حكم الجلوس للتعزية
لم يكن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا من عادة السلف الصالح، اجتماع أهل الميت، أو جلوسهم للتعزية، فقد مات للنبي صلى الله عليه وسلم زوجتان في حياته إحداهما فريدته وأم أكثر أولاده خديجة رضي الله عنها ومات جميع أولاده ما عدا فاطمة رضي الله عنها وقال في ابنه إبراهيم: "العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون".
ومن الادلة على كراهة الجلوس للتعزية :
ما رواه جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال : ( كُنا نَعدُّ الاجتماع إلى أهل الميتِ ، وصنعة الطعام بعدَ دفنهِ من النِّياحة ( . رواه ابن ماجه الحديث رقم 1612 وصححه الالباني .
وقد اتفق الائمة مالك والشافعي واحمد على كراهة الجلوس للتعزية. وقد نقل هذا الوزير ابو المظفر الشيباني في كتابه اختلاف الائمة العلماء ص189 وقال الحنفية هو خلاف الاولى. سواء كان ذلك في المنزل ام غيره. ونقل هذا الشيخ عبدالرحمن الجزيري في كتابه الفقه على المذاهب الاربعة 1/471
ومن الادلة عند الحنفية :
قول ابن عابدين الحنفي : ( وقال كثير من متأخري أئمتنا : يكره الاجتماع عند صاحب البيت ، ويكره الجلوس في بيته حتى يأتي إليه من يعزي ، بل إذا فرغ و رجع الناس من الدفن فليتفرقوا و يشتغل الناس بأمورهم ، وصاحب البيت بأمره ) . كتاب رد المحتار على الدر المختار لابن عابدين. ( 2/149 )
ومن الادلة عند المالكية :
قول الإمام أبو بكر الطرطوشي المالكي : ( قال علماؤنا المالكيون : التصدي للعزاء بدعة مكروهة ) . كتاب الحوادث و البدع للإمام العلامة أبي بكر محمد بن الوليد الطرطوشي ( ص 170 )
ومن الادلة عند الشافعية :
قول الإمام الشافعي : ( وأكره المآتم وهي الجماعة - وإن لم يكن لهم بكاء - فإن ذلك يجدد الحزن ، ويُكلف المؤنة ) . كتاب الام 1/248
ومن الادلة عند الحنابلة :
قول الامام احمد لما سئل عن اولياء الميت يقعدون في المسجد يعزون ؟ فقال : اما انا فلا يعجبني ) . مسائل الإمام أحمد رواية الإمام أبي داود السجستاني صاحب السنن ( ص 189 رقم المسألة 922 )