اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 بيتنا المقنطر ///فلسطينيات

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
jistcoirbid

jistcoirbid



بيتنا المقنطر ///فلسطينيات  Empty
مُساهمةموضوع: بيتنا المقنطر ///فلسطينيات    بيتنا المقنطر ///فلسطينيات  Icon-new-badge12/6/2011, 16:56


بيتنا المقنطر
د. حبيب بولس
السبت 10/1/2004
وتسألني يا بُنَيّ عن ظروف نشأتي وتكويني، فأروح أقصّ عليك بداياتي وعلامات الاستغراب ترتسم على محيّاك، فأشعر بأنك تعاني من عدم فهمك لتلك الأسماء التي أذكرها لك، الأسماء المسحوبة من عالم الفلاحين والقرويين والمشبعة بحياتهم وظروفهم المعيشية الصعبة. فأعرف من استهجانك أن هناك حاجة ملحّة لتوثيق هذا الكلام، ذلك لأن معظم شبابنا من أمثالك اليوم يفتقرون الى لحظات جمالية كثيرة من تراثنا وفولكلورنا العظيمين. وبرًا بوعد قطعته لك ها أنذا أحاول أن أرتد الى ذاكرتي التي بدأت تضعف لأنتشل منها واستحضر ذكريات عن قريتنا، عن مواقعها، عن مدارسها، عن عاداتها ومواسمها وأعيادها، عن شخصياتها، وبداية سأحدثك عن بيتنا الطينيّ القديم ذي القناطر، الذي كان يجسد بيوت عدد كبير من فلاحينا في قرانا الفلسطينية الشمالية.
وكلما أعود يا بني بالذاكرة الى ذلك البيت القروي الجميل تغمرني نشوة عارمة لا حدّ لها، كيف لا وقد أمضيت بين جدرانه اجمل فترات العمر.
يتباهى جيلك يا بني بعصره، عصر التكنولوجيا المتطورة، والبيوت الحديثة العصرية، والمأكولات الجاهزة، والآلات المريحة، ولكن رغم كل هذا التطور تظلّ التكنولوجيا البسيطة التي عايشناها في حينه والتي ابتكرها أجدادك هي الأدْوم وهي الأجمل، وهي التي وفّرت لنا ولمن سبقنا الحياة الهانئة السعيدة التي لا تعقيد فيها ولا قلقا يمزق - هي التي جمّعت الناس على المحبة والألفة والعشرة الطيبة والتعاون المشترك، وليس على التفرقة والتشرذم والاثرة كما الحاصل اليوم.
الداخل يا بنيّ بيتنا العتيق يصطدم أوّل الأمر بـ (شَعْريّة) صغيرة خضراء تقبع خلفها درجتان طينيتان توصلان الى مصطبة ترابية كنّا نسمّيها (سْطيحة)، ولهذه السطيحة دور كبير في حياتنا، خاصة أيام الصيف، حيث كنا نتجمّع لنتبرد قليلا في الليالي الحارة والمقمرة، وأرض هذه السطيحة مفروشة بمفرش من حصير فوقه فراش، ولا تغرنّك كلمة فراش، يا بني، ففراش السطيحة لم يكن من النوع الثمين، وإنما كان عبارة عن فرشة صغيرة رقيقة محشوة بقطع من قماش أو من فضلات القماش الذي كانت أمي جدتك تشتريه لتفصّل منه أحد فساتينها القروية الجميلة أيام الأعياد، فكل قطعة كانت تزيد بعد تفصيل الفستان كانت تحتفظ بها لتحشوها في داخل تلك الفرشة المتواضعة التي كنا نسميّها (طرّاحة)، كي نميّزها عن الفراش العادي الذي كنا نستعمله للنوم، وفوق هذه الطراحة يقبع مسند صغير كنّا نستعمله متكئًا وكذلك كانت هناك بعض المخدّات الصّلبة.
