[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]انها التجربة التي تم فيها اخفاء مدمرة أمريكية عن الانظار بفعل عدة مجالات غريبة و أصيب طاقمها بالجنون
يبدأ بحثنا بالصحفي (جون كارنبتر ) ، الصحفي في جريدة محلية صغيرة في بوسطن عندما التقى بالمصادفة بالبحار ( فيليب دوران ) في مقهى ..
وعندها أخبره فيليب بتلك الحادثة ..
ولكن نظراً لأن فيليب كان مجنونًا .. فلم يعره جون اي اهتمام ..
لولا أن صاحب المقهى أخبره بأن فيليب هذا كان يعمل بالبحرية الأمريكية قبل أن يجن وخرج منها عام 1944 بسبب جنون صنعه الخوف ، وأنه قضي بعض الوقت في مصحات نفسيه ..
ولكن الذي جذب جون حقاً هو أنه عندما سأل صاحب المقهى عن مكان عمل فيليب .. أخبره صاحب المقهى أنه كان يعمل في فلادليفا
فأسرع جون يجري وراء فيليب الذي كان قد غادر المقهى وهو يطلب منه أن يقص على مسامعه ما يعرفه عن هذه الحادثة ......
اينشتين !!
منذ وضع نظريته النسبية عام 1905 ، سجل ألبرت أينشتين اسمه في تاريخ العلم الحديث كواحد من أكثر العلماء عبقرية وجرأة ,
ولأن طبيعة العلماء تدفعهم دوماً للبحث والدراسة مهما حققوا من نتائج ومن نجاحات .. فقد اشتغل العالم الفذ منذ أوائل عام 1916 في دراسة ما أطلق عليه اسم ( نظرية الحقل الموحد )
ففي ذلك الحين راودت أينشتين فكرة ألا تكون الجاذبية الأرضية قوة على الاطلاق بل مجرد خاصية من خواص ما أسماه الزمكان .. أو ارتباط طاقة الزمن بالمكان ..
وتمادى أينشتين في بحثه هذا الى درجة قوله بأن ما نطلق عليه اسم المادة ليس أكثر من منطقة حدث فيها تركيز بالغ القوة لطاقة ذلك الحقل الموحد بحيث صارت ملموسة ومحسوسة ..
بإختصار أراد صاحب النظرية النسبية أن يثبت أن المادة هي صورة من صور الطاقة .. وليس العكس ..
وعلى الرغم مما يتمتع به اينشتين من مصداقية في الأوساط العلمية والفزيائية .. الا أن نظريته الجديدة قوبلت بشيء من التحفظ والحذر باعتبار أن كل قواعد العلم تؤكد أن المادة والطاقة يتواجدان جنباً الى جنب في الحياة و أن المادة لا يمكنها أن تتحول الى طاقة بالاحتراق أو التبخر مثلاً في حين تقول نظرية أينشتين الجديدة أن كل ما يحدث هو أن الطاقة تعود الى حالتها الأولى فحسب عندما تتحلل من صورتها المادية ..
وعلى الرغم من الاعتراضات العديدة واصل اينشتين العمل في نظريته هذي وفي محاولة منه لاثبات أن الجاذبية ليست قوة في حد ذاتها وانما هي تأثير من تأثيرات الاندماج أو التناغم بين عدة قوى اخرى على رأسها المجالات الكهرومغناطيسية للأرض ..
وفي عام 1927 بدأ اينشتين يمزج نظريته هذه مع نظرية تبادل الطاقة التي تقول ان كل نوع من الطاقة يمكن أن ينشأ من نوع آخر منها تماماً كما يمكن توليد الكهرباء بواسطة مغناطيس في المولدات الكهربية العادية في نفس الوقت يمكن فيه توليد المغنطيسية من الكهرباء كما نجد في المغنطيس الكهربي ..
وهنا وضع العالم الفيزيائي العبقري يده على حقائق نظرية الحقل الموحد ....
وهذا الحقل هو ما ينشأ من مزج الطاقة الكهربية بالمجال المغنطيسي للأرض والجاذبية الأرضية والأشعة الكونية والنووية معاً ..
