[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تكتمل معالم الأنوثة بمنطق الجمال تحت عنوان الاطمئنان عندما يتدرج تسلسل النضوج منذ الولادة وانتهاء بفصل الدورة الشهرية بحدود العام الثاني عشر من عمر الفتاة، سنوات تطور وتحول تنقل الفتاة من سن الطفولة إلى سن المراهقة بتحفظ وحذر، حيث تكتسب الفتاة لمسة طول جمالية جذابة ملفتة للنظر، يرافقها تغيرات بالشكل وبروز الثدي على مقدمة الصدر كعنوان بديل وأساسي للأنوثة، إضافة لتغيرات مرافقة بالجلد والصوت والشعر، ناهيك عن سلوكيات جديدة بتصرفات تبشر بدخول مرحلة المراهقة التي تسبق مرحلة النضوج الإنجابية، حيث تبادر الصبية بالتحول لارتداء الكعب العالي ما أمكن وارتداء ثوب الخجل من التعبير، خصوصا أنها معرضة لكوم من النصائح التحذيرية بدخول إشارات غير مؤهلة إلى فضاء مليء بفرسان الصيد والإعجاب.
مسؤولية الأهل والأم بالذات تتعدى مرحلة السؤال عند التذكر، حيث أن تدرج النمو الأنثوي يحتاج لمراقبة صحية ضمن خريطة التشريح الجسمي، مع ضرورة تحليل مفردات الخلل الهيكلي بالتوقيت العمري المناسب، ويحتل موضوع الدورة الشهرية من باب التوقيت والانتظام أولوية صحية يحظر بها استخدام مبررات التقصير، والاعتماد على نظام الفزعة ومفاجآت الغد للتصحيح، مسؤولية عائلية بالدرجة الأولى بالذهاب للبحث عن النصيحة الطبية والكشف المبكر للتشخيص، حيث أن عمر الثامنة عشرة يعتبر عمرا مفصليا يصعب تغير حدوده أو التحليق بفضائه بغير الأصول الصحية والصحيحة، فالشكل بحد ذاته لا يسعف ولا يمثل صك أنوثة حقيقية بأبعادها الاجتماعية، فقد يكون الأمر قنبلة عائلية تنفجر بغير توقيت، حيث لا يمكننا إطلاقاَ إعادة مفكرة الأيام لسنوات مضت، فرصيد العمر بتناقص وصرف السعادة مضلة حصرية لمن يدرك قيمتها أو يستمتع بالتحليق بمنطادها فوق ربوع الأيام .
قد يكون تأخير الدورة الشهرية بسبب عوامل البيئة الاجتماعية والعائلية موسما بجميع مراحل الأنوثة من حيث التطور والترتيب، وقد يكون خللاً وراثيا يستحق تحليل مفاصله، وقد يكون السبب خللا تشريحيا أو خللا بوظيفة ترابط أعمال الجهاز الهرموني، أمر يقلقنا ببدايته، ولكننا نستطيع تشخيصه بزيارة طبية بالتوقيت المناسب لأصحاب الاختصاص بالاضافة لسلسلة من التحليلات المخبرية واحتمالية اللجوء لبعض أشكال التصوير الطبية المتعارفة، أو التداخلات التشخيصية بالتنظير الحوضي أو البطني حيث تجتمع نتائجها لتمطر الفتاة وعائلتها بغيمة من قطرات المحبة والاطمئنان بعد عاصفة من القلق أغبرت محيطها نتيجة الدخول القصري بحسابات الخوف من غدر الأيام، تتذكر خلالها نماذجا بظروف مشابهة قد وقف قطارها بمحطة قبل نهاية المشوار، وتوقيت الزيارة الطبية يجب أن يحتل أولوية بأجندة العائلة بعيدا عن الحسابات المادية وارتداء ثوب الأمل والتفاؤل، لتكون كلمة التشخيص للواقع حاضرة بنزف حروفها، حاسمة بتحديد مفرداتها بعيدا عن استخدام عبارات ووسائل علاجية لترحيل المشكلة الصحية للغد أملا بتغير ظروف صحية بمنعطف علمي وابتكار جديد.
الدورة الشهرية عموما تعتمد على علاقة هرمونية عصبية بين الغدة النخامية والدماغ والمبيضين والرحم إضافة للغدة النخامية، هذه العلاقة الفسيولوجية مسؤولة بالتحديد عن ضبط إيقاع الدورة الشهرية وانتظامها بالاضافة لكمية الدم الفاقد خلالها ضمن منظومة صحية تتحدد بالواقع التشريحي لجسم الفتاة، خصوصا بمنطقة المهبل ومنطقة العجان التي يحرس بوابتها غشاء البكارة لفترة زمنية تتحدد بظروف الفتاة العمرية. خلاصة القول أن أي خلل بمناطق الاهتمام سيؤدي لغياب الدورة الشهرية، ويشكل الغياب المطلق قبل الحدوث لسن عمرية محددة قنبلة صحية مدمرة للفتاة والعائلة، قد تؤثر بمستقبل العائلة ووضعها الاجتماعي ضمن المفاهيم الأسرية بمجتمعنا، وبالرغم من أهمية الحدث، إلا أنه لا ينال درجة الاهتمام من العائلة والطفلة الفتاة لأسباب أشتم من سطورها الجهل والبخل، فلا أفرط سبحتها حتى لا يقطع خيط التواصل مع أفراد الجنس اللطيف الذي يشكل حروف الحياة لمن يعشق الحياة.