بعد أن تعبر أرض السطيحة يواجهك باب خشبي أخضر اللون عتيق، ولكنه ضخم، خشبه مشقق لكثرة ما فعلت به يد الزمن ويد الطبيعة من مطر أيام الشتاء، وحرارة ايام الصيف. هذا الباب كان يقوم على محور خشبي يطلق عليه اسم (صوص ونقطة)، كي تسهل عملية فتحه وإغلاقه. وراء الباب تجد قضيبًا حديديًا قد صدأ من كثرة الاستعمال، اسمه (الشنكل)، كنا ندخله في حلقة حديدية مغروزة في الجدار في أثناء إغلاق الباب فيتمنع فتحه.
بعد الباب مباشرة تصل الى مدخل طيني صغير في إحدى زواياه تجد حاملاً خشبيًا كبيرًا له فتحات كبيرة تتصاغر تدريجيًا كنا نضع فيها (الزّير) و(المنشل) و(الجرّة) و(البوطة) - أوعية الشرب الفخارية - والبوطة وعاء فخاري صغير يشبه القُلّة المصرية، وكذلك هناك (الشّربة)، وهي أيضًا من فخّار تستعمل للشرب، منظرها جميل لأنها مختصرة، (والطّاسة) المصنوعة من التنك والتي كانت تستعمل لنشل الماء من الزّير. وفي الزاوية الثانية تجد (الرّحى)، التي كانت تستعمل لطحن الحبوب، وهي عبارة عن حجرين سوداوين مدوّرين كبيرين في وسطهما قطعة خشبية غليظة سوداء من كثرة الأيدي المعروقة التي كانت تمسك بها لتدير الحجرين.
بعد المدخل مباشرة يواجهك (الإسطبل)، وكان طويلا، وهو مربط الخيل والبقر وسائر أنواع البهائم، وهو مأواها أيضًا، وعلى طوله كانت تمتدّ قناة طينيّة عميقة اسمها (الطواله)، مكتظة بأنواع الحشائش والحبوب، وهذه الطوالة هي أحب الزوايا على بهائمنا، (زاوية السّفرة).
تصعد الإسطبل درجتين لتصل بيتنا الطيني الكبير الذي كان يقوم على ثمانية أعمدة وأربع قناطر مصنوعة من الطين اليابس المقوّى، وبين القنطرة والأخرى تجد الأدوات المنزلية التي كانت تستعملها ربة البيت - جدّتي ومن بعدها أمي جدتك يا بنيّ -، آنذاك، تجدها منثورة هنا وهناك ولكن بنظام، فكلّ وعاء في محلّه المخصّص له، فكأنك تدخل الى معرض حديث اليوم. المساحة القابعة بين القنطرة والأخرى كنا نسميها (المعْزبه)، وكان الفلاحون يتنافسون ويتفاخرون بالبيت ذي (المعازب) الكثيرة.
في أول البيت وفي الجهة اليسرى للداخل تجد خزانة حائط خضراء اللون، اسمها (السّمندَرة) على بابها بقع سوداء وبنيّة، كانت تستعمل لحفظ أدوات القهوة المكوّنة من (المِحماسة)، وهي نحاسية تستعمل لتحميص حبوب القهوة و(الدلاية)، وهي عبارة عن إبريق نحاسيّ ضخم تُغلى في داخله القهوة وتصبّ منه في وعاء نحاسيّ أصفر يسمّى (المصّب)، ومنه تصب القهوة لتقديمها ساخنة شهية. وفي الخزانة أيضًا(طاحونة) خشبية قديمة تستعمل لطحن حبوب القهوة المحمصة، وعلبة خشبية صغيرة تحفظ فيها حبوب (الهال)، واخرى لحفظ حبوب (القرنفل)، ثم هنالك علبتان أخريان إحداهما لحفظ الشاي الحلّ المفروط والثانية للسكر البني اللون وتسمي (السكرية)، وفي داخل الخزانة تجد جرن القهوة (المهباج) المرصّع الذي كان جدّي ومن بعده جدك يستعمله لطحن حبوب القهوة قبل شراء الطاحونة. ثم هناك صينية القهوة النحاسية وعليها المصبّ وحوله عدة فناجين قهوة كبيرة سميكة ملوّنة وتسمى الفناجين (العبّادية).
في صدر البيت يقبع مزهوًا (مَفرش) كبير وراءه خزانة حائط خشبية ضخمة سوداء اللون تستعمل لحفظ الفراش اسمها (اليُوك). هذا المفرش هو مكان جلوس العائلة والضيوف، وحيث كان يجلس جدي وفيما بعد جدك تجد قطعة صوفية خشنة من جلد الغنم تسمى (السّلخ) أو (الجاعد)، أمام السّلخ منقل الفحم أو (الكانون) الذي يظلّ مشتعلاً ايام الشتاء وأيام الصيف، في الشتاء للتدفئة، فالنار فاكهة الشتاء - وفي الصيف لإعداد القهوة السادة المرة.
