في سبيل العلم.. تونسية بلا يدين تتحدى الاعاقة وتكمل دراستها!
يوما بعد يوم، يثبت الاشخاص لنفسهم وللعالم ان الارادة والعزيمة تحطم المصاعب وتحقق الاحلام، فليس هناك اقوى من قلب الانسان القوي والمستعد لتحدي العالم في سبيل ارادته.
حيث لم يمنع السيدةَ التونسية عايدة عصيدي بتر يديها وجزءٍ من ساقها اليمنى، من قطع أكثر من مئتي كيلومتر في رحلة يومية طلبًا للعلم بالجامعة في العاصمة التونسية. عايدة الطالبة بكلية العلوم الإنسانية، تقول في تصريحٍ لـ"ام بي سي"، إنها مُصِرَّة على استكمال دراستها وتحدي ما ألمَّ بها وهي في سن الخامسة حين تعرضت لصاعقة كهربائية أدت إلى بتر يدَيْها الاثنتين وجزءٍ من ساقها اليمنى.
وكانت عايدة -وهي متزوجة وأم لثلاثة أطفال- قد انقطعت عن الدراسة لمدة تتجاوز 12 عامًا، لكنها عادت مؤخرًا إلى المدرسة، وحصلت في العام الماضي على شهادة البكالوريا بمعدل عالٍ.
ورغم تحمُّل عايدة الطالبة في السنة الأولى بقسم علم النفس، مشقة السفر يوميًّا من مدينتها البعيدة عن العاصمة التونسية بنحو 95 كيلومترًا، فإنها تصر على استكمال الدراسة وعلى النجاح. وأوضحت أنها تكتب بنفسها دون مساعدة أحد، لافتةً إلى أنها كتبت رسالة شكر للموقع، قالت فيها: "مع تحياتي لموقع MBC.. شكرًا.. أتشرف بمعرفتك".
وردًّا على سؤال حول الشخصية التي وقفت بجانبها، قالت إن والدتها هي التي ساعدتها على تخطي ما أصابها، فلم تُخْفِ إعاقتها، بل جعلتها تمارس حياتها بشكل طبيعي. وانتقدت عايدة "عدم وجود تسهيلات للمعاق لممارسة تعليمه الجامعي بأريحية"، مشيرةً -على سبيل المثال- إلى أنه لا يوجد في كليتها مصعد كهربائي لتتمكن من الوصول إلى قاعات الدراسة الموجودة في الطوابق العليا.
وطالبت عايدة أولياء الأمور بتقبل الإعاقة وإعطاء المعاق الثقة ليحقق طموحه، حتى لا يشعر بالنقص وعجزه. ومن هذا المنطلق، ترغب عايدة في تأسيس جمعية تُعنى بحقوق "المعاقين" للدفاع عنهم والمطالبة بحقوقهم الأساسية والوقوف على الصعوبات النفسية والجسدية التي يعاني منها المعاق، مؤكدةً أن الهدف من جمعيتها سيكون تحقيق المساواة بين الإنسان المعاق وغيره.