غذاء طفلك شيء مهم، يجب أن تهتمي به بشكل يومي، وفي الوقت الذي اعتاد تناوله فيه، وعليك معرفة أنّه ليس مهماً كمية الغذاء الذي يتناوله، ولكن المهم نوعية هذا الغذاء.
إنّ طفلك في شهوره وسنواته الأولى يحتاج إلى أطعمة مفيدة تغذيه وتقوِّي جهازه المناعي وعظامه، ولهذا عليك معرفة هذه الأغذية والحرص على إعطائها له.
- كيف تقدِّمين الوجبة الصحية؟
من الضروري جدّاً معرفة كيفية إعطاء طفلك وجبة غنية بالبروتينات والكربوهيدرات، وعلى رغم أنّه لا يزال صغيراً قد لا يتجاوز عمره العام، فإنّ ذلك ممكن من خلال إستشارة طبيبك ووضع برنامج غذائي له.
فالطفل بحاجة إلى جميع أنواع الفيتامينات، لأنّه ينمو كل يوم وتتغيّر أنسجته وخلاياه؛ ومن هنا عليك معرفة كيف وماذا يجب أن يتناول.
قد تظن بعض الأُمّهات أنّه من الصعب إعطاء الطفل اللحوم الحمراء والدجاج والأسماك والفاكهة في سنواته الأولى، لكنّ هذا الإعتقاد ليس صحيحاً، فالطفل يجب أن يأخذ كلّ هذه الأطعمة، بل يجب أن تكون جزءاً من غذائه اليومي.
وتشير مجلة (Mother and child) إلى أنّ على الأُم القيام بسلق قطعة من الدجاج أو اللحم الأحمر بحيث تنضج كلياً وتصبح سهلة التقطيع، ثمّ تضع كمية قليلة من الشوربة التي طبختها فيها، ثمّ تضعها في الخلاط، بعد أن تقطع اللحم أو الدجاج إلى قطع صغيرة، حتى تتحوّل قطعة اللحم إلى ما يشبه العجين، وإذا أرادت الأُم أن تضيف كمية من الأرز المسلوق إلى الخليط، فلا بأس من أن تستخدم الخلاط أيضاً، ثمّ تقدّمه إلى الطفل على شكل شبه سائل، حيث سيتحوّل الأرز واللحم إلى ما يشبه العجين وبهذه الطريقة السهلة يمكنها إعطاء طفلها كمية من الفيتامينات التي يحتاج إليها.
وإذا كان الطفل لا يزال في الشهر السابع أو الثامن، ومن الصعب عليه ابتلاع هذا الخليط، فإن إضافة القليل من الشوربة إليه، ستجعله أشبه بالعصيرن عندها سيسهل عليه تناوله.
وتقول المجلة إنّ البروتين الموجود في اللحوم من أهم العناصر التي تقوِّي الجهاز المناعي عند الطفل، ويأتي فيتامين (C) في المرحلة الثانية. ولهذا، فإن كان طفلك لا يستسيغ اللحوم، سواء اللحوم الحمراء أو الدجاج، فإنّ السمك يعد حلاً مثالياً، خاصة أنّ السمك من السهل هرسه بالشوكة، ولكن يجب أن يكون السمك خالياً من الحسك.
ولكي تقدمي لطفلك وجبة السمك اهرسيه بشكل جيِّد بعد ان تسلقيه، ثمّ أعطي طفلك لقمة صغيرة منه، وأتبعيها مباشرة بعصير الفاكهة الطازج أو أي عصير يحبه؛ ولكن إذا كان طفلك يرفض تناول اللحوم والأسماك، فلابدّ من إعطائه البروتينات عن طريق البيض.
أو الفاصوليا الخضراء بعد سلقها وهرسها، ويمكن إضافة قطعة صغيرة من البطاطا على أن تكون مهروسة أيضاً.
وبنفس الطريقة يمكن أيضاً أن تعطي طفلك الفاكهة والخضار، حيث يمكن وضع قطعة صغيرة من التفاح وأخرى من الموز وغيرها من الفاكهة في الخلاط، إضافة إلى بعض الحليب الطازج أو العصير، ثمّ مزجها كلّها كي يتحوّل الخليط إلى ما يشبه الماء، عندها يمكنه تناوله من دون أية مشكلات.
وتؤكِّد المجلة أنّ معظم الأطفال يولدون وأجهزتهم المناعية متشابهة، ولكنْ هناك طفل يكون جهازه المناعي أقوى من غيره، والسبب نوعية الطعام الذي يتناوله.
- كوني صبورة:
إنّ طفلك هو أغلى شيء في حياتك، وعندما تعطينه وجبة غنية بالفيتامينات، فأنتِ تضعين لبنة في بناء جهازه المناعي بشكل قوي وجيِّد، لذا عليك أن تكوني صبورة معه، وأن تحاولي أن تعطيه أغذية مفيدة، ولا تنظري إلى كمية الغذاء الذي تناوله، بل انظري إلى نوعية هذا الغذاء؛ لذا عليك أن تعطيه حليباً كامل الدسم وعصير الفاكهة الطازجة، والزبادي مع الموز، وعصيراً أو لب الأفوكادو، والبيض المقلي بالزبدة أو زيت الزيتون.
وتجنبي إعطاءه السكر المصنع؛ لأنّ ذلك يؤثِّر سلباً في جذور أسنانه، كما تجنبي إعطاءه الملح، لأنّ ذلك يؤثِّر سلباً في الكلى، ثمّ إيّاك أن تعطيه بيضاً مسلوقاً؛ لأنّه لا يستطيع ابتلاعه، وقد يؤدِّي إلى اختناقه، وتجنبي أن تعطيه المشروبات الغازية أو العصائر الطازجة المركزة، بل أضيفي إليها بعض الماء حتى لا تؤثِّر حموضتها في معدته.
- أجلسيه إلى جانبك على مائدة الطعام:
إذا كان باستطاعة طفلك أن يجلس على كرسي إلى مائدة الطعام، فلا بأس، ولكن إن تعذر ذلك لصغر سنه، فوفري له كرسياً خاصاً به، وأجلسيه إلى جانبك أو جانب إخوانه، إن كان له إخوان؛ فالطفل عندما يرى الجميع يمدون أيديهم إلى الطعام، فإنّه سيقوم بتقليدهم ويمد يده هو الآخر؛ لذا اتركيه يأكل بيده وبالطريقة التي يريدها، فليس المهم أن تتبعي أصول الطعام، فإن رفض تناول الطعام بالملعقة أو أنّه غير قادر على حملها واستخدمها، فدعيه يأكل بيده، فجميع الأطفال يأكلون بأيديهم، ولكن احرصي على أن تكون يداه نظيفتين.
وتأكّدي مَنْ أنّه بقليل من الصبر والعناية تستطيعين أن تجعلي طفلك قوي البنية، وتجعلي جهازه المناعي قوياً أيضاً. وإذا كان طفلك قد تناول وجبته قبل بقية أفراد الأسرة، فلا بأس أن يجلس معكم حتى ولو لم يأكل شيئاً؛ فوجود أشخاص يأكلون حوله سوف يشجعه على أن يأكل هو الآخر.
وتذكري أنّ غذاءً جيِّداً لطفلك يبني جهازاً مناعياً قوياً.