الرسم وسيلة من وسائل التعبير الفني عن انفعالات الانسان تجاه الكائنات والاشياء . فكما يصوغ الشاعر مشاعره في تراكيب لفظية متساوقة, ويترجم الموسيقي أحاسيسه الى الحان متناغمه , كذلك يحول الرسام انطباعاته الى اشكال وألوان متناسقة.
والرسم حرفة ممتعة أيضا اذا ماتذكر المرء دائما أن كل القواعد وضعت لتخرق مثلما وضعت لتحفظ. فالقواعد ليست اكثر ولا اقل من خطوط عريضة ترشد المبتدئ الى طريق الابداع الحقيقي.
وبعبارة اخرى , ان الفنان الاصيل هو ذلك الذي يسعى بإستمرار الى التجديد والابتكار . فالتقيد بالقواعد لايتيح أبدا للفنان إمكانية انتاج اعمال فنية ذات قيمة , إذ أن العمل الآلي الروتيني , هو وحده الذي ينصاع للقواعد
و لا يمكن للعمل الخاضع للقواعدأن يتمخض الا عن نتائج عادية, نتائج ليس لها من سمة سوى الدقة والانتظام .
هنا يمكن القول بان الموهبة هي الأساس , فمن حرم من الموهبة , لن يتجاوز أبدا حدا معلوما , هو الحد الذي فيما وراءه يبدأالفن بحصر المعنى . بيد ان الموهبة ,حتى تكون خصبة ومعطاء , لابد ان تصقل باستمرار , فالرسم فن يفترض ان نلم بقواعده ونتقن اصوله , والرسام لابد ان يمتلك ثقافة وسيعة , ودربة طويلة الامد بقدر أو بآخر.
وبما انه لا خير في تفكير أو تعبيرينفصل عن الحياة , لذلك لا يجوز للفنان ان يركن الى التأملات الذهنية , بل عليه ان يغادر المنطقة المسطحة من ذاته كي يغوص في واقع الحياة المعاشة , ليعبر عما يجيش في صدر الانسان , ليوقظ مشاعره الراقدة , وليرفعه الى علو كل ماهو نبيل وسام . فالظيم من الفنانين كان دائما خبيرا بالنفس الخبيرة بقدر خبرته باشكال الواقع الخارجي , ولم تغب عن نظره ارفع الاهتمامات الانسانية .
ان الانسان لغني بالخيروالشر, بالاشياء السامية والوضيعة على حد سواء , لذا دع رسوماتك تنبض بالحياة , وتشجع على سمو النفس وورفعتها , وتجمع بين الدقة في التفكير والجمال في التعبير.