتعرض إلى مادة بروتينية خارجية، عندئذ يفرز الجسم أجساما مضادة لتتعامل مع هذه البروتينات الخارجية، فينتج عن ذلك ما يعرف بالحساسية الجلدية، نتيجة لهذا التفاعل بين الأجسام المضادة وهذه البروتينات الخارجية، ولنضرب مثلا على ذلك عندما يتعرض جلد الإنسان أحيانا لبعض المواد التى قد تخترقه من البيئة المحيطة.
ويفرز الجسم على الفور ما يسمى بالأجسام المضادة، فتتفاعل مع هذه المواد الداخلية أو الغريبة عنه وينتج عن ذلك أن تقوم مجموعة من الخلايا بالجلد تعرف باسم "الماسك سيلز" بإفراز كيماويات معينة على رأسها مادة "الهيستامين" والتى ينتج عنها التمدد فى الشعيرات الدموية والشعور بالحكة فى المكان المصاب ومن الأمثلة الأخرى على الحساسية "لدغة الحشرة" بالناموس، مثلا عندما يقوم بامتصاص دم الإنسان فإنه يفرز مادة داخل الجلد أثناء عمليه الامتصاص تؤدى إلى توارد أو تدفق الدم لهذه المنطقة نتيجة حساسية الجلد لهذا المادة، فيؤدى ذلك إلى احمرار الجلد وتورمه ورغبة شديدة فى حكة، وهذا يعتبر نموذجا مبسطا للإصابة بالحساسية التى قد تأخذ أشكالا عديدة كالارتيكاريا والإكزيما.
وهناك نوع آخر من الحساسية نطلق عليه الحساسية الموضوعية وهى التى تحدث عندما يلامس جلد الإنسان بعض المواد المعدنية أو الكيماوية ونتيجة لخلل داخلى فإن الجسم يعتبر هذه المواد أو الكيماويات مواد غريبة عنه فيتفاعل مباشرة معها مسببا الالتهاب الموضعى والذى يعرف بالحساسية الموضوعية ويعتبر الأسمنت أو الجبس من هذه المواد الكيماوية.
وهناك بعض أنواع العطور المستخدمة وبعض أنواع الأساور المعدنية أو جلد بعض الساعات جميعها تسبب الإصابة بهذا النوع من الحساسية الموضوعية.