وطوال عمره الذي تجاوز السادسة والسبعين ظل اينشتين وحده في هذا الملعب يسعي لاثبات نظرية الحقل الموحد في حين يصر باقي العلماء على أنه يطارد هدفا ًوهمياً في محاولة عابثة لإيجاد قواعد لنظام الفوضى ( على حد قولهم ) ..
ولكن هناك بعض الأدلة التي تشير الى أن اينشتين قد أجرى بالفعل تجربة عملية على تأثير الحقل الموحد هذا ..
وأنها كانت تجربة رهيبة ...
الى أقصى حد ...
ففي نيو جيرسي عام 1954 وعندما لحق الصحفي جون كاربنتر بذلك الرجل فيليب دوران الذي يتصوره سكان بلدته مجنوناً وجمعتهما جلسة واحدة هادئة قال فيليب الآتي :
( كان هذا في اكتوبر 1943 عندما أخبرونا أنهم سيجرون تجربة خاصة جداً على سلاح جديد لو نجح فسيؤدي الى سحق الإسطولين الألماني والياباني معاً بأقل خسائر ممكنة .. وفي ذلك اليوم اجتمع كبار القادة في فلادليفا .. في القاعدة البحرية هناك وجاء بعض المدنيين ، أحدهم كان طويل الشعر أشيب صاحب شارب كث أثار سخرية البحارة ... وكان من الواضح أنهم يولونه اهتماماً بالغاً وهو يشرف على تركيب بعض الأجهزة التي لم أر مثلها قط ، ثم جاءت السفينة ( DE – 173) ...
كانت هناك سفينتان اخريان على جانبي السفينة ( DE – 173) وعلى متنهما تلك الأجهزة العجيبة ولقد راحتا تبثان طاقة ما نحو السفينة .. في البداية ، باديء الأمر أشبه بأزيز ينتشر في الهواء .. ثم تحول الي طنين قوي ، وبعدها أصبح ارتجاجاً عنيفاً جعلني اغلق عيني في قوة ورأسي يكاد ينفجر ، وعندما فتحتهما ثانية ، كان هناك ضباب رمادي حفيف يحيط بالسفينة ( DE – 173) .. ثم لم يلبث ذلك الضباب أن أصبح شفافاً وإختفت داخله السفينة تماماً حتى لم يعد يظهر سوى أثرها على سطح الماء ..
------ كنت أسمع صراخاً رهيباً ينبعث من الفراغ الذي تركته السفينه خلفها وكأنما يعاني بحارتها عذاباً يفوق احتمال البشر .. ولكن الكل أكدوا أنهم لايسمعون شيئاً وأنني أتوهم فحسب حتى عادت السفينة للظهور وعرفنا ما حدث .....
الرجال اصيبوا بصدمة هائلة .. بعضهم شعر بآلام مفزعة ، في كل خلية من جسده .. والبعض الآخر شاهد أشباحاً .. والبعض الثالث فوجئ بمخلوقات عجيبة تهاجمه .. المهم أنهم عانوا جميعا من عذاب لا مثيل له خلال الدقائق القليلة التي اختفوا فيها مع (DE – 173)
لم تكن هذه أول مرة يسمع فيها الصحفي جون بأمر تجربة فلادلفيا الرهيبة هذه ..
ففي عام 1953 التقى بضابط سابق من البحرية همس في اذنه بأنه قد سمع من بعض القادة القدامى أن تجربة علمية مدهشة قد اجريت في منطقة أمنية خاصة في ساحة البحرية في فلادلفيا لإخفاء مدمرة كاملة كوسيلة لإبتكار سلاح سري خفي قادر على مباغتة الأسطول الياباني في عرض المحيط الهادي ...
ومنذ ذلك الحين ترامى الى مسامعه الكثير من الأحاديث حول التجربة الرهيبة ولكنها كلها لم تحمل لمحة تأكيد واحدة مما جعله يتجاهل هذا الأمر برمته ولا يوليه الإهتمام الكافي بإعتبار أن كل ما يحدث مجرد شائعات أو امور أسئ فهم مدلولاتها كما يحدث في كثير من الأحيان ..