على عمود القنطرة الاولى يوجد رفّ طينيّ حزين صغير مجوّف يوضع في تجويفه إبريق من الفخار لشرب الماء البارد في الصيف يسمى هذا الرف (مقعدة الشربة).
بين القنطرتين الأولى والثانية ينتصب سلّم خشبيّ مهزوز يوصل الى (السِدّة)، وهي طينية كبيرة تحتلّ جزءا من فراغ البيت عليها مخازن طينية مزركشة تسمى (خناصر) وفي كل خنصرة منها نوع من الحبوب كالعدس والشعير والقمح والفول والسمسم والذرة وسائر أنواع الحبوب التي كانت تزرع في قريتنا.
في نهاية (المعزبة) الرابعة والى اليمين منها يوجد مكان معتم يسمى (القاطع)، وعندما أتذكره اليوم يا بني أضحك من نفسي كثيرًا، ذلك لأنني كنت أخاف أن ألجه لشدّة الظلمة المخيمة عليه، في داخل هذا القاطع صفّان من (خوابي) الزيت، في الصف الاول خوابي (رشوية) صغيرة مجلوبة من قرية لبنانية اشتهرت بصناعتها اسمها (رشيّة)، يقابلها في الصف الآخر خوابي (إفرنجية) أكبر حجمًا. مقابل القاطع من الجهة الأخرى مباشرة تقع (الخلايا) وهي عبارة عن صناديق طينية مقوّاة طويلة مفتوحة من الأعلى تستعمل لخزن طحين القمح. من سقف المعزبة الرابعة تتدلى خزانة خشبية مزججة كانت جدتي ومن بعدها جدتك تحفظ فيها مراطبين الجبنة المكبوسة واللبنة المزقلطة والعسل، وكانت هذه الخزانة تسمى (نمليّة)، بجانبها طبق خشبي كبير يتدلى من خشب السقف هو الآخر توضع عليه بقايا الطبيخ لتظلّ طازجة ويسمى (الطيارة)، الى يمين هذا الطبق قطعة حديدية مدلاة من السقف أيضًا تعلّق فيها قطع اللحمة وتسمى (الكلاّبة)، وهكذا تجد يا بني أن معزبة بيتنا الرابعة كانت عبارة عن مطبخ ربة البيت حيث توجد فيه جميع الأدوات المنزلية الضرورية. في طرف المعزبة الثالثة يوجد صندوقان كبيران من خشب تُحفظ في داخلهما الملابس، وبجانبهما صندوق لامع محفور بشكل خاص كانت جدّتي تحتفظ بملابسها وبأدوات زينتها على تواضعها فيه، وقد ورثته جدتك عنها فيما بعد، وما تزال تعتريني نشوة جميلة كلما تذكّرت محتويات ذلك الصندوق لكثرة ما فيه من أشياء غريبة كانت تثير في نفسي حبّ الاستطلاع، فأحبّ الساعات على قلبي هي تلك الساعة التي كانت تخرج فيها جدتك من البيت، حيث كنت انتهز الفرصة لأطيل النظر في محتويات ذلك الصندوق والتي كانت عبارة عن قطعة قماش كبيرة بيضاء تسمى (شنطة) وبجانبها قطعة أخرى مستطيلة سوداء طويلة تسمى (زنّار)، وحطة سوداء تسمى (حْصينيّة) وقطعة اخرى صغيرة بيضاء اللون تسمى (عَصبة)، تحت الشنطة كانت هناك قطعة من قماش أبيض ناعم تسمى (ستان) وبجانبها قنينة من ماء (الزّهر) كانت جدّتي تطلي به وجهها لتحافظ على بريقه، في أسفل الصندوق يقبع حذاء أسود يلمع مصنوع من النعل مفتوح من الخلف يسمى (مشّاية). وفي زاوية الصندوق حجر بحري أملس صغير يسمى (خفّاف) كانت جدتي تدلك كعبيها وتفركهما به كل مساء لتحافظ على نعومتهما قدر الامكان.
