رفوف الحُلم .. بأوراق الأسى تزخر
تنوء بها .. ولا تهتم .. وأنت حُلْميَ الأطهر
أتوق إليه .. وتمنعني قـُـتامةُ حظي الأغبر
فهل أدراك ؟ .. وما أدراك ؟ .. وأنت الغائب الأكبر
تُسائِلني عن الأفراح ؟ .. وعن سَعدي الذي أدبر ؟
وعن شمسي اللتي تاهتْ ؟ .. وبَدْرٍ غابَ ما أقمر ؟
وعن عزمِ القُوى خارت ؟ .. وعن قهرٍ بيَ استأثر ؟
وشيءٍ من شقا الأيام ؟ .. وحُزنٍ طال فاستهتر ؟
يسود القلب يملَؤُهُ .. وهل قلبي من المرمر ؟
تُسائلني ؟ .. وقَد تعلم .. أن الحُلم لا يُقهر
سأحفظ سِرّك المدفون .. سأحفُظُهُ ولن أجْهَر
سأحفظ وُدّك المخزون .. سأحمٍلُهُ ولن أحْسَر
سأغلقُ دونه الأبواب .. كلص ٍّ "طاشَ" في مخفر !
سأمنَعُهُ ولن يَمضي .. كدمعٍ مات في المَحجَر
أُكِن ُّ الصمتَ في قلبي .. وصمتُ جسور لا يُكسر
وربي يعلم المكنون .. وأنت من الهوى أطهر
ماذا أكتُب ؟
لا .. لا .. لا شيء
لاشيء أكتُبُهُ إليك هنا .. سوى أنني كنتُ أختنق .. ولكنك كنتَ وقبل الإغماءة .. قد منحتني فرصة للتنفس .. !
كثير من الشكر لك
آآسَفُ .. أن الكآبَةَ تُطبق جدرانها هذه الساعة
ولكنها أكثر مايغريني بالكِتابة ..
بالضبط كما تفعل الأحلام عندما تزدحم .. تُغرينا بالحياة ..
وبدون ذلك .. لستُ أهتم لها أبداً
أريد ألا أكتب عن حُلم !
ربما أريد أن أكتُبَ عن شيء آخر .. أيّ شيء آخر !
كنتُ قد قطعتُ وعداً بذلك ..
فوضعت نقطة في منتصف الوهم .. وعُدتُ من أول سطر جديد ..
فوجدتُني أبدأ بـ( أحلُم ) ! .. !
تُرى .. ! ؟
أحلم ؟؟ .. !
حتامَ ؟
أعلم أيها الحظ العاثر ..
أن سفينتنا بعدُ لم ترسو ..
تأخرَتْ عن يوم الوصول ..
حتى أصبحت أكبر أمانينا .. فقط أن ننجو !
بالرغم من أنها "هاهي" .. شواطئ الأحلام تبدُو ..
تبدو .. هناك بالقرب .. عن بُعد ! ..
وقد تكسر مجدافُنا الأوحد ! ..
وقاربنا مازال يطفو ..
ينقاد بكل ضعف .. لرغبة الموج ..
إلا أننا لسنا مستعدين بعدُ .. للغرق ! ..
ولاتزالُ في الأعماق .. آمالنا المُتأرجحة .. كأفعال المَد والجزر .. آلام ٌ رغم أمل !
.
.
.
.
تتأرجح ؟ .. !
حتامَ ؟
أصواتُنا يسبقها الصدى ..
ذاك أنها تَخرُجُ مُثقلةً بالأشياء ..
وصداها يأتينا مُسرِعاً من كُل صوب .. !
فتحار أسماعُنا .. ونتساءل !
إِذ نسمع أصواتاً تُشبِهُنا :
تـُرى من الذي تحدث بالنيابة عنا ؟!
ومن الذي أفشى مكنون أسرارِنا ؟!
وما علمنا أنها أصواتنا ..
تجوب الفضاء دائماً .. ولايَسمعُها أحد .. ..
سِوَانَا ...
عفوك يارب ..
همسة في أذني .. عند كل نوبة نائبة
هذان البيتان يملآنني أمالاً رغم ألم :
رويدك فالهموم لها رتاج
وعن كثب يكون لها الفراج
ألم تر أن طول الليل لما
تناهى حان للصبح البلاج ؟