حتى التقى بذلك الرجل فيليب دوران ..
فعلى الرغم من أن الكل يعتبر فيليب هذا مجنونًا الا أن كونه أحد مشاة البحرية خلال الحرب العالمية الثانية في منطقة فلادلفيا بالذات كان يمنح حديثه شيئاً من المنطقية ..
ثم إنه أول شاهد عيان على ما حدث ..
والأغرب أنه عندما التقط جون صحيفة قديمة بها صورة بعض العلماء وطلب من فيليب أن يتعرف العالم الأشيب طويل الشعر كث الشارب ... أشار الى احد العلماء المشهورين وقال إنه هو ...
فأدرك جون أنه وصل الى مبتغاه ..
فالرجل الذي تعرفه فيليب في الصورة باعتباره ذلك الذي كان يشرف على الأجهزة في تجربة فلادلفيا لم يكن سوى أينشتين ....
(( ألبرت اينشتين )) شخصياً ..
وعلى الرغم من أن البحرية الأمريكية لم تصدر بياناً رسمياً حول الأمر .. الا أن أحد قادتها صرح عبر مؤتمر صحفي غير رسمي أن ما نشر مجرد خزعبلات وأنه من المضحك أن يقال إن إخفاء سفينة حربية كاملة يمكن أن يكون حقيقة واقعية ..
وبدلًا من أن يهدئ هذا التصريح الموقف ، فإنه أشعله بشدة ..
وبدأ جون يجري تحرياته على نطاق واسع بتمويل من إحدى الصحف الكبرى في واشنطن .. كما إضطر للإستعانه بثلاثة من المعاونين لفرز كل ما يصله من خطابات ورسائل وبرقيات ، لإختيار ما تلوح الجدية من بين سطوره .. وإستبعاد محاولات الشهرة والجدل العقيم ..
ولقد تأكد جون من أن فيليب دوران كان يعمل في قطاع الأمن في مشاة البحرية الأمريكية في فلادلفيا عام 1943 في أكتوبر بالتحديد .. كما حصل على وثائق تثبت عمل ( باتريك ماسي ) كخبير في الكهرباء وانتدابه من البحرية الى القيادة في واشنطن خلال عام 1945 مما يمنح شهادة الرجلين مصداقية لا بأس بها ..
ثم توصل لحقيقة مدهشة اخرى ..
فما يقرب من 66% من أفراد طاقم السفينة الحربية ( DE – 173 ) ، تم ايداعهم مصحات نفسية وعصبية خلال الفترة من نوفمبر 1943 حتى ديسمبر 1945 وبعضهم ظل هناك حتى منتصف الخمسينات ..
و تساءل جون في مقاله التالي :
___ أمن المعقول أو من المنطقي أن يصاب كل هذا العدد من رجال البحرية من سفينة واحدة باضطراب عقلي مشترك دون سبب واضح ؟؟؟!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وجاء السؤال كطعنة في الصميم لقيادات البحرية الأمريكية التي واصلت عدم التعليق رسمياً ولكنها – في الوقت ذاته – أخفت كل الوثائق المتعلقة بالسفينة المنكوبة ..
وعلى الرغم من توالي الشهادات من كل صوب على مكتب (جون كاربنتر ) ، ومن العشرات من بحارة طاقم (DE – 173) قد قصوا القصة نفسها .. وأيدوا ما قاله فيليب وباتريك إلا أن جميعهم كانوا يحملون شهادة طبية رسمية تؤكد أنهم ليسوا في حالتهم الطبيعية مما جعل شهادتهم بلا سند قانوني مؤكد ..
وربما كان هذا هو السبب الرئيسي الذي دفع قيادات البحرية الى إيداعهم هذه المصحات خلال فترة الحرب ومابعدها ..
وفي رسالة أحد البحارة وهو ( مايكل جريج ) ، المسئول الثاني عن الدفة ، قال الرجل :
( كنا على ظهر السفينة نعلم جيداً أنهم سيقومون بتجربة سلاح ما ، وكان معظمنا مفعم بالحماس ، ثم بدأت تلك المولدات الضخمة في العمل ، وشعرنا وكأن رؤوسنا ستنفجر ، وكادت قلوبنا تثب من صدورنا مع عنف خفقاتها وبعدها أحاط بنا ضباب أخضر كثيف ، وأظلمت الدنيا من حولنا ، وكأننا قد فقدنا أبصارنا ، فاستولى الرعب على معظمنا ، وراح الكل يعدو بلا هدف ، في كل مكان وكل إتجاه ، وتصورت أننا قد غرقنا في عالم آخر .. أو أن عقولنا قد أصابها الجنون ، مع تلك الهلاوس التي تراءت لنا ، فصديقي ( ميجور ) أقسم أنه يرى زوجته الراحلة ، والضابط ( براد ) راح يضحك في جنون ، والقبطان ( رود ) أخد يدير الدفة في حركات هيستيرية ، وهو يصرخ بأنه من الضروري أن نخرج من بحر الظلمات هذا ، أما أنا ، فقد التقيت بمخلوقات من عالم آخر ، أو هي وحوش ، أو لعلها هلاوس مجنونة .. المهم أن ما عانيناه هناك لم يكن عادياً أبداً ، بل كان يستحق أن نصاب من أجله بجنون حقيقي .)
كان هذا أول خطاب من أحد بحارة السفينة المنكوبة وإن كان إثبات هذا أمر مستحيلاً ، بعد أن أخفت البحرية كل الوثائق الرسمية ، وواصلت إصرارها على رفض التحدث عن الأمر على الرغم من سيل الخطابات وإهتمام الرأي العام ..
ثم وصل جون فجأة لخطاب خطير ..
خطير الى أقصى حد ..
هذا لأنه كان كافيا ليقلب الأمور كلها رأساً على عقب ..
استمر صراع جون كاربنتر طويلاً في محاولته لاثبات قيام البحرية الأمريكية بتلك التجربة الرهيبة التي حاولت فيها إخفاء سفينة بحرية كاملة لولا أن اصيب طاقمها بأضرار فادحة حتمت إيقاف التجربة وعدم تكرارها ..
وعلى الرغم من سيل الخطابات والرسائل .. ومن شهود العيان الذين وصفوا ما حدث على سطح السفينة ظل الأمر كله أشبه بلعبة عبثية مع غياب الدليل المادي الحاسم على حدوث تلك التجربة خاصة وأن كل الشهود كانوا من نزلاء المصحات النفسية السابقين ، ومن بحارة السفينة أيضاً ..
ومع مواصلة البحرية صمتها العنيد ، بدأ الموقف ينحسر .. وراح إهتمام العامة يقل تدريجياً .. وفجأة ..
وصلت رسالة بالغة الخطورة ..
رسالة تحمل توقيع العالم الفيزيائي المعروف ( ألند )
وفي رسالته قال (ألند) :
( لن يمكنكم أن تتصوروا عظمة تجربة اينشتين التي لم يعترف بها أحد .. لقد دفعت يدي حتى المرفق داخل حقل الطافة الفريد هذا بمجرد أن بدأ في التدفق في عكس اتجاه عقارب الساعة ، حول السفينة البحرية (de - 173) ، ولقد شعرت به يعبر يدي الممدودة داخله .. أما الهواء حول السفينة ، فقد تحول في بطء الى لون قاتم ، قبل أن يتكون سديم رمادي ضبابي أشبه بالسحاب الخفيف ، أظنه الجسيمات الذرية ، أو الهواء التأين حول السفينة ، التي راحت تختفي تدريجياً عن الأعين البشرية ..
هذا الحقل يوحي بأنه هناك كهربية صافية تحيط به بمجرد تدفقه .. ولقد كان من القوة بحيث كاد يبتلع جسدي كله ، عندما بلغت كثافته أقصاها ، إذ راح يتحرك بغتة في اتجاه عقارب الساعة وأظن أن هذا الانعكاس في الحقل ، هو سبب فشل التجربة .. )
رسالة كهذه ، من عالم له مكانته مثل ألند كانت تكفي لكسر حاجز صمت البحرية بعنف مما أجبر قيادتها على الإدلاء بتصريح غير رسمي قالت فيه بإختصار أقل ما يوصف به هو أنه مخل وغير مشبع :
( ----- لا يوجد في ملفات البحرية كلها ما يحمل إسم ( تجربة فيلادلفيا )
ولقد فجر هذا البيان المختصر موجة من السخط والغضب في كل الأوساط ..
بل موجه من السخرية ايضاً فقد كتب جون في مقالة التالي إنه لم يسمع أو يقرأ في حياته كلها بياناً أكثر سخافة وسذاجة من بيان قيادة البحرية هذا ، إذ أنه ليس بالضرورة أن تحمل التجربة في ملفات البحرية ، و أنه من المحتم أن يكون لها كود سري خاص مثل ( الرجل الخفي ) أو(الفراغ) أو أي إسم آخر ..
ثم عاد ينشر شهادة العالم البروفيسور ألند وكأنه يتحدى بها كل قيادات البحرية ..
كان من الواضح أن ( فالنتين) على علم بالتجربة في حينها ، وأن جيسوب أحد المشاركين فيها مما أثار مشاعر الكل ، ودفع سيلاً من الصحفيين ورجال الإعلام نحو فالنتين الذي فوجئ بهذا الجيش حوله وبآلاف الأسئلة التي تخترق اذنيه وعقله وكيانه كله ، فإرتبك وإضطرب .. وحاول نفي معرفته بالأمر ، على الرغم من إعترافه بإرسال تلك الرسالة إلى جون ، وكل ما قاله أمام الصحفيين هو :
( كل ما أعلمه هو أن الأمر يحتاج الى ثلاثة حقول من الطاقة المختلفة ، لتتناسب مع مستويات الفراغ الثلاثة ، وأن الأمر يرتبط بالرنين المغناطيسي الفائق على نحو ما )
وعلى الرغم مما قاله فالنتين ، فإن جيسوب أصر على الصمت التام ، ولم ينف أو يؤيد ما قاله زميله ورفض تماماً الإدلاء بأية أحاديث صحفية ، أو حتي إجابة سؤال واحد ...
وهكذا فقد جون دليلاً قويًا ، كان يمكن أن يحسم الأمر تماماً ..
ولكن حملته نجحت في تفجير القضية ، وفي دفع العقول الى التفكير في صحة ما حدث ..
بل ودفعت فريقاً من العلماء الى دراسة إختمالات حدوث تلك التجربة عملياً ..
وجاءت النتائج مدهشة ..
معظم العلماء أكدوا أن الأمر قابل للحدوث من الناحية العملية ، إذا ما أمكن توليد حقل كهرومغناطيسي فائق ، حول جسم ما ، مع الإستعانة بقوة الجاذبية الأرضية ، والرنين البالغ ، ولكن هذا لا يمكن أن يصلح ، من الناحية العملية ، بالنسبة للبشر والكائنات الحية ..
فالهدف من التجربة ، هو كسر الإنعكاسات الضوئية ، والوصول بمعامل الانكسار الى الصفر ، بحيث تعبر الأشعة من خلال الجسم مباشرة ، على نحو يجعله غير مرئي ..
ولو حدث هذا مع البشر ، فسيعني أن الضوء لن يسقط أو يستقر عند شبكية العين ..
وهذا يعني أن يصاب الانسان بالعمي التام ، فلا يرى من حوله سوى ظلام دامس ..
بل ، وكتب أحد العلماء مقالًا يؤكد فيه أن النظرية نفسها ، تجعل قصة الرجل الخفي للكاتب (هربرت جورج ويلز ) مجرد عبث غير علمي ، بإعتبار أن ذلك الرجل سيصبح أعمي ، يحتاج الى من يمد له يد المساعدة خلال فترة إختفائه ....