في زاوية البيت المتوارية عن نظر الداخل كانت جدتك تحتفظ بأدوات عملها البيتية، وكانت هذه الزاوية مغطاة بقطعة قماش، اما محتوياتها فمنتشرة هنا وهناك بفوضى مقصودة ومن أهم هذه الأدوات: وعاء نحاسيّ كبير سميك طبقته الخارجيّة فاحمة السواد لكثرة ما علق به من (شحبار) أسود كان يستعمل لغلي الماء واسمه (الدّست)، وبجانبه وعاء أصغر منه ولكنّه يشبهه تمامًا كان يستعمل للطبخ وهو الآخر ملطّخ من الخارج بطبقة سميكة من الشحبار واسمه (الكشكول)، أمام هذا الكشكول توجد عصا طويلة تستعمل لضغط الغسيل في أُثناء غليه تسمى (المِرباص)، بجانب المرباص قطعة خشبية مسطحة قصيرة ناعمة تستعمل لتحريك الطبيخ وتسمى (إطالة)، وفي الزاوية الثانية من هذا المكان كانت توجد أواني الأكل وكلها فخارية فكانت هناك (القَشَنيّة) وهي عبارة عن وعاء فخاري مطليّ من الداخل و(القِدرة) وهي أيضًا وعاء فخاري يستعمل للّبن وللطبيخ و(المعجنة) وتستعمل لعجن الطحين وهي أيضًا فخارية و(السلطانية) وهي للأكل و(الثِمنية) وهي للحليب وكل ذلك فخاري. وبجانب هذه الأواني الفخارية تقبع الأواني المصنوعة من القشّ وهي (الطبق) و(المخبزة) لأرغفة الخبز و(المنْسفة) وهي تستعمل لنسف البرغل وتنقيته من الشوائب.
في الزاوية الثالثة تقع زجاجة مدوّرة كبيرة ذات عنق مستطيل تسمى (الألفية)، وهي وعاء للزيت المستهلك يوميًا، بجانبها زجاجة أصغر منها حجمًا محوّطة بالقش في أسفلها تسمى (قشِّشية)، يحفظ فيها العرق للشرب أيام الأفراح والأعياد، في زاوية من فناء البيت يقبع مبنى طيني صغير يستعمل لحفظ القش أو التبن يسمى (تبّان)، له فتحتان من السقف تسمى الواحدة منهما (رُوزَنة)، بجانبه مكان ضيق آخر يحوي أدوات الفلاحة وكان هذا المكان يا بنيّ مقدّسًا عند جدي، حيث فيه تجد معظم الأدوات الزراعية التي كان يستعملها فلاّحو قريتنا ابتداء من (عود الحراث) المكوّن من قطع خشبية تختلف طولا وحجمًا فهناك (العود) و(الوصلة) و(السّكة) و(الكابوسة)، وهناك أيضًا الى جانب عمود الحراث (نير البقر) و(كدّانة) الفرس أو الخيل التي توضع على عنق الفرس في أثناء عملها، وهناك (اللجام) ورباط الفرس المصنوع من الجلد والذي بواسطته تشدّ الفرس الى عود الحراث ويسمى هذا الرباط (الرّياح).
كما وتجد أيضًا (القُرطلّة) وهي مصنوعة من قشّ وتستعمل لحمل الخضار والفاكهة و(القفّورة) وهي قفة صغيرة طويلة نسبيًا توضع فيها الحبوب حين يحين موعد بذارها في الأرض، وهناك (الصّبرية) وهي قُفة مزركشة مدوّرة، وتجد أيضًا (القَفير) وهو من قش ويستعمل لجلب التين ويوضع على ظهرالدابة، ومثله (السّريدة)، وهي وعاء سيخدم لحما البطيخ والشمام من (المقاثي) وبجانبها تجد المشتيل وهو وعاء من الخيزران أو من الحديد يستعمل لنقل المياه من العين، ويوضع هو الآخر على ظهر الدابة. وتجد أيضًا (الخُرج) و(السّرج) و(المحسّة) وهي تشبه المشط ولكنها من حديد تستعمل لتمشيط الدّواب، وتجد في هذا المكان أيضًا (الحَشوشة) لقصّ الحشيش، و(المنجل) و(صنّارة) الصبر وهي عبارة عن عصا طويلة في رأسها تنكة مفتوحة تمسك بكوز الصبر عند (حْواشُه)، وكذلك تجد (عكفة) التين وهي عبارة عن عصا معقوفة تستعمل لإنزال فروع التين العالية وكذلك تجد هناك (شُقشاقة) الزيتون العادية