لماذا لانعترف بقيمة الاحياء الا بعد موتهم...؟؟؟
المثال الشعبي التونسي يقول...(وقت الي كان حي اشتهى تمرة كي مات علقواله عرجون)
البعض من المفكرين،والمبدعين ، والمناضلين يقع توسيمهم والاعتراف لهم بالجميل بعد موتهم......لماذا؟؟؟
ومن الاحياء الذين نتعايش معهم لانعبر لهم عن محبتنا ولا نشعر بهذه المحبة الا بعد موتهم.....لماذا؟؟
وفي هذا كتب (مجدي شلبي)
موت يا مبروك حتى يقدروك
بعض الزوجات لايستطعن التعبير عن مشاعرهن نحو أزواجهن خوفاً من ردود الفعل الهوجاء .. أما بعد أن يأتى أجلهم ويحل القضاء .. فلا خوف عليهن ولا عليهم أيضاً من التعبير بطلاقة دون مواربة أو إخفاء .
ففى ليلة ظلماء انهمرت فيها الدموع من السماء ، حزناً على وفاة أحد الأصدقاء الأعزاء ، وتابعت بكل حزن ورثاء ، مشاهد مراسم العزاء :
( المشهد الأول ) : الزوجة النكدية التى عاش بسببها المرحوم سنوات وسنوات محروماً من كلمة حب ، أو حتى من نظرة عطف ، هى هى بلحمها وشحمها ، تخلع على جثته الآن ، وبعد فوات الأوان ، عبارات المحبة ، وأوسمة المودة ، ونياشين الغرام .. ! وتناجيه على الملأ ، وبالفم الملآن (ياحبيب روحى ) وهى التى ساهمت فى طلوع روحه ! ، و (يانور عينى) وهى التى طلعت من قبل عنيه ! ، و( يامهجة قلبى ) وهى التى أتعبت قلبه وأصابته بالسكرى والعصبى وضغط الدم ! .
وهى بذلك تصر ـ مع سبق الإصرار والترصد ـ على فقع مرارته حياً وميتاً !
( المشهد الثانى ) : أشقاء المرحوم حضروا بكل همة لإنجاز المهمة ! .. بعد أن تأكد لهم بما لا يدع مجالاً لشك أنه فارقهم إلى غير رجعة ، وليست (العملية) مجرد تمثيلية ـ كانوا يطلقون على الغيبوبة هذا الوصف ـ ! .
تنافسوا على النعش لوضع الفرش والغطاء .. لمن عاش حياته بينهم عارياً يلتحف السماء ! .. وأقيمت السرادقات وأضيئت الأضواء ، واستدعوا مشاهير القراء ـ وهم من بخلوا عليه فى حياته بثمن الدواء ـ !.
ووقفوا بمدخل مسرح العزاء ممثلين الحزن كأبرع مايكون الأداء!.
ملحوظة : تم تصنيف الدخول كراسى مذهبة للعظماء والوجهاء ، وأخرى (جرباء) للصعاليك والدهماء ! .
( المشهد الثالث ) : تم نشر نعى ورثاء بالجريدة العصماء ، وذُبحت العجول وانطلقت رائحة الشواء ، واستمر مسلسل الرياء ، فعلى قبره ثبتوا لوحة رخام مكتوب عليها بيان ، وآيات من القرآن ، وحولها الورد والريحان باقات! ،
(ملحوظة: صديقى الراحل لو كان رأى فى حياة عينيه هذا الحنان المصطنع ماكانش يمكن مات ! ) .
( مشهد تخيلى ) : أخال المرحوم خارجاً من قبره الآن بهيكله العظمى ، مناشداً الجميع بوصيته ـ بعد الأخيرة ! ـ قائلاً : الجنازة حرقة والبيوت أسرار .. حطوا مكان الورد ده صبار ! .
(قول مأثور) : الذى لايبكى عليَّ وأنا فى الحى سامعه .. بعد الممات يوفر مدامعه ! .