مجاهدة النفس هى السيطرة على النفس البشرية امام مغرياة الحياة
كلمة مجاهدة فى هذا الموضوع تعنى بذل الجهد والطاقة و ليس معناها الجهاد فى سبيل الله. معنى ذلك أن مجاهدة النفس أى بذل الجهد فى مقاومة شىء معين يضر بى من الناحية الدينية اوالدنياوية هذا هو لب الموضوع.
هناك النفس الامارة بالسوء:هى نوع من انواع الانفس التى تسيطر على صاحبها دائما و تدفعه الى كل شىء يؤدى الى معصية الله , فهى نفس لا تقاوم المعصية كما ذكر الله تعالى لنا فى كتابه الكريم "و ما أبرىء نفسى أن النفس لأمارة بالسوء"(صورة يوسف 53).
و النوع الثانى....النفس اللوامة: فحين يرتكب الانسان معصية تجعله يفكر كيف فعلت هذا و لماذا ..فهى النفس التى كلما تقع فى سيئة –بحكم أنها بشر- يحدث لها نوع من الضيق و الشعور بالذنب و الشعور بخشية الله عز و جل , " بسم الله الرحمن الرحيم ,لا أقسم بيوم القيامة و لا أقسم بالنفس اللوامة. )صدق الله العظيم . و لنلاحظ شىء عجيب جدا و هو علاقة يوم القيامة بالنفس اللوامة فى القسم , و ذلك لأن هذه النفس تذكر دائما يوم القيامة , فمن علاج النفس لكى تتحول من نفس أمارة بالسوء الى نفس لوامة أنها تذكر يوم القيامة فتقول لنفسك : " أنت ستقابلين ربك ,أنت ستقفين بين يدى الله عز و جل"
النوع الثالث....النفس المطمئنة : و هى التى عندها خوف و رجاء من الله راضية مستقرة ولقد سماها الله المطمئنة لأن كل الناس حيارى حولها عندهم مشاكل و قلق و لكنها مطمئنة ." يا ايتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى و ادخلى جنتى" صدق الله العظيم (الفجر 27)
(فلنرضى بما قدره الله عز و جل لنا خصوصا لو لا نستطيع أن نغير من ما لا يرضينا فى حياتنا و نحمد الله سبحانه و تعالى عليه . )
اانوع الرابع....هو النفس الغافلة: هى نفس غير جادة فصاحبها ليس من الضائعين العصاة أصحاب النفس الأمارة بالسوء و ليس من الطائعين الحرصين على طاعة الله, و ليس من أصحاب النفس اللوامة التى تلومه عندما يعصى الله أو حتى والديه. صاحب النفس الغافلة سارح فى الدنيا , لا يهمه أحد حتى الله للاسف فكيف سيقف أمام الله عز و جل يوم الحساب؟! ,مثال: "بنت طيبة و أخلاقها جيدة و تربت تربية جيدة جدا جدا, لكن اذا نظرت اليها من الداخل أين هى من الله ,هى ليست عاصية و ليست طائعة فهى تائهة .الشيطان دائما مسيطر عليها !"
صاحب النفس التى تغلبها معصيتها لا يستطيع أن يقاوم شهوته كأنه أسير لها فهى تمسكه من رقبته و تذهب به أينما تريده .تحكم أنت فى نفسك و لا تجعلها تسيطر عليك حتى لا تصبح من هؤلاء الناس الذين ذكرهم الله و تعالى فى صورة الفرقان
بسم الله الرحمن الرحيم "أرأيت من أتخذ الهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا"
صدق الله العظيم.
اللهم اهدى نفوسنا تقواها أنت وليها وخير من ذكاها
وأخيرا وليس بيننا فان كتب الله لنا البقاء يكون اللقاء
مع خالص تحياتى وشكرى وتقديرى
خليل صالج