وخلال تلك الفترة ، إنتبه ( جون كاربنتر ) الى حقيقة مدهشة لم يحاول إستغلالها قط ، وهو يشن حملته هذه ، لإثبات حدوث تجربة فيلادلفيا الرهيبة ..
(ألبرت أينشتين )
فشهادة فيليب دوران ، في بلداية الأحداث كانت تشير الى أن اينشتين نفسه كان يشرف على تلك المولدات المغنطيسية في ساحة البحرية في فيلادلفيا في أثناء إجراء التجربة .. وإسم شهير مثله ، كفيل بإثارة الموقف كله ، على نحو مختلف تماماً ..
وهنا، وحتى لا يتورط جون فيما يمكن أن يدينه قانوناً ، راح يجري بعض الأبحاث حول حياة وعمل ( ألبرت اينشتين )
وكانت النتائج رائعة ..
ففي عام 1940 نشر أينشتين نظرية الحقل الموحد لأول مرة ، ثم تم تعيينه في البحرية الأمريكية كعالم له شأنه ، من 31 مايو 1943 وحتي 30 يونيو 1944 .. وكأنما كانت البحرية تحتاج الى وجودة الرسمي ، في هذه الفترة بالتحديد ...
والأهم أن اينشتين قد نقل مكتبه في البحرية الى فيلادلفيا ، كما تقول الوثائق الرسمية من 18 سبتمبر 1943 وحتى 30 اكتوبر من العام نفسه ..
ولكن الأكثر خطورة هو أن أينشتين قد أعلن منذ عامين فحسب ، رداً على بعض معارضي نظريته ، أن لديه نتائج تجريبية مقنعة للغاية ، عن العلاقة بين القوي الكهرومغنطيسية والجاذبية الأرضية , وإن لم يجد بعد دليلاً رياضياً على هذا ، مما يوحي بأنه قد شاهد تجربة عملية ، تؤكد كل هذا ..
ووفقًا للتواريخ والملابسات ، لابد أن تكون هذه هي تجربة ( فيلادلفيا)
ومع نشر هذا الأمر ، قامت الدنيا ولم تقعد ، نظراً لوجود إسم اينشتين هذه المرة مرتبطاً بالتجربة الرهيبة ..
واندفع جيش الصحفيين نحو ألبرت أينشتين هذه المرة ، وهو يمني نفسه بالحصول على سيل من المعلومات ، من هذا العالم العبقري البسيط ..
ولكن كانت في انتظارهم جميعاً مفاجأة ...
مفاجأة مذهلة ..
ومؤلمة بحق ......
وهي أن أينشتين لم يجب أي سؤال من أسئلتهم ..
لأنه عندما وصلوا الي منزله ، كان قد غادر الحياة كلها ، ومات في هدوء في عام 1955 ..
ومع رحيل اينشتين في هذا التوقيت الدقيق جداً ، خبت الحماسة فجأة بشأن تجربة فيلادلفيا ، ولم يعد أحد يتابع أخبارها أو حتى المقالات الحماسية التي يكتبها جون عنها ..
ومع الوقت ، نسي جون نفسه الأمر ، وبدأ يستغل شهرته في القاء المحاضرات وإقامة الندوات ، وسرعان ما تزوج ، وانشغل بعائلته الجديدة عن الأمر كله ..
وفي أوائل الستينات ، فوجئ الكل بعالم فيزيائي جليل وهو ( فرانكليني راينهارت ) يقول في حديث تليفزيوني مذاع على الهواء مباشرة :
( أينشتين كان يعرف جيدا تجربة فيلادلفيا وكان يعمل فيها منذ عام 1940 مع البروفيسور ( رودلف لارنبرج) ولقد طلبا مني معاونتهما في مشروع يتعلق باستخدام الحقول الكهرومغناطيسية القوية ،لإحاطة السفن والمدمرات بغلاف واق ، يؤدي الى إنحراف الطوربيدات بعيدا عنها .. ولقد بدأنا العمل في ذلك المشروع بالفعل ثم لم نلبث أن طورنا الفكرة الى اطلاق الحقل الكهرومغناطيسي في الهواء بدلًا من الماء لإخفاء السفن بصرياً .. وكل ما كان يقلقنا هو الآثار الجانبية التي قد تحدث نتيجة للتجربة وكان من ضمنها احتمال غليان الماء ، أو تأين الهواء حول السفينة ، أو أي من تلك الأمور التي تؤدي الى حالة من عدم الاستقرار ، إلا أن أحداً منا .. حتى أينشتين نفسه لم يفكر في إحتمالات إحلال الكتلة والتداخل بين الأبعاد )
عبارة البروفيسور راينهارت الأخيرة لم تكن مفهومة للعامة ، ولكنها أثارت في العقول إحتمالًا جديداً ، لم يخطر ببال أحد أبداً ، طوال فترة الحديث عن تجربة فيلادلفيا ...
