التفاؤل
يقول أحدهم :"المتفائل إنسان يرى ضوءاً غير موجود,فيبحث عنه حتى يجده,أما المتشائم فيرى الضوء ولايصدق أنه رآه".
وحينما تتاح الفرص أمام المتشائم فإنه يرى الصعوبات المحيطة بها,بينما المتفائل يرى في الصعوبات فرصاً متاحة لابد من استغلالها.
المتفائل حينما يفقد بعض مايملك يقول:الحمد لله,عندي غيره,أما المتشائم فهو من غير أن يفقد شيئاً يخاف من فقدانه..
المتفائل يرى نعم الله تعالى التي منحها له,والمتشائم يرى النعم التي حصل عليها غيره..
فالمتشائم يرى صعوبة في كل مناسبة,بينما المتفائل يرى مناسبة في كل صعوبة,وهكذا فإن التفاؤل أمل,والتشاؤم يأس,والأمل حياة القلب ,والتشاؤم موته.
يقول الشاعر:
على الرجاء يعيش الناس كلهم
فالدهر كالبحر والآمال كالسفن
يقول الحديث الشريف: "إنما الأمل رحمة من الله لأمتي ، لولا الأمل ما أرضعت أم ولدا ، ولا غرس غارس شجرا "
وإذا أخدنا بعين الاعتبار أن حالتنا الذهنية هي رب عملنا الحقيقي نعرف حينئذ كم يكون للتفاؤل القائم على الامل من تأثير على مجمل حياتنا,خاصة فيما يرتبط بالنجاح من الاعمال.
ترى هل عرفت أو سمعت أن رجلاً نجح في أي مجال من مجالات الحياة وهو متشائم؟
أم هل رأيت متفائلاً واحداً عاش تعيساً في حياته؟
إن التفاؤل أقل مايعطيه هو سكينة النفس التي ليس أقل قيمة من النجاح,بينما التشاؤم يسلب من صاحبه الراحة,والطمأنينة حتى وإن كان من الناجحين.
وهكذا فإن من التفاؤل يولد الأمل,ومن الأمل ينبعث العمل,ومن العمل تولد الحياة..
التفاؤل بذرة الحياة ,وقد ثبت بالتجربة ,ان النظرة المتفائلة للأمور تحفز العقل الباطن الى الاحتفاظ بقوته,وتحفز العقل الواعي على العمل.
وقد قال الرسول (ص) :"تفائلوا بالخير تجدوه".
فمن أراد الخير ,فلابد من أن يسلك الطريق اليه,وهو يمر عبر التفاؤل..
إن الانسان ينسج أفكاره,فإذا كان متفائلاً أصبح ناجحاً وإذا كان متشائماً فسوف يفشل,وحينئذ فلا يجوز له أن يلوم إلا نفسه.
يقول الامام علي :"تفاءل بالخير تنجح".
فمن أهم الصفات التي يتمتع بها الناجحون أنهم متفائلون.