الغياب الأولي المطلق للدورة الشهرية يثير القلق ويعتبر مؤشر إنذار مبكر لارتداء ثوب الحرص والعمل والبحث، سبب يستحق بالذهاب للطبيب المختص لشرح الواقع المرضي وإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة بدون استخدام كرت التوفير الزمني، فدموع الندم بالمستقبل لن تكتب واقعا جديدا بعد موعد انتهت أحداثه، ولن تعالج خللاً صحيا قست ظروف تواجده بعمر مبكرة لتجد آفاق الحلول الصحية متشعبة الطرقات، بعضها معبدا بالتوقيت فيوصل لاستراحة الزمن بدون عناء، وبعضها قد اكتنفته ضباب الأيام لتعكر صفائه لشمس تغيب وقد أسدلت بألوانها طيفا جديدا بلوحة عمرية تحتاج للكثير من التهذيب لأطرافها لقراءة أحجيتها وإدراك معناها.
تفسير الظاهرة الصحية يحتمل العديد من الاجتهادات، منها أن الحل الأمثل يتمثل بوأد القلق، فلا خوف على مستقبل الفتاة وأنوثتها، واقع يعتمد على نتائج الفحص السريري والتلفزيوني والمخبري والجيني، نستطيع تحليل مفرداته للواقع العائلي والبيئي، يمثل الصورة التفاؤلية التي أتمناها لجميع الفتيات تحت الخيمة صاحبة العنوان، يمنع الفتوة فيها والتشخيص قبل اكتمال عناصر الواقع، فالدرجة الجمالية ومحطة الجذب لا تمثل مفتاحا علميا للحلول، فلا غرابة من فتاة جميلة الشكل، ناعمة، ملساء الملمس، جذابة وأنيقة، تسطر أنموذجا وتحفة جمالية، لكنها تشكو من انعدام حدوث الدورة الشهرية بنزفها أو أعراضها لتكون الحقيقة القاسية بواقعها أن تركيبها الجيني ذكرا، قد اختلقت استجابة المستقبلات الهرمونية لهرمون الذكورة بصورة هرمون السحر والجمال «الاستروجين»، فيبرز الثدي بحجم قاتل وشعر طويل يتماوج على الأكتاف بصوت فيروزي ملائكي لطول شامخ يمثل مغناطيسا لمعشر الجنس الآخر قبل انفجار القنبلة وعذراً للضحايا.
يمنع تحت طائلة العقوبة ترك الفتاة للوصول لسن الزواج وقبل الاطمئنان على عناصر الأنوثة بالدرجة الكاملة، فالفتاة لا يجب أن تكون ضحية لعادات اجتماعية متجذرة وأفكار رثة بالية، تمنع العلاج قبل الزواج فالبحث عن حلول المشاكل الصحية يكون قصيرا وسهلا ومنتجا خصوصا بمحاور مفصلية حياتية تتعلق بالمستقبل الشخصي للأفراد إذا سُلِك بهدف، فنسبة لا بأس بها من هؤلاء الفتيات يحتجن للتداخل الجراحي، كما أن نسبة أخرى تحتاج بصورة مطلقة لتناول العقاقير الطبية التي تساعد بتصحيح خلل المعادلة الهرمونية، والنسبة الأكبر تحصل على نتائج فحوصات تطمئن للمستقبل. أي كانت الحال فيمنع الاجتهاد بها لهامش خطأ كفيل بإحراف بوصلة العمر بالمستقبل، حيث الفائدة من تقدم تكنولوجيا التشخيص فكرا وأدوات طرق مساندة قد ساهمت بفك أحجية التشخيص بتوقيت عمري مبكر بهدف الشفاء.
الابحار بعالم الأنوثة يحتاج لبحار يستطيع العوم والغطس والسباحة فوق أمواج البحر أثناء الهيجان، فمن يعتقد أن الشكل والمال والشهادة مثلث كفيل بالدخول لقلوب الاناث، سيسقط شراعه في أول محاولة للطيران بفضائه، فهرمون الاستروجين يذيب الصخر خصوصا عندما يشعر أن التضحية تشتعل بفرن الحرمان والغدر، تماما كحال المرأة التي تحاول الارتباط برجل بدون وجود لغة للتفاهم اعتمادا على ما يمتلك من مقومات، لتكتشف أن ذلك لا يمثل لغة للمحبة والتفاهم فحكمة الزواج الدائم والناجح تبنى على قاعدة التكلم مع من تحب، فعندما تمضي الأيام ويتقدم العمر ويغزو اللون الأبيض خصلات الشعر، تصبح أمور المحادثة مهمة أكثر من أي شيء آخر .