الإسلام فى اليونان
خلال النصف الأول من القرن الثالث الهجري قام المسلمون بفتح عدد من الجزر اليونانية, وقد كان ذلك بالتحديد عام 210هـ, وكان ذلك الفتح إيذاناً بدخول الإسلام إلى اليونان, واستمر تواجد الإسلام في هذا البلد طوال الفترات التاريخة اللاحقة, وخلال مدة الدولة العثمانية شهد الإسلام في اليونان أزهى فتراته, ونشأ مجتمع إسلامي في ذلك البلد حتى قد وصل عدد المسلمين فيه إلى حوالي 68% من نسبة السكان. وخلال الفترة العثمانية من تاريخ اليونان ترك المسلمون خلفهم آلاف المساجد, وتحول بعضها بعد خروجهم وزوال حكمهم إلى متاحف. وبالنظر إلى ذلك الماضي الزاهر للإسلام في اليونان فإنه لا يوجد حتى الآن مسجد رسمي للمسلمين في العاصمة اليونانية أثينا ولا في أغلب المدن اليونانية, لكن هناك مئات الزوايا التي يؤدي فيها المسلمون صلواتهم, كما أن السلطات اليونانية تسمح لهم باستخراج تراخيص تسمح لهم بإقامة صلوات الأعياد والتراويح في رمضان في الشوارع. أما في المنطقة الغربية من اليونان وهي منطقة (تراقيا) فإن أوضاع المسلمين فيها أفضل من بقية المناطق اليونانية, حيث يوجد لهم في مدينة كوملجنة حوالي خمسة عشر مسجداً كبيراً وعشرات المساجد الصغيرة, كما أن المظاهر الإسلامية المتمثلة في مآذن المساجد لا تزال ماثلة في القرى التي يسكنها الأتراك المسلمون.
وفي الآونة الأخيرة أعطت السلطات اليونانية المسلمين حق بناء مركز إسلامي ومسجد في أثينا, ودعت الحكومات العربية لتمويل هذا المشروع, واختارت لذلك موقعاً على الطريق الموصل إلى مطار أثينا, لكن تلك المحاولة تعثرت برفض بعض الجهات اليونانية إنشاء هذا المركز, مبررين معارضتهم بأن وجود مسجد على طريق المطار من شأنه أن يعطي صورة للسياح مفادها أن اليونان بلد إسلامي.