أو الصغيرة المسماة (عبّابيّة) أو الكبيرة الطويلة المسماة (عُرّاط)، وجميعها تستعمل (لِكت) حبّات الزيتون، فالشقشاقة تستعمل لكت حبّات الزيتون العادي، والعبابية لكت حبّ (النِصبْ) أي شجر الزيتون الصغير الحديث الزّرع، والعُرّاط يستعمل لكت (العمدان) أي الأشجار الضخمة العالية. وزيتون قريتنا يا بني شهيّ طيب وهو أنواع: (السّوري/ الصوري)، وهو الحب الأخضر العادي) و(القهرماني) وهو الحبّ الكبير الممتلئ زيتا أو (القطّيع) بلغة فلاحينا و(الملّيسي) وهو حبّ صغير زيته قليل لكنه الأشهى و(الشامي) وهو حبّ كبير وجميل لكنه نادر و(عين الديك) وهو حب مدوّر كبير يشبه عين الديك فعلا.
وفي داخل هذا المخزن تجد أيضًا يا بني أدوات الحبوب المكوّنة من (المنجل) و(الشّعوب) صاحب الأسنان المتفرقة الذي يستعمل لتجميع القش وعمله على شكل (إتت)، أي (غمارات)، وكل مجموعة قش كنا نسميها (عورمة)، ثم تجد (الطرحة) الخشبية المجوّفة التي تستعمل لفرد القش على البيادر و(لوح الدراس) الخشبي المرصع أسفله بحجارة بازلتية سوداء لطحن القشّ ولاستخراج الحبّ منه، ذلك القش المفرود على البيادر بشكل دائري حيث كل دائرة عبارة عن (طرحة) والويل للدارس إذا (حوبلت) الطرحة أي تكومت بحيث يصعب دراسها. ثم تجد (المِذراة) الخشبية التي تستعمل لفصل حب القمح عن القش بمساعدة هبوب الريح و(الحلول) ذا الثقوب الواسعة الذي يستعمل لهزّ القمح وتنقيته مما علق به من شوائب، ثم تجد (الكربال) ذا الثقوب الأقل اتساعًا من ثقوب الحلول والذي يستعمل لنفس الغرض، ومثلنا العامي يشهد على فضله (رايح جاي مثل .... للمكربل).
هذه هي أدوات الفلاحة التي كانت تتكوم في مخزن جدي ومن ثم جدك.
وفي ساحة البيت يا بني تجد (قنّ) الدجاج وبعض الحجارة الكبيرة المدورة والمحفورة وهي تستعمل لشرب الدجاج والحمام. الى جانب هذه الحجارة حجر مجوّف كبير يستخدم لدقّ اللحمة وتنعيمها لتصبح صالحة لأكلة الكبة النيّة الشهية ويسمى (جرن الكبّة) على حائط البيت تعلّقت (طواقي) الحمام، حيث لكل منها طاقيته التي تفرّخ فيها. وفي أسفل الحائط بعض تنكات الفلّ البلدي بجانب الحائط هنالك قطعة أرض صغيرة مرتفعة قليلا كنا نسمّيها (الدّوراة)، وفي وسطها تجد شجرة ليمون صغيرة وحولها مسكب صغير للنعنع والميرامية ودقة العدس وهي تستخدم كالشاي لأن طعها لذيذ وربما ألذ وأشهى.
أرأيت يا بني كم كانت الحياة جميلة على صعوبتها. وتسألني ماذا جرى لهذا البيت؟ أين هو الآن؟ وجوابي البيت ما زال قائمًا مكانه، ولكن مع الأيام بدأ خشب السقف يتلف، وبدأت الرطوبة تتسرب اليه، ومع انعدام الأيدي التي كانت تطيّن سطحه اضطر جدك الى هدم السقف واستبداله بالباطون وحين شارف عمك على الزواج جرت عملية هدم الأعمدة وإزالة المعازب وتقطيع البيت الى غرف عصرية هي التي تعرفها اليوم هي دار عمك.
وبعد يا بنيّ، علّك تكون قد استفدت واستمتعت بما قدّمته لك من أسماء كدنا ننساها لتغير الظروف علينا، ولكنها مع ذلك ستظلّ عالقة بالذاكرة لأنها تحمل ايحاءات تربطنا وثيقا بماضينا وبأرضنا وبشعبنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
theredrose

theredrose



بيتنا المقنطر ///فلسطينيات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بيتنا المقنطر ///فلسطينيات    بيتنا المقنطر ///فلسطينيات  Icon-new-badge12/6/2011, 17:37

مصطلحات غريبة جدا ويسلمو هشام

تم النقل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jistcoirbid

jistcoirbid



بيتنا المقنطر ///فلسطينيات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: بيتنا المقنطر ///فلسطينيات    بيتنا المقنطر ///فلسطينيات  Icon-new-badge12/6/2011, 23:33

حياكي الله يا وعد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بيتنا المقنطر ///فلسطينيات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة مسلسل في بيتنا حديقه رمضان 2013 , تفاصيل و تغطية مسلسل في بيتنا حديقه فى رمضان 2013 , تقرير عن جميع حلقات مسلسل في بيتنا حديقه فى رمضان 2013 بالصور
» ابطال مسلسل في بيتنا حديقه في شهر رمضان 2013 , صور واسماء ابطال و ممثلين مسلسل في بيتنا حديقه فى رمضان 2013 , صور ابطال مسلسل في بيتنا حديقه فى رمضان 2013 , صور مسلسل في بيتنا حديقه فى رمضان 2013 , صور ابطال مسلسل في بيتنا حديقه فى رمضان 2013
» موعد عرض مسلسل في بيتنا حديقه في شهر رمضان رمضان 2013 , القنوات الناقلة وتوقيت عرض مسلسل في بيتنا حديقه في شهر رمضان رمضان 2013
» قانون النوم في بيتنا
» قواعد التو جيهي في بيتنا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: المنتدى العلمي :: ادب و شعر :: قصص قصيرة-
انتقل الى: