كل قد علم صلاته وتسبيحه
الحيونات تصلي وتسبح بكيفية يعلمه الله
يقول سبحانه وتعالى ( ... ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات ، كل قد علم صلاته وتسبيحه ... ) فماذا يعني قوله ( كل قد علم صلاته وتسبيحه )
ــ ( ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات )
هذه الآية تتكلم عن تسبيح المخلوقات الموجودة في السماوات والأرض ، ومن بين هذه المخلوقات ذكر الله لنا مخلوقات غير عاقلة وهي الطير ، فبين لنا أن الكل يسبح حتى هذه الطيور ، وبما أن هناك مخلوقات متنوعة بما فيها العاقلة والغير العاقلة وكلها تسبح لله أضاف الله لنا قوله ( كل قد علم صلاته وتسبيحه ) وهذه الجزئية تبين بأن كل هذه المخلوقات تصلي وتسبح والكيفية يعلمها الله ، وبما أن الصلاة تكون دائما مصحوبة بالتسبيح فهذا يعني أن هذا التسبيح المذكور في الآية هو التسبيح في الصلاة أو هو الصلاة نفسها ، أي أن قوله ( كل قد علم صلاته وتسبيحه ) يعني كل من هذه المخلوقات قد علم الله صلاته وتسبيحه فيها ، ولا يعني أبدا أن كل من أراد أن يصلي فليصلي بالكيفية التي يراها والله يعلم كيفيته ، فنحن الإنس علينا أن نصلي بالكيفية التي أنزلها الله في الكتاب ، أي قراءة القرآن وليس شيئا آخر ، وعلينا أن نسجد بعد هذه القراءة مرورا بالركوع على الأرض وليس الانحناء ، وعلينا أن نسبح في السجود ولا نتفوه بكلام غير التسبيح فلا نقوم بالدعاء مثلا ، وكل هذا مضبوط بوقت ومعين من عند الله ، وهذه الكيفية معلومة في الكتاب ولا مجال لتغييرها ، ولو لم تكن الكيفية معلومة من عند الله ما نزل التقصير في الحرب وما انقسم المصلين قسمين ، قسم يصلي والآخر يحرس ، وكيف يجتمع الناس على إمام وكل منهم له كيفيته ، فالتقصير في الصلاة في الحرب جاء نتيجة السجود الموحد الذي يجب على الكل عندما يسجد الإمام في الصلاة ، وهذه اللحظة بالذات هي نقطة تربص للعدو وثغرة عند المصلين ، لذا نزل قوله سبحانه ( ... فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ... ) إذن فالكيفية معلومة ومحددة ويجب الوقوف عند ما أنزل الله علينا ، فلا نبتكر صلاة ولا كيفية من عندنا ، فقد بين الله لنا كل شيء وفصله لنا تفصيلا ، فإذا لم نكن نرى ذلك فالمشكلة تكمن فينا ، فانعدام الرؤية لا يعني عدم الوجود ، فعلينا أن نحسن علاقتنا مع الله ، فلا نتكبر على أخذ الحق من دوننا وإن كان قزما فينا ، وفضل الله يؤتيه من يشاء ، ولا نفتري على الله كذبا فيضلنا ولا يهدينا ، ولا نتقول عليه بما لم نعلم ، والعلم ما أنزل الله علينا .
منقول
فمال كثير من الناس تهاونوا في الصلاة وتركوها قال تعالى {ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء}