خلق الله سبحانه و تعالى الدنيا والخليقة وبدأت الحياة بين آدم وحواء بالحب والمودة – وقد نصت الآيات السماوية على ذلك بالتآلف بين الزوج وزوجته بالمودة والحب - أي هكذا بدأت الحياة بالحب فهو شيء غريزي فطرى مولود معنا يظهر وينمو ويكبر ويتفاعل في جميع مراحل السن المختلفة وقد يكون في الأطفال والحيوانات حبا غريزيا للمطالب الأساسية للطفل أو الحيوان أما عندما يكبر الانسان الى كائن عاقل يتسامي عن الغرائز ويبقي الحب قويا 0 والحب أنواع كثيرة الحب عطاء بلا مقابل مثل حب الوالدين لأبنائهم ولا يحتاج هذا الحب الى غذاء أو تقوية أو نصح ولكنه غريزي بالدرجة الاولى
والحب باللغة العلمية النفسية (السيكولوجية) هو انعكاس شرطي أي يتولد الحب بين شخصين إذا أحسن أحد الشخصين المعاملة وتقرب بلطف ومودة الى الآخر بصفة مستمرة بدليل أن أجدادنا وآباءنا القدماء أحبوا زوجاتهم بعد الزواج بالعشرة نتيجة المعاملة الحسنة والمودة المستمرة0
والحب هو مجموعة من التصرفات الحسنة الطيبة ذات الطابع الجميل مع بعض الانفعالات الوجدانية مثل زيادة عدد ضربات القلب أو احمرار بالوجه عندما يرى المحب محبوبه ، ويقطن الحب أساسا في المخ ككل ولكن هناك بعض الأجزاء في المخ هي التي يقع فيها الجزء الكبير من التصرفات والذكريات ..
إن كل إنسان له مشاعر وأحاسيس اتجاه الشخص الآخر ،فيتعامل
معه كما يريد (حب _ كراهية_شفقه _بغضاء) ولكن أين تسكن
هذه المشاعر ؟ وأين موطنها ؟هل هي في العقل أم في
القلب...؟
ولنأخذ على سبيل المثال العشيقان... فكل منهما يفدي
الآخر..ويتمنى أن لو ينزع قلبه و يقدمه هدية مغلفه مع ورده حمراء لعشيقه...
ولكن لم لا العقل؟!! أليس هدية جميلة أيضا ...؟!
وأجيب هنا، القلب لا يدرك إلا مشاعره ... ولا يرى ما
حوله...وإذا رأينا الجزء الأكبر من مشاعر القلب ألا وهو
الحب .. فإنه لا ينطق إلا بحب حبيبه... ويفيض قلبه بهذا
الحب... ويتوجه به...
أما إذا رأينا هذه المشاعر في العقل، فإنه يحولها إلى
أفكار ...ويفصلها تمام التفصيل...ويرى كل ما هو مميز
أو عيب فيه ويفكر فيه...
لذا فإنهم يهدون قلوبهم عمياء للدلالة على صدق مشاعرهم
الفياضة بالحب ...
وهنا يبدو أسفي على من أحب بقلبه وأسأله ...
ألم تسمع بقلب مكسور ؟... أو لم تسمع بقلب مصدوم وخاب
أمله ... ؟!
وإذا سمعت ماهو شعورك ؟! أليس الأسى على هذا القلب
المكسور
فهناك من يتغاضى عن عيوب عشيقه ولا يريد أن يرهق نفسه فيها (ويروح فيها)
وأستطيع أن أقول أن الذي ملك عقله في الحب بأنه قد ملك
الحب الناجح وأنه ملك عقله وقلبه معا ...
فبوسعه أن ينظر لكل زاوية من زوايا الدار ويكون على
بينه بما تحمله هذه الدار.. فإذا أمن لها دخلها ...
وعاش فيها بسعادة وهناء...أما إذا تخوف منها ... ورفض
دخولها ... فإنه بالتأكيد قد حمى قلبه الضعيف من خطر
الانكسار.
وقد ينهار الحب أيضا بالانعكاس الشرطي أي انه إذا أساء المحب المعاملة بطريقة جافة مستمرة يتهدم هذا الحب الكبير والدليل على ذلك أن كثيرا من المتزوجين الذين كانوا يحبون بعضهم حبا أشبه بحب العبادة يفترقون وينفصلون أحيانا لآن الحب لم يجد ما يغذيه من المودة والمعاملة الطيبة المستمرة 0
فلا تدع قلبك يجنن عقلك ...
وإذا أردت أن تحب ...
حب بعقلك ثم بقلبك ...فتأمن نفسك...