ترى هل تسببت التجربة في حدوث فجوة بين الأبعاد المختلفة ، أم أنها فتحت بوابة الى عالم آخر ؟؟؟!!! ...
إحتمالات بدت كلها أشبه بالخيال العلمي ، على الرغم من علميتها المطلقة ..
ولقد حاول الصحفيون الاستفسار عما قاله الدكتور راينهارت ومعرفة ما الذي كان يعنيه بمصطلحي ( احلال الكتلة ) و ( التداخل بين الأبعاد )
ولكن راينهارت أيضا لم يجب عن اسئلتهم ، لأنه لقي حتفه في حادث سيارة مروع ، تمزق بعدها جسده تماماً ..
وهنا ، وعلى الرغم من عدم التصريح بهذا ، اتجهت أصابع الاتهام الصامتة الى السلطات الحكومية ، والى القوات البحرية الأمريكية بالتحديد ، باعتبارها المسؤولة عن مصرع راينهارت ، كمحاولة منها لإخراس الألسنة التي تثرثر بشأن موضوع تجربة فيلادلفيا الرهيبة ، ومحو أي أدلة مادية أو بشرية خاصة وأن فيليب دوران قد اختفي في ظروف غامضة ، بعد خروجه من ذلك المقهى البسيط ، على حدود (نيوجيرسي) ، في حين تم تعيين البروفيسور (ألند) في المخابرات المركزية بحيث يخضع لقانون السرية ، الذي يحظر عليه الكلام في الأمر أو في أي امور اخرى تتعلق بالأمن القومي ..
وأدرك الكل ، وعلى رأسهم جون كاربنتر نفسه ، أن الأمر يتجاوز حدود قدراتهم ، فلاذوا بالصمت التام ، باعتبار أن حياتهم أغلى من البحث عن حقيقة تجربة فاشلة ، أياً كانت معطياتها ..
ومرت السنوات في هدوء ، وأصدر ( تشارلز بيرلتز) كتاباً شهيراً عن تجربة فيلادلفيا في أوائل السبعينات وقد كان كتاباً رائعاً أنصحكم بقراءته لمن يريد الاستزاده عن هذا الوضوع ..
المهم ..
كنا عند كتاب ( تشارلز بيرلتز ) الذي بدا وكأنه آخر قول في هذا الأمر ، الذي انخفض الاهتمام به وتحول الى اسطورة غامضة ، تماماً مثل ( مثلث برمودا ) ، و( الأطباق الطائرة) ، و( وحش بحيرة لوخ نس ) وغيرها ..
ثم مات الدكتور جيسوب عام 1973 ، وهو آخر من ارتبط اسمه من العلماء بتجربة فيلادلفيا ..
وتنفس قادة البحرية الأمريكية الصعداء ، باعتبار أن هذا يحسم الأمر تماماً ، بعد سنوات من الشد والجذب ..
ولكن ( جيسوب ) كان قد ترك وراءه مفاجأه غير سارة لهم ..
مفاجأة تتمثل في خطاب بخط يده تركه لدى محاميه وطلب تسليمه الى جون كاربنتر بعد وفاته ...
وفي رسالته قال جيسوب :
( تجربة فيلادلفيا كانت كارثة حقيقية بكل المقاييس ، ولقد تنبأت بفشلها ، قبل حتى أن تبدأ ، فقد اعتمد فيها اينشتين على نظرية الحقل الموحد التي اعارضها بشدة ، وعلى مزج المجال الكهرومغناطيسي بالجاذبية الأرضية ، مع اشعاع نووي محدود ، والواقع انني قد التقيت ببعض ضباط وعلماء البحرية حول هذا الأمر ، وأخبرتهم أنها تجربة مهمة بحق ، ولكنها بالغة الخطورة ، وقاسية جداً على المتورطين فيها ، والذين سيتعرضون الى رنين مغنطيسي هائل ، وهذا يعادل ما يمكن أن نطلق عليه الطمس المؤقت للبعد ، الذي نحيا فيه .. شئ يخرج عن نطاق السيطرة ، ويمكن أن يؤدي الى اختراق بعدنا الى مستوى آخر ، أو بعد آخر .. ولكنهم لم يستمعوا الي .. ربما لأنني أقل شهرة من اينشتين ، الذي يعتبرونه اسطورة في الفيزياء .. المهم أن التجربة قد أجريت ، ونجح اينشتين في اثبات العلاقة بين أنواع الطاقة وحقول القوى المختلفة ، وأكد صحة الجزء الخاص بالاندماج في نظرية الحقل الموحد اذ اختفت السفينة بالفعل ، ولكن الحقل تسبب في خلق منطقة مضطربة ، بدلاً من الغياب الكامل للألوان ، كما أن وجود أفراد الطاقم المساكين داخل حقل عنيف للطاقة ، أصابهم باضطرابات وهلاوس عنيفة ، حتى أننا كنا نسمع صراخهم المذعور ، خلال الدقائق القليلة ، التي اختفت فيها السفينة ، كما لو أن أحداً داخلها يذبحهم ذبح النعاج .. )
وفي نهاية خطابه ، كتب جيسوب وكأنه يعتذر عن اشتراكه في التجربة الرهيبة :
( وأيا ً كانت النتائج أو حتى الفوائد المرجوة من هذه التجربة فلم يكن من الجيد أبداً أن أسمح لهم باجرائها ، أو أن اشارك فيها ... تقبلوا أسفي )
ونشر جون رسالة جيسوب ثم استقل سيارته للعودة الى منزله ..
ولكنه لم يصل اليه أبداً ..
لقد اختفى ( جون كاربنتر ) ، واختفت معه رسالة جيسوب الأصلية الى الأبد ، دون أن تتوصل التحقيقات المكثفة التي أجرتها الشرطة الى جثته أو حطام سيارته أو أدنى أثر له ..
بل و دون أي سبب سوى أنه تعدى حدوده في السعي خلف تجربة فيلادلفيا ، والعمل على سبر أغوارها وكشف أسرارها ..
وباختفاء ( جون كاربنتر ) أسدل الستار على تلك التجربة المذهلة ، ولم يعد هناك من يتحدث عنها ..
بجدية على الأقل ..
وعلى الرغم من أن كتاب ( تشارلز بيرلتز ) قد صدر في ثلاث عشرة طبعة حتى الآن ، إلا أن الاهتمام بتجربة فيلادلفيا قد تناقص عملياً ، حتى اقتصر الأمر على قراءتها ، والانبهار بما حققته ، نظرياً على الأقل ..
ومازال هناك علماء يصرون على أن هذا ممكن ..
وآخرون يستنكرونه بشدة ..
ومازالت هناك عشرات الأسئلة المطروحة ..
هل حدثت تجربة فيلادلفيا بالفعل ؟!
وماذا كانت نتائجها بالضبط ؟!
ولماذا التستر الشديد عليها ؟!
صحيح أن أحداً لا يعرف جواب تلك الأسئلة ، ولا حتى الاسم الحقيقي للتجربة ، في ملفات البحرية الأمريكية السرية ، ولكنها تحولت في الأذهان الى اسطورة غامضة ..
أسطورة حدثت في فيلادلفيا ، في اكتوبر 1943 ..
أسطورة تجربة ..
رهيبة جداً .